20 شتنبر 2024

“مشروع القادري” بـ “واد مرزك” يثير غضب “البوعزاويين”

“مشروع القادري” بـ “واد مرزك” يثير غضب “البوعزاويين”

لاحديث يروج في أوساط الفعاليات الجمعوية والرأي العام المحلي بدار بوعزة خاصة، وإقليم النواصر عامة، إلا حول موضوع شاطئ “واد مرزك” الذي يصب بالشريط الساحلي التابع لنفود جماعة دار بوعزة، وذلك بعد الخروج الإعلامي لرئيس جماعة برشيد طارق القادري، والذي أكد فيه أنه يعد مشروع يهدف إلى ربط شبكة تطهير مياه الصرف الصحي لمدينة برشيد بـ”واد مرزك”.

تصريحات القادري أثارت الكثير من الجدل واللغط، خاصة أنه وبحسب المعطيات التي تتوفر عليها صحيفة “المغربي اليوم”، لم يسبقها(التصريحات) أي تنسيق قبلي أو دراسة أو تخطيط بين باقي المتدخلين في الموضوع، بل الأكثر من ذلك فإن التصريح ووفقا للمعطيات نفسها، كان مفاجئا وغير متوقع بالنسبة للقائمين على تسيير الشأن المحلي بجماعة دار بوعزة على اعتبار أنها المعني الرئيس بالموضوع.

في الوقت الذي أكدت فيه شهادات استقيناها من عين المكان (واد مرزك) على أن ما صدر من المسؤول المذكور لا يمكن إلا اعتباره مجانبا للصواب واستفزازا للساكنة البوعزاوية، إذ لا يفترض حسب رأي هؤلاء أن يصدر عن شخص يقدر حجم المسؤولية مثل هذه التصريحات التي تسيء كثيرا للمنطقة على اعتبار أنها تشير بشكل أو أخر إلى أن القادري يرى أن جماعة دار بوعزة تمثل مطرحا لمخلفات مدينة برشيد.

فعاليات المجتمع المدني بدورها تفاعلت سريعا مع “تصريحات القاديري”، من خلال إطلاق عريضة إلكترونية طالبت من خلالها والي جهة الدار البييضاء سطات، بالتدخل العاجل قصد رفع الضرر عن الساكنة، خاصة وأن الأمر بحسب المصدر نفسه “لا يتعلق فقط بصحة المواطنين وإنما يتعداه الى كون المنطقة تعد قبلة سياحية تساهم بشكل كبير في تنمية المنطقة اقتصاديا”.

وبما أن المتضرر الأول من المشروع (إن تم) الذي تحدث عنه القادري، هي جماعة دار بوعزة التي حملها الكثير من “البوغزاويين” مسؤولية ما وصفوها بـ”الحكرة” التي طالت الساكنةعلى اعتبار أن مصب الواد يتواجد على تراب الجماعة، وبالتالي فهي مطالبة حسب رأيهم بالتحرك عاجلا من أجل الكشف عن حيثيات الموضوع من جهتها.

سؤال “البوعزاويين” نقلناها حرفيا لرئيس الجماعة هشام غفير، والذي أكد في تصريح خص به “المغربي اليوم”، على أن ما جاء على لسان القادري يعد بالنسبة إليه بعيدا كل البعد عن أرض الواقع ولا يعدو أن يكون “فقاعة” هدفها استمالة الرأي العام المحلي ببرشيد على حساب ساكنة دار بوعزة، معربا عن تفهمه لمخاوف المواطنين وحرصه الشديد على متابعة الموضوع عن قرب.

وفي معرض رده عن سؤالنا حول الخطوات العملية التي اتخدتها الجماعة في هذا الصدد، أكد غفير أنه جرى التقصي حول الموضوع وتبين أن التصريح غير واقعي بدليل أنه لم يتم اعتماد المشروع في دورة مجلس برشيد، وبناءا عليه لا يمكن التحرك للرد على تصريحات لا علاقة لها بالواقع، مشيرا إلى أن الرد المناسب عن حديث القادري القائل بـ “أنا عانسيفط الواد الحار لواد مرزك”، فأن ” كانقليك غانسيفط ليك 300 الف بوعزاوي و400 جمعية محلية ماعجبهومش الحال” يضيف المتحدث نفسه.

رئيس جماعة دار بوعزة أكد أن مشكل قذف المخلفات بشاطئ “واد مرزك” لا زال قائما ولم يتم معلاجته بعد، رغم أنه تم خلال الولاية السابقة مراسلة الجهات الوصية وعقد اجتماعات خرجت بتوصيات وقع عليها جميع المتدخلين، إلا أنها بقيت إلى حدود الساعة حبرا على ورقة، مشيرا إلى أن “الديشي” القادم من المنطقة الصناعية ببرشيد بشكل عشوائي أضر بشكل كبير بالفرشة المائية بولاد عزوز وساهم في تحول “واذ مرزك” لنقطة سوداء.

من جهتها اعتبرت العضو بجهة الدار البيضاء سطات عن إقليم النواصر ورئيسة فريق حزب التجمع الوطني للأحرار بسمة الجيودي، في تصريح خصت به الصحيفة أن مثل هكذا قرارات و مشاريع لا تبنى على طموحات و إنما على التنسيق مع الشركاء و لاسيما أن شاطىء “واد مرزك” وفقا للمتحدثة نفسها يعد وجهة سياحية و متنفس للساكنة البيضاوية عامة و ساكنة جماعة داربوعزة خاصة.

و لا يمكن أن يتحول حسب الجيودي بأي شكل من الأشكال إلى مطرح للمياه العادمة ما من من شأنه أن يشكل تهديدا بسلامة المواطنين والبيئة، فكان بالأحرى وفقا للمتحدثة عينها أن يتناول القادري الموضوع من خلال تحديد حيثيات و تفاصيل المشروع و الإكراهات و الأثار المترتبة عنه عبر دراسات تقنية واقعية في هذا الاطار.

إلا أنه و للأسف أن هذا الجانب المهم الذي يسبق أي مشروع بهذا الحجم تم إغفاله، كما تبين من خلال تصريح المسؤول المذكور مما شكل صدمة و استفزازا لساكنة جماعة داربوعزة، تضيف المسؤولة ذاتها.

وعلى أمل أن ينتهي مسلسل “واد مرزك” المرعب، نهاية يتمناها “البوعزاويون” وزوار “واد مرزك” سعيدة على نقيض ما لحق بضاية “دار بوعزة”، ستظل تسائلات وأمال الساكنة معلقة إلى حين تحرك فعال من القائمين على تسيير الشأن المحلي والإقليمي، يعيد لهذه الوجهات السياحية بريقها.

.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *