خطير… بنكيران يلعب بالنار ويهدد باللجوء إلى العنف في حال خسارة حزبه للانتخابات
يوما عن يوم ومع اقترب موعد اقتراع السابع من أكتوبر بدأ المغاربة يكتشفون ولو بشكل متأخر شيئا فشيئا النوايا الحقيقة لحزب العدالة والتنمية الذراع السياسية لجماعة “الإخوان” بالمغرب، والمتمثلة في خدمة المشروع الإخواني ومشروع الجماعة فالوطن عند بنكيران يأتي بعد الجماعة لذلك نجده ضمنيا يدفع في مهرجاناته الخطابية عن نفسه هذه التهمة ويقول بأنه جاء لخدمة الوطن فهل يساهم في تفقير المغاربة من جاء لخدمة الوطن؟.
هذا الأمر ليس بالغريب على جماعة بنكيران على اعتبارهم يشكلون الامتداد لمدرسة حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين بمصر، فمن يعرف طبيعة فكر الإخوان المسلمين المسكون بالسلطة، المشغول بالدولة، يسهل عليه أن يدرك أن معتنقي هذه الإديولوجيا أشخاص براجماتيون وانتهازيون… فبنكيران خان ثقة المغاربة خلال ولاية امتدت لخمس سنوات، ورغم ذلك يسعى اليوم وحزبه بكل جهد للعودة للكرسي بعيدا عن ثقافة الزهد التي تأسس عليها الفكر الإسلامي.
حقيقة فكرة الإخوان هي كمال قال الدكتور المصري نصر محمد عارف، “هي عبادة السلطة، فهي الغاية والمبتغى والهدف، والدين مجرد مبرر ومسوغ لهم للوصول إلى السلطة…”، فللشعب المصري تجارب مريرة مع جماعة الإخوان المسلمين التي حاولت سرقة مرحلة ما بعد حسني مبارك، وهو ما يحدث اليوم بالمغرب فحكومة العدالة والتنمية ساهمت في تسجيل عدد من التراجعات الحقوقية والاجتماعية والاقتصادية… بل وخسر البلد معها على مستوى عدد من المؤشرات تم خلالها التضييق على الحريات الفردية وارتفاع منسوب العنف تجاه المخالفين ورغم ذلك يتحرك بنكيران اليوم خلال الحملة الانتخابية بكل تهور ويستخدم كل الوسائل المباح منها والمحرم في أفق الإجهاز ما تبقى للمغاربة من حقوق وكرامة.
تزداد خطورة مشروع بنكيران الإخواني على المغرب والمغاربة يوما بعد يوما ولعل ذلك يجد ترجمة حقيقية فيما فاه به بنكيران خلال تجمعه الخطابي يوم أمس بالمحمدية فالرجل يظهر خلاف ما يضمر ومارس كثيرا من التقية وإخوانه لسنوات.
بنكيران عرى بالأمس كل أوراقه حين قال أمام أنصاره وجموع المواطنين بالمحمدية، “ايلا صوتوا عليا غادي نستمر في الطريق ديالي وغادي نحاول نتفاهم مع الملك…. ونحاول نتفاهم مع المحيطين… ونحاول نتفاهم مع المعارضة…”، إن إقحام شخص الملك بمناسبة أو بدونها أصبح أمرا غير مبرر من قبل رئيس حكومة له من الصلاحيات الدستورية ما يجعله يشتغل بكل أريحية لو أراد ذلك.
مسألة ثانية في غاية الخطورة وهي ما دخل الملك محمد السادس في ترهات وهلوسات بنكيران؟ بل إنه تطاول ما بعده تطاول من قبلك يا بنكيران على شخص الملك الذي يبقى فوق الجميع وفوق كل المؤسسات ولا يمكن أن يتحول بأي حال من الأحوال لحقل المزايدات السياسية ولمحاولة رخيصة منك لاستمالة الناخبين ما فاه به بنكيران خطير جدا إذ لمح إلى وجود خلاف بينه وبين الملك فمن يكون بنكيران لكي يختلف مع الملك! وهل يرقى بنكيران إلى المستوى المطلوب لكي يختلف معه الملك؟ كما أن ما صرح به زعيم الإخوان يثبت بالملموس ما سبق أن نبه إليه العديدون من كون بنكيران يلعب بالنار التي سوف تحرقه وحزبه وترمي بهم لمزبلة التاريخ.