سارْق الريح ديوان الزجال جواد الخني
صدر للزجال المغربي جواد الخني عن منشورات دار الوطن للصحافة والطباعة والنشر، الطبعة الأولى 2023 ديوان زجلي موسوم بعنوان ” سارْق الريح” في 90 صفحة و ستة وعشرين قصيدة، يكرس اختياره للزجل كأفق للتعبير والحرية.
وجاء في الإهداء
سارْق الريح جمعت فيها كبة حروف
حروف نابته من جنب الروح كبيت فيها شوية مني و شوية من الزمان و بزاف ديال التأمل ف الدنيا…
هاد الحروف هديتها ليكم لوحة، لوحات ربما نلقاو فيها شوية مني و بزااف منكم
و ممكن تجيكم كيف طير محلق ف سماه يشوف الكون بعين زجال سكناتو الحروف
كيف لكبده مللي تحن من لكلام تزهر محنه اللي ساكنات القلب لميمه لحنينه كنزة الغزوي
و اللي شاغله البال و ما تفارق الخاطر الحزين
إلى روح بنيتي إيمان الخني طرف من العمر
إهداء لحبابي و صحابي و لراسي انا المشطون بألف سؤال ربما نلقاني و بقلمي جواب لشوية من محال
جواد الخني
أما على سبيل التقديم /قراءة في الديوان/ الأستاذ الناقد كريم الصامتي
يمكن إدراج التجربة الزجلية للأستاذ جواد الخني ضمن سياق الحداثة الشعرية المعاصرة، متخذا من حرية الشكل فضاء رحبا للإبداع ومنصة لبناء مضمون شعري ينطلق من خبرة الذات النفسية والعلائقية ونظرتها للعالم من حولها. مختبرا الوجود من خلال وعي الذات بذاتها، جاعلا من القصيدة وسيطا لنقل إدراكه للمعنى، وكأنه وجد في اللغة مسكنا لإنِيَّته ووجوده.
القصيدة الزجلية للشاعر الزجال جواد الخني، تنبني على تراكم نصي ومعرفي يحفر في أعماق النفس ليكون شاهدا بالكلمة على العراك/الصراع بين الحضور والغياب (حضور الدال وغياب المدلول). هذا ما جعل تجربته الشعرية قوية ومعبرة لأنها تستحضر هذه الجدلية ذات البعد الأنطلوجي الفلسفي. ما جعل كتابته تتوسل ببنية دلالية مكثفة مصاغة في صور شعرية بلاغية وجمالية، وإيقاع موسيقي داخلي هندسي منتظم، وخارجي منح الهوية الشكلية لمنجزه الشعري ومكنه من رص كلي/متداخل المبنى والمعنى حكم به عمران قصائده.
القصائد الزجلية لجواد الخني تخرج عن قالب النظم النمطي التقليدي للزجل المغربي القديم، الذي لا يزال يحكم كثيرا من المنجزات الزجلية حتى وقتنا الراهن، ما يجعل من تجربته منخرطة في مسار التطور المعاصر الذي تشهده الكتابة الزجلية، بما يلبي ذائقة المتلقي المثقف الذي أصبح لزاما على الشاعر احترام تفاعله بمنحه مساحة لبناء تأويلاته والسعي وراء زئبقية الأبعاد المتحركة والمتعددة للمعاني ، ومحاولة فك مغاليقها من خلال مرجعياته وثقافته وتجاربه بحثا عن إشباع لأفق انتظاره. وهذا ما يجعل قصائد الديوان لا تتغيى القراءة بهدف الاستمتاع فقط، بل تطلب التأمل في محاولة الشاعر للإمساك بالمأزق الداخلي القلق لروحه ومشاعره وإدراك لكينونته. خصوصا أن الشاعر استند في نقل خوالجه على لغة مليئة بأدوات بيانية من تشبيه واستعارة وكناية وانزياح وتورية.. ما يفرض على المتلقي ان لا يلتصق بالنص ويكون حذرا لكي لا يزج بنفسه إلى معنى ربما لم يقصده الشاعر.
يستحضر جواد الخني الثنائيات المتوافقة والمتضادة وكأنه يتوخى إحداث ارتجاج تجاذبي داخل القصائد عنوة، ليشي بحدة التوتر الذي يعيشه على مستوى الإيمان بالقيم والأحلام من خلفيته كإنسان متشرب بثقافة تنويرية وحقوقية غاصت عن قرب وممارسة في الإنسان من جهة، والواقع المنتصب أمامه ويقاومه بشدة، رافضا الترجل من على صهوة جواده من جهة ثانية. وكأنه يريد للشعر أن يصير “بوقا يفضح سر الكلام “أو “يقطف من نجوم السماء” ضوءا يكشف “سارق الريح”.
