عبد الكريم برشيد واليسار
فجري الهاشمي
في حوار مطول اجرته معه جريدة المساء هاجم عبد الكريم برشيد قوى اليسار متهما بعضها بالتواطئ مع الأجنبي (الفقيه البصري) و معتبرا اخرى بانها كانت طوباوية حالمة و ندد في حواره بأفكار اليسار خصوصا أولئك الدين ارادو أن يقوموا بالثورة(إلى الامام و 23 مارس)، و تحول الى ملكي مبديا اعجابه بشخصية المرحوم بالحسن التاني.
ربما يعتقد السيد عبد الكريم برشيد انه جاء بشيئ جديد ، فهذا الكلام قد لاكته ألسنة مناهضي اليسار في سنوات الرصاص و هؤلاء كانت لهم الشجاعة في دفاعهم عن الملكية إبان الصراع و في مرحلة كانت الملكية تعيش في عزلة ،اما السيد عبد الكريم يرشيج فقد جاء متأخرا و لا أحد سوف يأخذ بعين الإعتبار صدق نواياه ما دام التعبير عنها لم يتم في الزمن المناسب.
و يكفي أن نقول له ما دام قد كال الكثير من القدف و التهجم على اليسار بل على تاريخ اليسار و نضالاته ، ن المغرب قد تغير كتيرا مند ان ترأس السيد عبد الرحمان اليوسفي حكومة 1998 و هو الذي اتهم و مازال يتهمه البعض بأنه كان تاجر سلاح و المغرب تغير كتيرا مند أن قال أحمد حرزني «نعم كنا نريد الإطاحة بالملكية و فشلنا».
و المغرب تغير كتيرا مند إنشاء هيئة الإنصاف و المصالحة و بعدها المجلس الوطني لحقوق الإنسان.
و رغم ذالك فإن المغرب في حاجة إلى تغيير كبيير في اوضاعه الاجتماعية و الاقتصاد ية و التي تفاقمت و من اسباب دالك ضعف اليسار.
إن دالك الحلم بالثورة أعطى الكثير لهذا البلد و الشعوب من حقها أن تحلم بالثورة حين تهدر حقوقها و كرامتها.
أما أن ياتي السيد عبد الكريم بالرشيد في زمن متأخر للتهجم على تضحيات و نضالات و عدابات الآلاف من المناضلين فهو أمر يدعو لطرح سؤال وحيد : ما المقابل الذي يبحت عنه السيد عبد الكريم برشيد في و قت لا تحتاج فيه الملكية لمن يدافع عنها ، كما أن جزءا مهما من دالك اليسار موضوع التهجم هو الدي ساهم في توسيع مشروعيتها.
هو كلام متأخر و خارج السياق مثله مثل مسرحه الاحتفالي الذي كان ظاهرة نشاز ، ربما الفشل يصير نقمة تعمي البصيرة و تفقد البوصلة لدى البعض فيتم الكلام في الوقت الميت و لدالك لم ينتبه البعض إلى ذالك الحوار و تجاهله آخرون و خير القول «الله يهدي ما خلق».