6 نونبر 2024

هل نجح “واتساب” في مواجهة الدول التي تمنعه؟

هل نجح “واتساب” في مواجهة الدول التي تمنعه؟

يُعدّ “واتساب” تطبيق المراسلة الفورية الأكثر استخداما في العالم، منذ إطلاقه في عام 2009، حيث يضم أكثر من 2 مليار مستخدم حول العالم، لكنه بات يواجه الحظر في عدد قليل من البلدان، وذلك لأسباب أمنية وسياسية، من ناحية، ومن جانب آخر بهدف الترويج لشركات الاتصالات والتطبيقات المحلية المنافسة.

ولمواجهة هذه القيود، أعلن أخيراً تطبيق واتساب المملوك لشركة ميتا إطلاق ميزة جديدة هامة لمستخدمي التطبيق، والتي تسمح بتخطي حجب التطبيق من خلال استخدام أداة بروكسي Proxy Server، وهو ما يتيح للمستخدمين في الدول التي تحظر فيها السلطات الحكومية “واتساب” الوصول إلى التطبيق والتراسل مع الآخرين من خلاله.

وأوضحت الشركة في بيان رسمي إن مستخدمي الإنترنت في إيران يعانون منذ عدة أشهر من حجب خدمات الإنترنت والوصول إلى جميع خدمات ميتا، وذلك يحرم الأشخاص من ممارسة حقوقهم المشروعة، ويمنعهم من تلقي المساعدة العاجلة عند الحاجة.

منع الحظر

وفي هذا الصدد، يقول فادي رمزي، أستاذ الإعلام الرقمي بالجامعة الأميركية بالقاهرة، إنّ أداة “البروكسي” تعمل كوسيط بين الجهاز (الهاتف) أو الخدمة والإنترنت، وهو ما يعني أنه عند حجب إحدى الحكومات لتطبيق “واتساب”، يمكن للمستخدمين إدخال عنوان “البروكسي سيرفر” ضمن إعدادات التطبيق، وهو ما يعني تخطي الحجب أو الحظر، وإمكانية الوصول لخدمات التراسل الفوري من التطبيق.

ويوضح أنّ أداة البروكسي عبارة عن حركة مرور من داخل البلاد وليس خارجها، ولكنها لا تهدد أمن وخصوصية المستخدمين؛ لأنه ليس بالضرورة في أمن المعلومات تعميم فكرة الاختراق بكافة أنواعه، فالنجاح الذي حققته الأداة في ظهور التطبيق داخل الدول المحظورة، لا يشترط أن يشكل خطراً على اختراق البيانات الأخرى.

كان الوصول إلى “واتساب” محظوراً في العديد من البلدان بما في ذلك الصين وكوريا الشمالية وسوريا وإيران، وهناك أيضاً بعض الدول التي حظرت التطبيق مؤقتاً بعد توسيع نطاق الرقابة على الإنترنت أثناء الاحتجاجات، وتشمل البرازيل وكوبا وإيران وفنزويلا.

ويشير رمزي، في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، إلى الأزمة التي تواجه شركة “ميتا” بشكل عام خلال الآونة الأخيرة، حين أصبح استخدامها غير محبذاً بالنسبة للعديد من الدول، خاصة تطبيقي (فيسبوك وإنستغرام)، بعد كل القضايا التي حررت ضدهم بسبب تعمدهم نشر محتوى ضار للمراهقين.

ويضيف: “أعتقد أن هذا الضغط على شركة “ميتا” بكافة منصاتها سيظل قائماً، بل وسيزداد بشكل أكثر من جانب الاتحاد الأوروبي في الفترة المقبلة، كما أن أداة البروكسي التي أطلقتها الشركة مؤخراً لتفعيل تطبيق “واتساب” بالدول التي تحظره، يمكن مواجهتها من خلال تقنيات أخرى بإمكان الحكومات استخدامها.

ويستكمل “رمزي” موضحاً أنّ: “هناك صراع دائم بين تطبيق النظام الأمني واختراقه أو التحايل عليه، فمن الصعب أن نجد تقنية ما مطبقة بشكل كامل، أو تقنية سهلة للغاية ويسهل اختراقها، دائماً سيكون هناك تحديثات وتطورات بخصوص تفاصيل التقنية”.

تأثير الحظر

يختتم أستاذ الإعلام الرقمي: “المواطنون في الدول التي تحظر تطبيق “واتساب” لا يتأثرون بشكل كبير، فهناك العديد من البدائل التي يمكنهم استخدامها عبر منصات التواصل الاجتماعي الأخرى، أحياناً يصبح الأمر صعباً في البداية للتعامل مع المنصات الجديدة والمتاحة في دولهم، لكن مع مرور الوقت سيعتادون على ذلك.

يتفق أيضًا معه في الرأي أيمن صلاح، الخبير في علوم الاتصال الرقمي، مؤكداً أنّ الدول التي تحظر “واتساب” لأسباب مختلفة، يستخدم مواطنوها منصات أخرى مثل “وي شات” في الصين، الذي يجد إقبالاً كبيراً من الصينيين سواء داخل بلادهم أو خارجها، الأمر الذي جعل “واتساب” يطلق هذه الميزة الجديدة لمواجهة الحجب داخل الصين.

وقد حظرت السلطات الصينية التطبيق بسبب تشفيره من طرف إلى طرف، وهي آلية تمنعها من قراءة الرسائل المرسلة عبر التطبيق، لكن الحكومة الصينية تسمح باستخدام تطبيق Skype – وهو تطبيق مشابه – لكنه لا يحتوي على مثل النمط من التشفير.

تكلفة باهظة

ويوضح “ًصلاح” في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الميزة الجديدة التي أعلن عنها “واتساب” هي تقنية قريبة للغاية من طريقة الـ VPN لإتاحة الوصول إلى التطبيق داخل الدول التي تحظره، مثل أي منصة تواصل اجتماعي تكون محظورة لدى دولة معينة، ويمكن الدخول إليها عبر استخدام أدوات البروكسي.

ويستطرد: “البرمجيات الجديدة بالتطبيق تخلق قناة خاصة بها تمكنه من أن يتخطى الحظر داخل أي دولة، من خلال ترحيل الاتصال لدول أخرى بعيداً عن الدول التي تحظر التطبيق، وذلك يمكن استخدامه بأي تطبيق إلكتروني، وليس “واتساب” فقط، ولكن يجب أن يحقق التطبيق المستخدم لهذه التقنية أرباحاً هائلة؛ لأن استخدام أداة البروكسي مكلف للغاية”.

ويختتم: “البروكسي يعتمد على الثغرات الأمنية التي تمكنه من الدخول إلى المناطق المحظورة، ولكن ذلك يهدد أيضاً أمان الجهاز الذي يستخدم التطبيق؛ لأنه لا يمكن توقع مدى اختراق هذه الثغرة الأمنية للبيانات الأخرى”.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *