دراسة حول الممارسات الأكثر إزعاجا وتضييقا على المواطنات والمواطنين في الفضاء العمومي
I. تقديم الدارسة
- في إطار تنزيل برنامج عمله، قام المركز المغربي للمواطنة، خلال شهري أكتوبر ونونبر 2021، بإنجاز دراسة حول الممارسات الأكثر إزعاجا وتضييقا على المواطنات والمواطنين في الفضاء العمومي.
- تهدف هذه الدراسة إلى تحديد والوقوف على أهم الممارسات التي تسبب الازعاج والتضييق على المواطنات والمواطنين في الفضاء، كما تحاول الدراسة فهم ردة فعل المواطنات والمواطنين تجاه هاته المضايقات.
- اعتمدت الدراسة على تعبئة استبيان (استمارة) صمم عبر تطبيق Google Forms. يتم تعبئة هذا الاستبيان عن طريق الانترنيت. وقد طُلب أساسا من كل مشارك(ة) تحديد ثلاثة اختيارات من بين الممارسات الأكثر إزعاجا له في الفضاء العمومي.
- بلغ عدد المشاركين 1094 مواطنة ومواطن، مثلت النساء نسبة 24% في حين مثلت نسبة الرجال 76%.
- الدراسة شملت جميع جهات المملكة (انظر الرسم البياني) وبمختلف الفئات العمرية حيث مثلت الفئة المتراوحة ما بين 25 و55 سنة نسبة 78%، أما المستوى الدراسي للمشاركين، مثل فيه المستوى الجامعي 88 % والاعدادي/الثانوي 11,5 %.
- يستعمل %77,4 من المشاركين والمشاركات في الدراسة السيارة كوسيلة تنقلهم و%12,4 يستعملوا وسائل النقل العمومي، والباقي وسائل نقل أخرى.
كما أن %87,2 من المشاركات والمشاركين في الدراسة لا يدخنون السجائر، وتصل هذه النسبة الى %97,0 لدى الاناث و %84,1 لدى الذكور.
الرسم البياني: توزيع المشاركات والمشاركين في الدراسة حسب جهات المملكة
II. نتائج الدراسة
- حسب نتائج الدراسة، اعتبر المشاركات والمشاركون أن الممارسة الأكثر إزعاجا لهم في الفضاءات العمومية هي مضايقات حراس السيارات بنسبة %17,2، يليها رمي الازبال في الأماكن غير المخصصة لها بنسبة %16,5 متبوعة بالاحتلال الملك العمومي بنسبة %14,9، تم استعمال الألفاظ النابية في الأماكن العمومية بنسبة %9,3 والتحرش بالنساء في المرتبة الخامسة بنسبة %7,1، في حين ان مضايقات المتسولين والتدخين في الأماكن العمومية يأتيان في المرتبتين السادسة والسابعة على التوالي بنسبة %6,6 و %5,5.
- توزيع النتائج حسب الجنس، أظهر أن النساء يعتبرن أن رمي الزبال في الأماكن غير المخصصة لها هي أكثر الممارسات ازعاجا لهن بنسبة %19,0، متبوعة بالتحرش الجنسي ب %12,5 تم احتلال الملك العمومي ب 9,9% تم مضايقات حراس السيارات ب%9,5. اما بخصوص الرجال، فتأتي مضايقات حراس السيارات ب%19,7 تليها احتلال الملك العمومي ب%16,5 فرمي الازبال ب%15,7 تم الألفاظ النابية بنسبة %9,1 (أنظر الرسم البياني).
- بالنسبة للفئة العمرية الأقل من 35 سنة (ذكور واناث)، تأتي مضايقات حراس السيارات في المرتبة الأولى ب 23,6% متبوعة باحتلال الملك العمومي ب %16,3 تم رمي الازبال ب %14,0 والتحرش الجنسي ب%7,3. اما بالنسبة لإناث الاقل من 35 سنة، تأتي ممارسة رمي الازبال في المرتبة الأولى بنسبة %18,3 متبوعة بالتحرش الجنسي %17,1، تم احتلال الملك العمومي ب%10,8.
الرسم البياني: الممارسات المزعجة للمواطنات والمواطنين في الفضاء العمومي (الوضعية العامة وحسب الجنس)
- يختلف ترتيب الممارسات المزعجة من جهة الى اخرى، بحيث انه بالنسبة لجهات الدار البيضاء-سطات وطنجة-تطوان-الحسيمة ومراكش-اسفي، تأتي مضايقات حراس السيارات في المرتبة الأولى. بالنسبة لجهة الرباط-سلا-القنيطرة تأتي ممارسة رمي الازبال، اما بالنسبة لجهة فاس-مكناس فتأتي احتلال الملك العمومي في المرتبة الأولى (أنظر الرسم البياني).
