منذ التوقيع في أكتوبر 2019 مع شركة “ألزا” للنقل ساكنة الدار البيضاء تنتظر
سيتعين على ساكنة الدار البيضاء الانتظار قليلا مرة أخرى، قبل تمكنها من امتطاء حافلات جديدة تم التعهد بتوفيرها منذ التوقيع في أكتوبر 2019، على عقد التدبير المفوض بين 18 جماعة ومؤسسة التعاون بين الجماعات (البيضاء) وشركة “ألزا”.
وحسب سعيد رفيق رئيس مؤسسة (البيضاء) فإن وصول حافلات جديدة إلى العاصمة الاقتصادية، وجهة الدار البيضاء-سطات، هي مسألة وقت فقط وسيتم ذلك في غضون أسابيع قليلة.
وأضاف رفيق، وهو أيضا رئيس الجماعة القروية بني يخلف (عمالة المحمدية) في تصريح خاص لوكالة المغرب العربي للأنباء، “نحن نعمل على ضمان تشغيل الحافلات الجديدة بحلول نهاية فبراير المقبل على أبعد تقدير، إن لم يكن قبل ذلك”.
وستبدأ عملية تجديد الحظيرة ب 400 حافلة، علما أن تغطية الشبكة ستنتقل من 47 إلى 57 خطا على مستوى 18 جماعة التي تدخل في نطاق مؤسسة التعاون بين الجماعات “البيضاء” وهي الدار البيضاء، المشور ، المحمدية ، عين حرودة ، بني يخلف ، النواصر ، بوسكورة ، أولاد صالح ، دار بوعزة ، مديونة ، الهراويين وتيط مليل ، الشلالات ، سيدي موسى المجدوب ، سيدي موسى بن علي ، المجاطية أولاد الطالب ومديونة وسيدي حجاج واد حصار.
وفي أعقاب الإعلان عن هوية الشركة الجديدة المفوض لها، يكون البيضاويون ومن جميع الطبقات الاجتماعية، قد تنفسوا الصعداء، بعدما عانوا فترة عصيبة وهم يتعايشون مع حافلات مهترئة تابعة لشركة “مدينة باص” والتي غالبا ما كانت تشاهد وهي معطلة أو عرضة للنيران على الطريق العام.
ويبدو أن بدايات شركة “ألزا” مع الساكنة البيضاوية لم تكن بالكاد واعدة بعدما عرف دخول حافلات مستعملة، الخدمة في بداية سنة 2020 كما هو منصوص في العقد، تأخر كبيرا إلى حد ما، حيث لم يبدأ نشر الأسطول الجديد إلا في أبريل الماضي في خضم الأزمة الصحية المرتبطة بوباء كورونا.
وبموجب عقد التدبير المفوض الذي يمتد لعشر سنوات، مع خيار التمديد ل5 سنوات، كان من المقرر أن تبدأ شركة ألزا في تشغيل 400 حافلة مستعملة مستوردة من الخارج، وفي الوقت ذاته أن تقوم بالسحب الكلي للحافلات القديمة، قبل أن تعمل على توفير سنة 2021 أسطولا دائما من 700 حافلة جديدة بتمويل مشترك من الطرفين.
ورفضت شركة ألزا في اتصال بوكالة المغرب العربي للأنباء، التعليق على الأخبار التي أوردتها مختلف وسائل الإعلام، والتي تفيد بدخول الحافلات الجديدة الخدمة منتصف فبراير المقبل.
وبحسب عدة مصادر، وصور متداولة في شبكات التواصل الاجتماعي، فإن مؤسسة التعاون بين الجماعات وشركة “ألزا” استلمتا الدفعة الأولى من حافلات من الجيل الجديد، منها 200 تم تصنيعها بمصنع الشركة الإسبانية “إريزار” بالصخيرات.
وفي هذا الصدد، توجه وفد مكون من أعضاء مؤسسة التعاون بين الجماعات وشركة التنمية المحلية “كازا ترانسبور” وشركة “ألزا البيضاء” في ماي الماضي إلى موقع الإنتاج في أول زيارة للتحقق من النموذج الأولي للأسطول المستقبلي.
وفضلا عن كونه مطلب شعبي يحظى بالإجماع، فإن تطوير هذا القطاع يستجيب لطموح كبير ومتزايد لحل إشكالية التنقلات الحضرية في الحاضرة الاقتصادية من خلال محورين أساسيين يتمثلان في إعادة تصميم نظم النقل العمومي وبناء أنفاق جديدة وجسور وقنوات تصريف المياه.
وكانت شركة التنمية المحلية “كازا ترانسبور” قد اعلنت في دجنبر الماضي عن إعطاء انطلاقة أشغال إنجاز مشروع الخطين الأول والثاني للحافلات عالية الجودة للدار البيضاء (باصواي/ Busway)/. ويتشكل الخط الأول من 20 محطة على طول 12.5 كلم في حين يمتد الخط الثاني على طول حوالي 10 كلم، ويضم 19 محطة. وتبلغ كلفة مشروع الباصواي المقرر انتهاء أشغال إنجازه في منتصف العام المقبل، 1.875 مليار درهم.
ويواصل ترامواي الدار البيضاء، بعد ثماني سنوات من إطلاق خدماته، تموقعه كواحد من أكثر وسائل النقل الحضري شعبية لدى البيضاويين نظير توفيره لمزايا متعددة من قبيل السرعة والأمان والراحة والأسعار التنافسية.
ومكن هذا المشروع طيلة هذه السنوات، بفضل شبكته الكبيرة، من فك العزلة عن ضواحي المدينة، وضمان التنقل السلس للجميع، في أمان تام، والمحافظة على البيئة في حاضرة تعاني بشدة من التلوث الناجم عن الأنشطة الصناعية وحركة المرور الكثيفة.
وبحلول عام 2025، سيتم تجهيز الدار البيضاء بشبكة نقل عام بطول 100 كيلومتر وهو ما سيساعد على تقليل انبعاثات ملوثات الهواء بنسبة 15 في المئة في المناطق التي تشهد إقبالا كبيرا على الخدمة.