23 ماي 2025

السيناريست رشيد صفـَـر يؤلف رواية عن الذكاء الاصطناعي.

السيناريست رشيد صفـَـر يؤلف رواية عن الذكاء الاصطناعي.

 

يخوض الكاتب والسيناريست المغربي رشيد صفـَر “مغامرته” الروائية الأولى من خلال مصنف أدبي يحمل عنوان : “مونوفوبيا : نادر والذكاء الاصطناعي”. تنتمي الرواية إلى أدب الخيال العلمي، لكنها لا تكتفي برسم ملامح عالم مستقبلي متخيل، بل توظف هذا العالم كمرآة فكرية لاستنطاق قضايا معاصرة، تتعلق بالعزلة، والهوية، واستلاب الإنسان في ظل تصاعد هيمنة الروابط الرقمية.

في تصريح خاص لموقع “المغربي اليوم”، كشف صفـَر أن أحداث الرواية تدور داخل مدينة ذكية تُدعى “كاف 7″، وهي فضاء رقمي تخضع كل تفاصيله لسلطة إمبراطورية الذكاء الاصطناعي حسب قصة الرواية، التي تبدأ من حدث استيقاظ “نادر”، الشخصية الرئيسية، ذات صباح فاقدا لذاكرته، ليجد نفسه وسط نظام صارم لا أثر فيه للحياة الطبيعية أو للمشاعر الإنسانية… كل شيء مُبَرمج، حتى الأحاسيس.

ويتابع صفـَر : “عندما يتسلل كيان رقمي غامض إلى قلب الأحداث، تبدأ الرواية في التحول من مجرد قصة فردية إلى رحلة تمرد وبحث عن المعنى، وعن الحرية والهوية، وسط عالم يتجه نحو التشييء الكامل للإنسان”.

ويضيف أن البناء السردي للرواية قائم على أحداث مكثفة ذات بعد فلسفي، تسائل مفاهيم الزمن والحقيقة، بلغة تلامس تخوم الشعر والفكر.

الرواية، كما يوضح صفـَر، لم تكن مشروعا عابرا، بل ثمرة خيار مدروس، استلزم صبرا وجهدا بحثيا ولغويا خاصا، إذ قال :
“وجدت في الخيال العلمي وسيلة فنية لتحليل واقع يتغير من حولنا بسرعة مذهلة. كنت أراقب هذه التحولات من منظور سوسيولوجي، وأبحث عن قالب يسمح لي بمساءلة الإنسان المعاصر دون الوقوع في خطاب نخبوي. أردت رواية تُخاطب القارئ العادي في قلقه اليومي، وتثير داخله الأسئلة، لا أن تُلقنه الأجوبة”.

وعن الفرق بين الفانتازيا والخيال العلمي، يقول الكاتب :
“الفانتازيا تنطلق من الخرافة والأسطورة، بينما يفترض الخيال العلمي إمكانية علمية واقعية. في مونوفوبيا لم أخلق عالما سحريا، بل طورت واقعا نعيشه اليوم : الذكاء الاصطناعي، والخوف من الوحدة و ضياع المعنى وتفاصيل علاقة الإنسان بالآلة”.
وأفاد الكاتب أنه يطرح سؤالا مهما داخل الرواية وهو : ما معنى أن تكون إنسانا في زمن أصبحت فيه الآلة أكثر يقينا منك؟.
وختم الكاتب تصريحه مبرزا أن “مونوفوبيا .. نادر والذكاء الاصطناعي” ليست مجرد حكاية ببداية وعقدة ونهاية، بل صيحة، وتحذير داخلي من المستقبل الذي نصنعه بأيدينا”.

جدير بالذكر أن رواية “مونوفوبيا : نادر والذكاء الاصطناعي”، هي حاليا في مرحلة الطبع، ومن المرتقب أن تصدر في النصف الثاني من شهر يونيو 2025.