19 مارس 2024

تطبيق للهواتف الذكية قد ينقذ حياتك في لحظات

تطبيق للهواتف الذكية قد ينقذ حياتك في لحظات

حثت الشرطة البريطانية المواطنين على تحميل تطبيق للهواتف الذكية يقولون إنه أنقذ بالفعل حياة العديد من الأشخاص.

فما هو هذا التطبيق وكيف يعمل؟

كلمات ثلاث مختارة على نحو عشوائي أنقذت جيس تينسلي وأصدقائها بعد أن ضلوا الطريق في إحدى الغابات ليلا.

كانت تينسلي والأصدقاء قد خططوا القيام بنزهة لمسافة خمسة أميال في غابة هامسترلي التي تبلغ مساحتها 4900 هكتار في مقاطعة دورهام مساء الأحد، لكن بعد ثلاث ساعات ضلوا الطريق.

وقال نيوتن إيكليف، عامل رعاية يبلغ من العمر 24 عاما : “كنا في حقل ولا نعلم شيئا عن موقعنا”.

وأضاف: “كان أمرا مروعا للغاية. كنت أمزح وأحاول الضحك لأني أعرف أنني إن لم أضحك فسأبكي”.

وفي الساعة 22:30 استطاعوا الاتصال برقم 999، وهو رقم خدمة الطوارئ.

وقالت تينسلي : “أول شيء طلبه منا متلقي الاتصال هو تحميل تطبيق (What3words)”.

وأضافت : “لم أسمع عنه من قبل”.

وفي غضون دقيقة واحدة من تحميل التطبيق، قالت الشرطة إنها حددت مكان وجود المجموعة، وعثر فريق البحث والانقاذ الجبلي عليهم بسرعة.

وقالت تينسلي: “طلبت من كل شخص أعرفه تحميل هذا التطبيق”. وأضافت : “أنت لا تعرف أبدا متى ستضل الطريق وتحتاج إلي التطبيق”.

ويستطيع تطبيق (What3words) تحديد الموقع الذي تريده بدقة كبيرة. فقد قسّم مطورو التطبيق العالم إلى 57 ترليون مربع، تبلغ مساحة كل منها 3 أمتار في 3 أمتار، ولكل منها عنوان فريد مكون من ثلاث كلمات اختيرت بصورة عشوائية.

وجاءت فكرة البرنامج بسبب مشاكل خدمات البريد التي عانى منها مؤسس الشركة، كريس شيلدريك، في ريف هيرتفوردشاير.

وقال: “لم يكن الرقم البريدي الخاص بنا يحدد موقع منزلنا”.

وأضاف: “اعتدنا استلام بريد خاص بأشخاص آخرين، أو الاضطرار إلى الوقوف في الطريق للإشارة إلى موظفي تسليم البريد”.

كما زاد إحباطه عندما كان يعمل لمدة عشر سنوات في مجال الموسيقى، إذ كان يجد مشكلة في تحديد المواقع لمقابلة الفرق الموسيقية.

وقال شيلدريك : “كنت أتحدث مع عالم رياضيات، ووجدنا أن هناك مجموعات كافية تتألف من ثلاث كلمات يمكن أن تشير إلى كل مكان في العالم”.

وكانت 40 ألف كلمة كافية في الواقع.

بدأت الشركة في عام 2013 ، ويعمل بها حاليا ما يزيد على مئة شخص في مقرها في رويال أوك، غربي لندن.

واعتمدت منغوليا تطبيق “What3words” في تقديم خدمتها البريدية. كما زودت “مرسيدس بنز” سياراتها بالنظام، ويُستخدم التطبيق حاليا بـ 35 لغة.

لكن الكثير من المواطنين لا يعرفون التطبيق وفقا لما قاله لي ويلكس، مدير طاقم خدمة الإنقاذ والإطفاء في كورنوول، وهي خدمة من مجموع 35 خدمة طوارئ في إنجلترا وويلز تستعين بالنظام.

وقال : “التطبيق يزيل كل غموض بشأن المكان الذي نوجد فيه”.

وقال ويلكس إن النظام يساعد في مكافحة الحرائق في المساحات الزراعية الشاسعة، على سبيل المثال.

وأضاف : “إنها تتيح خدمة أكثر فاعلية. نحن متحمسون للغاية لذلك”. وأشار إلى أنه لا يرى جانبا سلبيا فيها.

ويمكن لخدمات الطوارئ إرسال رسالة نصية تحتوي على رابط إلى هواتف الأشخاص، إذا لم يكن لديهم التطبيق.

ولا يحتاج التطبيق إلى إشارة هاتفية لإخبار شخص ما بالموقع الذي يشار إليه باستخدام ثلاث كلمات.

وقال شيلدريك : “لنفترض أن هناك مجموعة أشخاص فوق أحد الجبال وأصيب أحدهم”. وأضاف : “ليس لديهم أي إشارة لإجراء اتصال طلبا للمساعدة، لكن لا يزال بإمكانهم معرفة الكلمات الثلاث التي تشير إلى موقعهم”.

وقال : “يمكن لشخص من المجموعة كتابة ذلك، والاتصال بخدمات الطوارئ، التي ستعرف بدورها بالضبط إلى أين تذهب كي تعثر على الشخص المصاب”.

وتحث خدمات الطوارئ المواطنين على تحميل التطبيق المجاني.

وكانت شرطة ساوث يوركشاير قد استخدمت التطبيق في العثور على رجل يبلغ من العمر 65 عاما، بعد أن سقط أسفل جسر للسكك الحديدية في شيفيلد.

كما عثرت دائرة الإطفاء والإنقاذ بشمال يوركشاير على امرأة في حادث اصطدام بسيارتها، لم تكن متأكدة من موقعها.

وتمكنت شرطة هامبرسايد من حل مشكلة رهينة بسرعة، بعد أن تمكنت الضحية من إخبار رجال الشرطة بالمكان الذي كانت محتجزة فيه.

وقال شيلدريك : “كان موقفا حرجا، وأتاحت القدرة على استخدام عنوان مكون من ثلاث كلمات إمكانية وصول رجال الشرطة إلى المكان على نحو أسرع وإنقاذ الرهينة”.

وأضاف : “جعلنا ذلك ندرك أهمية العمل الذي نقوم به”.

كما استخدمت شرطة هامبرسايد التطبيق في العثور على مجموعة من الرعايا الأجانب، من بينهم سيدة حامل كانت توشك على الولادة، وكانوا محاصرين داخل حاوية شحن في ميناء.

وقال بول ريدشو، المشرف على غرفة التحكم للقوات : “كان في الميناء أكثر من 20 ألف حاوية، وأدركنا الحاجة إلى سرعة الوصول إليهم بسرعة”.

وطُلب من المجموعة تحميل التطبيق، وعثرت عليهم الشرطة بعد وقت وجيز.

وقال ريدشو : “لا يساورني شك في أن هذه الحوادث كان ستختلف نتائجها للغاية لو لم نتمكن من استخدام What3words”.

(وكالات)

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *