مشادة حادة بالبرلمان الأوروبي عقب خروج بريطانيا
(وكالات)
شهد البرلمان الأوروبي مشادة حادة خلال جلسة خاصة لمناقشة تبعات اختيار البريطانيين.
وانصب الغضب على زعيم حزب استقلال المملكة المتحدة نايجل فاراج، وهو من أبرز قادة حملة “الخروج”، الذي اُتهم بتبني “دعاية نازية” ووُصف بأنه “كاذب”.
لكن فاراج قال لأعضاء البرلمان “أنتم كمشروع سياسي في حالة نكران”، مؤكدا أن بريطانيا لن تكون “آخر عضو يغادر الاتحاد”.
ووصل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى بروكسيل للمشاركة في قمة طارئة مع قادة الاتحاد الأوروبي، وهو أول اجتماع من نوعه منذ تصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الخميس الماضي.
واجه نايجل فاراج، زعيم حزب استقلال المملكة المتحدة، انتقادات قوية خلال جلسة البرلمان الأوروبي بسبب موقفه الداعم بقوة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأعرب عن أمله في أن تكون محادثاته – في وقت لاحق الثلاثاء – مع القادة الأوروبيين بناءة لأقصى مدى ممكن.
وقال كاميرون لدى وصوله إلى بروكسيل إن البريطانيين “يجب ألا يديروا ظهورهم لأوروبا”.
تجاوز ميديا بلايرمساعدة خاصة بميديا بلايرخارج ميديا بلاير. اضغط ‘enter’ للعودة أو tab للمواصلة.
وأقر البرلمان الأوروبي قرارا يحث بريطانيا على بدء إجراءات مغادرة الاتحاد فورا.
وأكد رئيس المفوضية الأوروبية، جان-كلود يونكر إن بريطانيا والاتحاد الأوروبي ما زالا أصدقاء، لكن يتعين علي بريطانيا تحديد موقفها لتجنب حالة الغموض.
وأكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه لا توجد حاجة لرد الفعل “الهستيري” على قرار البريطانيين.
وأضاف في مقابلة مع “الإذاعة العامة الوطنية” الأمريكية إن ثمة حالة هستيريا وكأن حلف شمال الأطلسي قد انتهى، لكن هذا أمر لم يقع.
وكان كاميرون قد قرر الاستقالة كي يتيح لخليفته إجراء مفاوضات الخروج من الاتحاد.
وقال إن الأمر يجب أن يخول لخليفته، الذي يتوقع اختياره بداية سبتمبر/ أيلول، كي يقرر توقيت البدء في العملية الرسمية لمغادرة الاتحاد بموجب المادة 50 من اتفاق لشبونة.
قرر كاميرون الاستقالة بعدما خسر معركته من أجل إقناع البريطانيين بالبقاء داخل الاتحاد الأوروبي.
وقال رئيس المفوضية الأوروبية إن بريطانيا والاتحاد الأوروبي ما زالا أصدقاء، لكن يتعين علي بريطانيا تحديد موقفها لتجنب حالة الغموض.
لكن يونكر منع مفوضي بالاتحاد الأوروبي من إجراء أي محادثات مع بريطانيا قبل أن تعلن رسميا نيتها الانسحاب من الاتحاد.
وقال: “نحن في حاجة إلى توضيح الموقف في أسرع وقت ممكن. لكنني مازلت حزينا لأنني لست إنسانا آليا أو بيروقراطيا أو تكنوقراطيا”.
وأضاف: “أنا أوروبي ولي الحق في أن أقول إنني حزين لنتيجة تصويت بريطانيا.”
وردد يونكر تصريحات لقادة فرنسا وألمانيا وإيطاليا بأنه ليس هناك مفاوضات غير رسمية حتى تبدأ بريطانيا عملية الخروج.
وقال: “لا نستطيع السماح بإطالة فترة الغموض. لا يمكن أن تكون هناك مفاوضات سرية. فبدون إخطار لا توجد مفاوضات.”
وقال إنه يجب احترام إرادة الشعب البريطاني، ما أثار تصفيقا من جانب فاراج.
لكن يونكر وجه كلامه لفاراج قائلا: “كنتم تقاتلون من أجل الخروج، وصوت الشعب البريطاني لصالح الخروج. فلماذا أنت هنا؟”
كما وجه رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الأوروبي المحافظ بالبرلمان الأوروبي، مانفريد فيبر، كذلك توبيخا لفاراج.
ورد فاراج قائلا: “نحن نقدم منارة أمل لكل الديمقراطيين في القارة الأوروبية. ولن تكون بريطانيا آخر عضو بالاتحاد الأوروبي يغادره”.
لكن المستشار الألمانية أنغيلا ميركل أكدت أمام البرلمان الألماني أن الاتحاد قوي بدرجة تضمن له البقاء دون بريطانيا.
وأعربت ميركل عن احترامها لاختيار البريطانيين. ومع ذلك، فقد حذرت من أن الاتحاد لن يسمح لبريطانيا بأن “تنتقي فقط ما يحقق مصلحتها” خلال المفاوضات.