روما… مغربي “مشبوه” يستغل القضية الوطنية بأساليب “البوليساريو” في النصب والتضليل والإفتراء
في إطار تنوير الجالية المغربية في العالم الرأي العام والمؤسسات في داخل الوطن نريد التطرق لظاهرة الاسترزاق والنصب وانتحال صفة الصحافة لمواطن مغربي مقيم بإقليم بريشية شمال إيطاليا، يدعى “إ.ف”.
لنتوقف قليلا حول ما أسماه ب”البيان الختامي” لمهزلة “الندوة” اللادولية واللاوطنية الذي تلاه مواطن مغربي يوم 17 نونبر 2018 وتم نشره في موقعه:
يشير البيان أن ما يسمى بالندوة تمت في روما “أيام 16/17/18 نونبر”، حول “القضية الوطنية ومشروع الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية في إطار الجهوية الموسعة، وحقوق الإنسان بالمملكة المغربية وبمخيمات تندوف”. ويلزم والبيان تم إصداره يوم 17 ، بينما يومي 16 و18 أو في الفترة ما بين 16 و 25 نونبر فلم يكن هناك أي نشاط حول الموضوع لا في روما ولا في مدن أخرى: باري، بولونيا، طورينو وبريشية التي كانت واردة في برنامج اللقاءات. إنه العبث.
السؤال المطروح: ما الهدف من هذا الإفتراء والتضليل؟ هل نحن أمام أسلوب شبيه بما تنهجه البوليساريو؟ فإذا كانت الجبهة الإنفصالية تهدف إلى محاولة استعطاف الجمعيات الإيطالية للحصول على مزيد من الإعانات الإنسانية بإسم معاناة ساكنة المخيمات تندوف بالجزائر، فإن المعني بالأمر يكون قد استغل قضية المغاربة الكبرى للحصول على تمويل هام ولتبرير المصاريف فقد أضاف يومين في بيانه.
يدعي أن اللقاء الفضيحة من تنظيم إحدى الجمعيات ببريشيا ونواحيها” وهذه الجمعية المنظمة بدون مكتب وبدون جمع عام، حيث عرفت انسحاب جماعي لأعضاء المكتب، وبقي وحده ينتحل بلا حشمة ولا حياء صفة رئيس جمعية، ووحده يحضر في روما. ولمحاولة ذر الرماد في العيون أضاف شراكة مع جمعية تترأسها إحدى قريباته.
فرق كبير بين البيان والبث المباشر والكامل عبر الفايس بوك للقاء المهزلة:
لو سئل الحاضرون عما استفادوا من اللقاء حول الموضوع لكان الجواب لا شيء. تدخلات رياضية حول فرق الأحياء لكرة القدم للمهاجرين بروما، قضايا القاصرين الأجانب في الجمعيات الخيرية الإيطالية. “المرأة رمز النضال” كما تفضلت إحدى الحاضرات.
يتهرب البيان الفضيحة من فشله عبر الاستفزاز والافتراء ودعوة ممثلي السلطات الديبلوماسية المغربية المختلفة بروما “لدعم مثل هذه المبادرة لا محاربتها بكل الطرق لإفشالها” حسب زعمه. وهنا يريد التغطية عن فشله الواضح ونيته السيئة، ويريد اتهام آخرين “بالمحاربة والعرقلة”.
والمثير في البيان أن من بين المدرج أسماءهم ضمن الموقعين أيضا النائب البرلماني بإسم الحزب الديموقراطي كلاوديو مانتشيني. وحسب الحاضرين فإن هذا الشخص انسحب بسرعة من اللقاء بعد كلمته القصيرة. فهل هذا النائب كان على علم بالبيان وبمحتواه؟
تضليل على عينك يا بن عدي وتحريف ترجمة وترويج مغالطات عبر جريدة مغربية معروفة:
تعرضت ترجمة الكلمة الوجيزة للنائب البرلماني الإيطالي كلاوديو مانتشيني لتحريف مقصود. فالبرلماني مرشح لكتابة الحزب الديموقراطي بروما في إطار الانتخابات الأولية الحزبية المفتوحة في وجه الأجانب، وليس في الانتخابات البلدية المحلية كما قال رئيس الجمعية، ونفس الخطأ سقط فيه صحافي في خبره المنشور في جريدة الأحداث المغربية.
الصحافي سقط أيضا في إعطاء صفة سيناتور أي عضو مجلس الشيوخ لمانتشيني عوض صفته الحقيقية برلماني في مجلس النواب.
للترجمة قواعدها ومنها الأمانة خاصة في لقاء حول قضية مصيرية كبرى.
الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والتقدم والاشتراكية وتنظيماتهما في إيطاليا منه براء:
نفس الشخص يزعم مشاركة حزبا التقدم والإشتراكية والإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية بصفة رسمية في المهزلة، وهذا غير صحيح لكون مناضلي ومكاتب هذه الأحزاب المنتخبة ديموقراطيا في إيطاليا لا علاقة لهم بتصرفات عديمة المصداقية لهذا الشخص المشبوه.
مهزلة روما بينت بالملموس أن هناك من يحترف المتاجرة بالوطن من طرف شخص مثله مثل حطاب الليل الذي لا يعرف ماذا يجمع بين يديه في الظلام، وليس غريبا أن تكون مهزلة روما محط تصدي كاسح من طرف الجالية المغربية وفعالياتها. فقد عم غضب عارم في أوساط المجتمع المدني المغربي وأفراد الجالية المغربية بإيطاليا من تمويل مغربي عمومي لندوة مارس حولها وفيها الخداع بتغيير البرنامج الذي دعم من أجله في آخر لحظة سواء من حيث الضيوف والمدة والتاريخ والمكان والمضمون، واعتبروها سابقة خطيرة بجميع المقاييس في هدر المال العام عن طريق دعم شخص عديم المصداقية متابع قضائيا أمام المحاكم الإيطالية بتهم خطيرة. شخص يسب ويشتم المغاربة وينشر الأكاذيب المغرضة ويسيئ إلى الجالية المغربية عبر الإبتزاز والتشهير.
بجمعية وهمية، إذن، ينصب على مؤسسات الدولة بالرباط، موهما إياهم بمشروع نشاط ضخم يخدم قضية الصحراء المغربية بالديار الإيطالية، وتروج له بعض وسائل الإعلام المغربية كجريدة الصباح تحت عناوين ضخمة وبراقة. وبعد استيلائه على المبلغ، جمع حفنة من النساء والرجال والأطفال المغاربة وحضور إيطالي واحد فقط و ضرب عرض الحائط ما كان وعد به ونشره في نفس جريدة الصباح في شهر أبريل الماضي.
في يوم 17 نونبر غاب كل ما هو جميل في مهزلة روما، وحضر النصب والاحتيال بإسم المغاربة وقضيتهم الأولى. لكن يبدو من باب المسؤولية وفضح الخبايا والأسرار طرح أسئلة مفتوحة ومشروعة لا بد من إيصالها إلى الرأي العام الوطني والمؤسسات:
أينهم ممثلو الهيئات الحقوقيية والأحزاب السياسية الإيطالية والكونفدراليات العمالية ومختلف وسائل الإعلام الإيطالية المرئية والمسموعة التي وعد به بمشاركتها يوم 17 نونبر؟
من دعم هذه المهزلة التي لم تحضرها السلطات المغربية بإيطاليا؟ خاصة وأن صاحبنا يؤكد “أن وزارات ومؤسسات عمومية بالرباط كانت وراء هذا النشاط”. أين هو الشريط الوثائقي الذي تم الترويج له عبر منشورات متناقضة تشير أنه سيتم عرض شريط وثائقي يتناول معاناة الناس بمخيمات تندوف؟ أين هم المختصون في القضية الوطنية الذين سيؤطرون اللقاء كما جاء في منشوراته الوهمية؟ أين باقي محطات البرنامج الوهمي الذي يمتد من يوم 16 الى يوم 25 نونبر 2018؟
و فوق كل شيء، كيف صرف مبلغ يقول، تارة 40 مليون وتارة 15 في لقاء دام ساعة ونصف من العبث في قاعة لا يتعدى عدد الحضور فيه 20 شخص؟
أمن أجل هذا الهراء تصرف الملايين من أموال الشعب؟ أبهذا الهراء نقنع الأجانب بعدالة قضيتنا الوطنية؟ أبهذا المستوى تكون الندوات المسماة دولية؟ أهكذا يكون الترافع باسم قضية المغرب الكبرى؟
مغاربة يتصدقون لتنظيم إفطار جماعي رمضاني لكن هذا الشخص يطلب تعويضا ماليا من الحكومة:
من باب سرد تاريخ النصب نورد استغلال الدين والبشر وفضيحة طلب التعويض عن الإفطار الجماعي المجاني بمناسبة رمضان في مطعم مغربي بمدينة بريشيا حيث تطوعت المجازر المغربية بمنح صدقة اللحوم والمواد الغذائية إلى نفس المطعم، لكن ذلك الشخص أعماه الطمع فتطاول على هذه الإلتفاتة الشريفة وقصد الرباط لطلب التعويض بالملايين من حكومة المغرب.