كاميرات و6 سيارات بـ”3 مليار ونصف”.. صفقة تثير الجدل بالنواصر
على غير العادة، شهدت الدورة الاستثنائية نهاية نونبر الماضي للمجموعة الترابية التشارك، المكلفة بتدبير مقبرة الرحمة الكثير من الجدل بين عدد من الأعضاء والرئيس عبد القادر بنهنية، بسبب الكلفة المالية لمشروع جديد يهدف لتجهيز المقبرة بآليات حديثة ومتطورة، على مستوى مقبرة الرحمة بجماعة دار بوعزة بإقليم النواصر.
المشروع الذي تفوق قيمته المالية أكثر من 3 مليار، كان سببا في اندلاع نقاشات حادة وصلت لدرجة انسحاب أحد الأعضاء غاضبا ورفض صريح لرئيس المالية، للطريقة التي تعامل بها الرئيس مع المشروع، والتي تميزت حسب رأيهم بـ”التسرع” وعدم “الوضوح”، ودون الأخذ بالاعتبار حجم المسؤولية الملقاة على المجلس في تدبير المال العام.
وقال العضو نفسه في تصريح خص به صحيفة “المغربي اليوم”، أنه فوجئ بطريقة طرح المشروع على الأعضاء، مشيرا أنه كان يجدر برئيس المجلس أن يدعو لتعيين مكتب دراسات يعمل على دراسة المشروع من كل الجوانب ومن تم يكون للأعضاء الكلمة الأخيرة من خلال التصويت.
وأشارت تسريبات لم يتسنى لنا تأكد من صحتها بعد أن اختار رئيس لجنة المالية عدم الرد عن مكالمتنا الهاتفية أكثر من مرة، إلى أن هذا الأخير رفض التأشير على الصفقة بسبب التغيير الذي طرأ على المحضر دون علمه وموافقته.
وتقدر التكلفة المالية لإنجازالمشروع37.301.227,20 درهما، تشمل تزويد وتركيب وتشغيل نظام مراقبة بكاميرا وإنارة ذكية ولوحات تشوير، وكذا اقتناء 6 سيارات كهربائية مع ملحقاتها لمساعدة الزوار على التحرك بسهولة أكثر داخل المقبرة،بالإضافة لتدبير مفوض مدته 3سنوات.
وطالب متابعون للشأن المحلي بضرورة الكشف على جميع تفاصيل المشروع بشكل دقيقة خاصة أن الأمر يتعلق مبلغ مالي كبير يتجاوز 3 ملايير سنتيم، سيجري صرفه على أليات وأدوات دون تحديد القيمة المالية لكل واحدة على حدى، في إطار الشفافية وحق المواطنين في الحصول على المعلومة كما يحث على ذلك صاحب الجلالة في جل خطبه.
ويأتي الحديث على هذه الصفقة، بالتزامن مع الدينامية الجديدة التي تعرفها مدينة الدار البيضاء بفضل الوالي الجديد، الذي يسهر على متابعة كل كبيرة وصغيرة، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه هل يعلم المهيدية بتفاصيل هذه الصفقة؟ وهل وافق هل هذه الأرقام الكبيرة في الوقت الذي تحث فيه وزارة الداخلية على ترشيد النفقات؟
مقبرة الرحمة تعرف الكثير من المشاكل التي يعاني منها المواطنين من قبيل تحديد رقم القبر والمكان..، في ظل حضور باهت لرئيس مجموعة التشارك، فهل نشهد في الأيام المقبلة تحركا للوالي مهيدية للتحقيق وكشف خبايا مقبرة الرحمة؟.