18 شتنبر 2024

أغنية لأم كلثوم بالذكاء الاصطناعي تثير جدلا في مصر

أغنية لأم كلثوم بالذكاء الاصطناعي تثير جدلا في مصر

أثار الملحن والمطرب المصري عمرو مصطفى، جدلا واسعا، بعد طرحه فيديو ترويجي لأغنية جديدة من ألحانه، بصوت السيدة أم كلثوم، مستخدما تقنية الذكاء الاصطناعي.

وأعرب عمرو مصطفى خلال ترويجه للأغنية عبر حساباته على مواقع التواصل، عن سعادته بهذا القرار، لأنه كان يتمنى أن تغني “كوكب الشرق” أغنية من ألحانه.

وردا على فيديو مصطفى، أصدر المنتج محسن جابر بيانا رسميا هاجم فيه الملحن، وطالبه بعدم طرح الأغنية كاملة، حيث قال إنه يمتلك توكيلا رسميا من جميع الورثة الشرعيين لأم كلثوم، مهددا بأنه سيتخذ كافة الإجراءات القانونية لوقف الأغنية.

وشدد جابر على أنه سيتخذ كافة الإجراءات القانونية، لإيقاف أي مهزلة أو عبث بصوت أم كلثوم، مشيرا إلى أن أم كلثوم رمز كبير لا يجوز لأحد أن يقوم بنسخه أو تشويهه، أو العبث به، وفق ما جاء في البيان الصادر عنه.

وبدوره كشف الدكتور أشرف عبد الرحمن الناقد والمؤرخ الموسيقي رأيه في استخدام التكنولوجيا الحديثة، كالذكاء الاصطناعي وتأثيرها على الغناء قائلا: “استخدام التكنولوجيا الحديثة شيء مهم للغاية في الموسيقى، وظهور نظام التوزيعات الجديدة ساعد على التطور، ولكنني ضد استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي أو التكنولوجيا الحديثة في إحياء صوت مثل أم كلثوم أو عبد الحليم حافظ”.

وأشار المؤرخ الموسيقي إلى أن السلبيات أصبحت منتشرة بشكل كبير في مجال الفن كتشويه تراث العظماء، موضحا ذلك بالقول: “إذا كان أحد من هؤلاء العظماء على قيد الحياة الآن أعتقد أنهم كانوا سيرفضون هذا الأمر بشدة، لأن الغناء في الأساس هو إحساس بالكلمة واللحن، فكيف يمكن لتقنية أن تحل محل هذه الأشياء، كيف نضع أم كلثوم في هذا الشكل وهي هرم من أهرامات الفن!”.

وأضاف في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”: “أرى أنه لا بد أن يتم اتخاذ الإجراءات القانونية من قبل نقابة المهن الموسيقية لوقف هذا التشويه، فلنترك العظماء الذين رحلوا عنا بأعمالهم الخالدة لتظل برونقها لأن ذلك يعتبر بمثابة نبش في القبور”.

وتطرق عبد الرحمن للحديث عن الحفلات التي استخدمت تقنية “الهولوغرام” والفرق بينها وبين استخدام الذكاء الاصطناعي في استحضار صوت أم كلثوم أو الفنانين بشكل عام، مشيرا إلى أن “الهولوغرام” تعتمد على الاستخدام الشكلي ولا يكون هناك تلاعب في الصوت أو الألحان أو الكلمات، وإنما يكون هناك تجسيد لفناني الزمن الجميل على المسرح.

ولفت المؤرخ الموسيقي إلى أن ذلك “يعطي انطباعا جيدا لدى المتفرج، ولا مانع منه ويعد استخدامه إيجابيا، لكن استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي والتلاعب في الصوت يعد تشويها، لأن الصوت والكلمات والألحان لا يجب التلاعب بها”.
عن رأيه في استخدام التقنيات الحديثة في عالم الغناء، قال استشاري تكنولوجيا الإعلام والتحول الرقمي أحمد عصمت لموقع “سكاي نيوز عربية” إن “استخدام التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي في الغناء ليس جديدا فقد سبق وتم تنظيم حفلات بتقنية الهولوغرام للسيدة أم كلثوم داخل وخارج مصر”، لكنه أكد على أنه “من المفترض أن يتم تقنين الوضع من الناحية الأخلاقية والبحث عن الحقوق الفكرية وحمايتها”.
وطالب عصمت” بضرورة وضع شروط لهذا الأمر، لأنه لا يجب على سبيل المثال أن يتم تنظيم حفلات لأم كلثوم واستخدام صوتها، وهي تغني أغاني مهرجانات”.
وأوضح أن “المشكلة الحقيقة هو أن التطور التكنولوجي أصبح أسرع من التوجيهات الأخلاقية والسلوكية والقانونية، فأميركا وأوروبا تسعيان لتقنين هذه التقنيات، ويجب أن يكون هناك دور للمنطقة العربية بشأن هذا الأمر”.
وبالنسبة للرأي القانوني في القضية، قال المحامي أيمن محفوظ لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن ورثة أم كلثوم أو من يحمل توكيلا منهم هم فقط الذين لهم الحق في استغلال اسمها وأغانيها، ولهم الحق في الاعتراض على استغلال عمرو مصطفى لاسمها ومقاضاته.
وبيّن محفوظ أن “الإبداع الفني هو ملك مؤلفه أو ورثته، وهناك قانون ضد انتهاكات حقوق المؤلفين أيضا والتعدي عليهم”.
ولفت إلى أن المصنفات الفنية من أغاني أو فيديوهات أو ما يماثلها تخضع للحماية القانونية لمدة 50 سنة حتى بعد وفاة المبدع أو المؤلف للأعمال الإبداعية والتي بالطبع منهم أم كلثوم.
وختم محفوظ مؤكدا على أن عمرو مصطفى في ورطة قانونية ويجوز اتخاذ الإجراءات القانونية ضده، لأن التراث الفني ليس مستباحا لأحد وله ضوابط قانونية.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

123414