مدير جديد للمعهد الملكي لتكوين الأطر وبنموسى يقطع مع ثقافة المحسوبية ؟
وأخيرا تنفس المعهد الملكي لتكوين أطر الشبيبة والرياضة الصعداء بعد قرار رئيس الحكومة، خلال مجلس الحكومة المنعقد في 8 شتنبر 2022، بناء على مقترح وزير التربية الوطنية شكيب بنموسى، تعيين الدكتور والخبير الدولي باهي الحسين مديرا لهذه المؤسسة، بعدما ينيف عن ثلاث سنوات من الفراغ والشلل التام.
وتفيد المعطيات المتوفرة فإن ملف تعيين مدير المعهد تم تحويله من قبل الوزيرين المتعاقبين على قطاع الشباب والرياضة من حزب الحصان إلى نوع من الريع. ففي المرحلة الأولى قام الوزير بعرض مقترح تعيين صديقه، الذي، يجتر من ورائه فضائح أخلاقية، على رئاسة الحكومة من دون مباراة، وتم رفضه لأنه لا يستند على الشروط الشكلية والموضوعية التي ينص عليها القانون. أما في عهد لاحقه الفردوس، فقد حاول بكل الوسائل فرض مرشحته لدرجة التلاعب بمحاضر اللجنة من قبل رئيستها، والتي لا تمت بصلة للعمل الأكاديمي وهي بالمناسبة خبيرة في جمع عينات بول الرياضيين وتمت مكافئتها في حينه بتعيينها مديرة على وكالة !، وكان حريا التحقيق فيها وإحالتها على القضاء. وفي المباراة الثالثة فقد اقترحت اللجنة، التي عينها الفردوس، تعيين الدكتور باهي الحسين بما يمتلكه من أحقية علمية وأكاديمية ومؤهلات وكفاءات التدبيرية لهذا المنصب، وبما أن المرشحة المعلومة لم يتم حتى قبولها في الانتقاء لتواضع مستواها، الأمر الذي لم يرق للفردوس فاستشاط غضبا ورفض مقترح اللجنة وقام باقتراح تعيين آخر وفق ما يسمى، وظلما، بالسلطة التقديرية للوزير الوصي.
وحسب مصادر متطابقة فإن مصالح رئاسة الحكومة والأمانة العامة للحكومة وقفت بالمرصاد لهذه الاختلالات الخطيرة وقامت برفض مقترحات الفردوس بفعل العيوب الشكلية التي ميزت مراحل الانتقاء.
وقد خلف تعيين الدكتور باهي ارتياحا بين كافة مكونات المعهد الملكي لتكوين الأطر، وفي الوسط الرياضي. كما أن الوزير شكيب بنموسى أعطى إشارات واضحة بأن زمن الريع والمحسوبية قد ولى، وأن بناء المغرب، وفق النموذج التنموي الجديد يعتمد على الكفاءات وما أكثرها بالمغرب، والعديد منها فضل الهجرة للخارج للأجواء المسمومة والملغومة التي تسود التعيين في المناصب العليا.
وينتظر الدكتور باهي عملا شاقا، ذلك أن هذا التأخر المفتعل في تعيين مدير للمعهد أثر سلبيا على السير العادي لهذه المؤسسة وخلق جوا من الاحتقان، حيث أن الخدمات المقدمة لم تزد إلا ترديا بفعل عدم وجود مدير مسير للمرفق العمومي وعدم صرف الميزانية حيث توقفت خدمات النظافة والحراسة، وتم قطع الماء والكهرباء على المؤسسات التابعة له.
وتجدر الإشارة أن باهي الحسين من مواليد إقليم أزيلال حاصل على الدكتوراه من جامعة روني ديكارت، باريس5 ، من فرنسا، وأستاذ التعليم العالي بجامعة مولاي سليمان ببني ملال، وعضو مجلات علمية دولية. وفيما يخض مساره الرياضي، فهو حاصل على حزام الدرجة الخامسة في التايكواندو وكان مدربا للعديد من الفرق من ضمنها الجيش الملكي، قبل أن يتم تعيينه مديرا تقنيا وطنيا للجامعة الملكية المغربية للتيكوانو، حيث أقدم على إصلاحات عميقة وهادئة مكنت المغرب من التألق على الصعيد الدولي مؤخرا