وقراءة زجلية في الديوان : كٌيف قريتها ذيك الحروف/ الشاعرة و الإعلامية إيمان الونطدي
مللي تولي لكتبه فن تتجي القصيده لوحه راسماها حروف و مطرزها المعنى كلمه كلمه.
منين تولي القصيده تبايع الروح و تتعبد بمحراب الزجل غير حل باب الديوان و سول الغلاف على دواخل الزجال.
و منين يكون الزجال موالف الكتبه على رفوف مرتبه.
سلم سلام على ذوك الحريفات المستفات من زمان ف دروب الحكمه .
لكتبه عند الزجال جواد الخني ماشي هوايه بل هويه تخططات ف كناش الحياة. و الحياة كيف زوقها ف الديوان مرسومه لوحات مفتونه بالوقت اللي عاشوا.
مكتوبه بالنضال، بالتخمام، بالتسوال، بكيفاش و علاش.
جاتو القصيده طايعه، مبايعه .علاش؟ حيث الكلمه عندو ما تصمت مداد القلم ما ينشف. الحرف حق والورقة تنطق.
جواد الخني شارب من ذاك لعوينه اللي صفات ماها قطره قطره، سقات عروش الكلمه ، دلات تمارها حكمه. ف ورقة شفافه رسمها كيف التالي.
كيقول
الحكمه مزاج
بالخاطر
نخبل الحروف
نقطه حاره
تخبل قصيده هايجه
تجيب الطريده روام
رحبة لكلام فيها شلا احكام.
الرمز عند الزجال حاضر بقوه مْن خلال زجلية أومباسي . هاذ المكان عندو رمزية خاصه ف روحو.
ديوان سارق الريح عرى شويه من هموم الزجال نضمها قصيده خاترة هاز ف دواخلو إيمان صلب ببلاد ، بلعباد، بولاد البلاد
ف وسط الحلقه
حنحن لكلام
الحلقه هنا هي رمز الجماعه ف التعبير عن همومها عن آمالها و أمانيها عن الأفق المنتظر على كيفاش نقلبو على البديل، كيفاش نطوعو هاذ المنتظر
مللي كيقول
واش نزيدو
نسرعو الميزان
هنا كيظهر ان الزجال متشبت بنضالاته و بموقفه و أن العراقيل ما تفزعش المناضل الحقيقي و انه مستعد يقاوم النشاز .
و كيزيد يأكد كلامو من خلال :
يا سارق الريح
الناعورة ما توقف
كنعرفو أن الريح رمز للقوة ولو يحاولو يهدموها او يسرقوها ما يقدروش لان للمناضل مبادئ ثابتة و خطواته رزينه صعب يوقفوها
مرمد الحروف
و نفخ القصيده
خليها تسيح
هنا واضح على حرية التعبير، قول ما يجب قوله و خليه يوصل خليه ينور الفكر يشعل الضو ف وسط الظلام
ترجع للراوي
يزوق بها كلام
بما أن الزجال رجل فكر مناضل حقوقي صحفي حر كيآمن بالاخر جا الديوان حامل القيم و المبادئ اللي متشبع بها الزجال و نزلها صور شداتها كاميرا وسط ظلام ضواه بحروف ثابته على كلامها على صوابها على إيمان نابع من قلب الزجال من وسط حلقه الراوي فيها جايل داير لم حكايات و دونهم قصايد ثايره دافيه ساخطه و مرات كتبكر فيه لمحنه و تنزل رحمه على الحروف.
ذاك ما خاطبتني به حروف الزجال، الصحفي،الحقوق جواد الخني
من بين قصائد الديوان نقرأ في الصفحة : 57
جُورْنَال
ورقه على ورقه
لكتبه حبل مفتول
الصوره داويه
خبار زاهر
و خبار ثاير
شحال تكتبات من هضرا
و شحال من بريه مشفره
دايزه خفا
شكون فهم المغزى
و شكون فك خبال الحروف
الدنيا كيف المحال
مره ضاحكه
مره لاعبه خطار
جورنال يزممها مقال
النقطة تقلب الميزان
الصورة تعري لْمْحَانْ
*جواد الخني