الرسم البياني: ترتيب الممارسات المزعجة حسب اهم الجهات
- كرد فعل مباشر من المواطنات والمواطنين تجاه الممارسات التي تزعجهم، أكد %41 انهم يقومون أحيانا بردة فعل تجاه المسؤول عن تلك الممارسات، في حين أكد %52 انه اما دائما او غالبا ما يصدر عنهم موقف معين في الموضوع، في حين أن %4 أكدوا أنهم لا يقومون بأي موقف في الموضوع (انظر الرسم البياني).
الرسم البياني: تفاعل وردة فعل تجاه الممارسات المزعجة في الفضاء العمومي (الوضعية العامة وحسب الجنس)
- بخصوص تقبل الطرف المسؤول عن الممارسة المزعجة مع ردة فعل، أكد %9 أن الأغلبية تتقبل الملاحظة، في حين أن %28 يعتبرون ان هناك عدم تقبل الملاحظة، و%61 يعتبرون ان الأقلية فقط من تتقبل ذلك (انظر الرسم البياني).
الرسم البياني: تقبل ملاحظات بخصوص الممارسات المزعجة من طرف أصحابها (الوضعية العامة وحسب الجنس)
- بخصوص درجة تأثر وانزعاج المواطنات والمواطنين من الممارسات المزعجة، اعتبر %58 أنها تسبب لهم إزعاجا كبيرا، في حين اعتبر %32 انها قد تسبب لهم خلافات مع أصحابها. فقط %9 اعتبروا بانها تسبب لهم ازعاج بسيط، في حين أن فقط %1 أكدوا عدم اهتمامه بالأمر.
الرسم البياني: تأثير الممارسات المزعجة (الوضعية العامة وحسب الجنس)
III. خلاصة
- في عصر يتجه الى تغليب قيم الفردانية على حساب القيم الجماعية، أصبح الفضاء العمومي يلعب وظيفة مهمة فيما يخص حتمية التعايش المشترك بين المواطنين، نساء ورجالا، وما يتطلب ذلك من وعي بأهميته وضرورة تبني جماعي لممارسات مواطنة ومدنية تجمع بين الحق والواجب وبين الحرية والالتزام وكذلك بين الفرد والجماعة. وفي غياب قواعد مشتركة متفق عليها وضعف للأخلاق، قد يصبح الفضاء العمومي مكانا للتمييز والاستفزاز والتحرش والاحتقار، ومنتجا لتحديات أمنية وحقوقية للفرد والجماعة والوطن.
- الدراسة تؤكد ان الفضاء العمومي يعتبر مكان منتجا لعوامل وممارسات تميزه تخلق للمواطنات والمواطنين الازعاج والتضييق، كما ان العديد منها هو نتيجة للتطور الذي عرفته وظيفة هذا الفضاء في مجتمع يعرف تغييرات متسارعة.
- من خلال الدراسة، يظهر جليا ان غالبية المواطنات والمواطنين يعبرون عن ردة فعله وعدم اكتفائهم بلعب دور الفاعل السلبي امام الممارسات التي يعتبرونها مزعجة لهم. كما ان العديد من المواطنات والمواطنين يؤكدون انهم يفضلون عدم اصدار أي موقف رافد تفاديا لنشوب خلافات قد تتطور الى شجار مع المعنيين.
- المواطن(ة) قد يكون منزعجا من بعض ممارسات الأخر في الفضاء العمومي وفي نفس الوقت منتجا للبعض منها.
- يختلف ترتيب الممارسات المزعجة في الفضاء العمومي بين المواطنات والمواطنين تبعا لمحيط عيشه والاكراهات الخاصة بكل مواطن(ة): الجنس، سكن في مدينة كبيرة او صغيرة، امتلاك سيارة، التدخين، الخ.
- ان تحسين شروط وظروف التعايش الجماعي بين المواطنين في الفضاء العمومي هو تحدٍّ للجميع دولةً وأسرة ومدرسة وكذلك للأحزاب السياسية وهيئات المجتمع المدني والتنظيمات النقابية وأيضا تحد للإعلام.
- عمليا، هناك ثلاثة محاور أساسية يجب الاشتغال عليها بشكل متزامن للمساهمة في تعزيز قيم المواطنة وسلوكيات العيش المشترك في الفضاء العمومي:
إدماج التربية على المواطنة كمحور أساسي في المنظومة التعليمية وفي جميع المستويات واعطائها الأهمية اللازمة.
التوعية والتحسيس المستمر الموجه بشكل عام للمواطن(ة).
تعزيز وتقوية الترسانة القانونية، بحيث ان العديد من الممارسات لا تعتبر قانونيا مخالفة وبالتالي يتحكم فيها فقط الدافع الأخلاقي. - مما لا شك فيه أن النجاح في خلق فضاء عمومي دامج ومستوعب للجميع، مبني على الاحترام المتبادل، هو أحد السبل لبناء مجتمع يسمح لأعضائه بممارسة الأشكال المختلفة لمواطنتهم.
للتواصل :
البريد الإلكتروني: [email protected]
واتساب (WhatsApp) : 0643611316