اتحاديو فرنسا يتساءلون عن الجدوى من المشاركة في الحكومة الحالية
خرج اتحاديو فرنسا عن صمتهم تزامنا مع إحياء حزب الاتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية لذكراه الستين والصدع الذي أصاب الحزب بعد حصوله على حقيبة يتيمة لا تسمن ولا تغني من جوع في التعديل الحكومي الأخير.
وجاء في بلاغ لقيادة الحزب بفرنسا توصل “المغربي اليوم”، بنسخة منه، “إن الكتابة الإقليمية لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، في فرنسا، المجتمعة يوم 26 أكتوبر 2019، في باريس، وبعد استعراضها للأوضاع العامة بالمغرب، وبعد تدارسها للوضع الحزبي، على مختلف المستويات السياسية والتنظيمية، في ضوء التطورات الأخيرة، خاصة ما يتعلق بالتعديل الحكومي، فإنها تؤكد ما يلي”.
وأضاف البلاغ ذاته “التصدي لمحاولات اختزال الإشكالات المطروحة في الواقع المغربي، في مجرد تعديلات جزئية على البنية الحكومية،
وتشكيلتها، كما لو كان الأمر يتعلق بمشاكل ثانوية، في الوقت الذي نعتبر فيه أنها بنيوية، نتيجة انتخابات سادت فيها
ممارسات لا أخلاقية تتمثل في استعمال أموال ومساعدات عينية، لشراء ضمائر الناخبين، سواء باستخدام المال من طرف
لوبيات مصلحية أو تغليف الممارسات بلبوس الإحسان من طرف حزب يستغل الدين في السياسة والجماعات الخيرية الدينية والمساجد في خرق واضح للدستور والقانون”.
وورد ضمن البلاغ نفسه “ومن هذا المنطلق، تتسائل الكتابة الإقليمية حول جدوى استمرار الحزب في المشاركة في الحكومة الحالية، وحول فعالية هذه المشاركة وقيمتها السياسية المضافة، ومدى تأثيرها على مستقبل الحزب وصورته داخل المجتمع”.
وشدد بلاغ اتحاديي فرنسا على “ضرورة معالجة إشكالية النموذج التنموي للمغرب، بمقاربة شمولية، سياسية واقتصادية واجتماعية، تعتمد على مبادئ أساسية تتمثل في محاربة اقتصاد الريع والفساد، وإيجاد حلول لتفاقم الأوضاع الاجتماعية، الأمر الذي يتطلب
التزامات واضحة من طرف الدولة، لنهج سياسية جديدة، لتدارك هذه الأوضاع، وتوفير الشروط الكفيلة بالتجاوب مع تطلعات الجماهير الشعبية في العيش الكريم”.
وندد البلاغ ب”بعض الممارسات المخلة بأدنى شروط احترام النقاش والاختلاف والتعدد في الآراء تلك الممارسات التي تستعمل
أساليب السب والقذف والتهجم والتشهير، من طرف بعض أعضاء الحزب، في حق مناضلات ومناضلين اتحاديات
واتحاديين، ومصادرة حقهم في التعبير عن مواقفهم، وهو ما يتعارض بشكل تام مع القانون الأساسي للحزب ونظامه
الداخلي. وتدعو الكتابة الإقليمية إلى تفعيل قوانين الحزب، للمحافظة على صورته كحزب ديمقراطي وإطار حداثي، يؤمن
بالحق في التعدد واالختالف”.
وعبر اتحاديو فرنسا عن “انخراطهم التام في مسلسل المصالحة الذي أطلقه حزب الاتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، من أجل تجميع
صفوف الاتحاديات والاتحاديين، فإننا نعتبر أن هذا المسلسل ينبغي أن يتواصل في إطار منظور متكامل، يستند إلى حوار
وطني شامل وعميق بين الحركة الاتحادية بكل توجهاتها، وذلك بناء على مراجعات جذرية على المستويات السياسية
والفكرية والتنظيمية، بما يمكنه من استيعاب التحولات المجتمعية الكبرى التي تفرض عليه تغيير مقارباته ومناهج عمله
وصورته مع تجديد الدعوة إلى ضرورة إعطاء المغاربة المقيمين في الخارج المكانة التي يستحقونها في الحياة السياسية في المغرب،
والانكباب بشكل أكبر على معالجة المشاكل التي يعانون منها ارتباطا بموطنهم الأصلي، بالإضافة إلى تفعيل بنود الدستور
المغربي المتعلقة بهم، سواء ما تعلق منها بالمشاركة في الانتخابات أو في المؤسسات الاستشارية، وهيئات الحكامة الجيدة
التي يحدثها الدستور أو القانون”.
ودعا البلاغ “كافة مناضلي الحزب في فرنسا إلى تخليد يوم الوفاء، وهو يوم ذكرى اختطاف شهيد الوطن والحركة الاتحادية
المهدي بن بركة، وذلك بالوقفة التي ستتم في 29 أكتوبر أمام مقهى الليب بسان جيرمان.