حاجة تطهير المهنة لا تقتصر على هواة الكتابة الصحافية
يتعرض الزميل مروان القباج الصحفي بمجلة “ماروك إيبدو” لحملة تشهير وقذف، فقط لأنه كتب في ظل جائحة كورونا عن ملفين حارقين، يتعلق الأول بصناعة الكمامات والثاني يتعلق بالعفو الملكي على عدد من المعتقلين خلال هذه الفترة العصيبة
في الموضوع الأول مارس الزميل مروان القباج وظيفته الأساسية في التنبيه والتحذير حول سلامة المنتج الذي ابتهجنا جميعا لتمكننا من توفيره في بلدنا، وطالب بتوفير كامل المواصفات الوقائية في المنتوج، كما حذر من اي تساهل في جودة المنتوج الذي سنقوم بتصديره للخارج بعد إشباع السوق الوطنية
في الموضوع الثاني أثار الزميل مروان القباج قضية العفو وما يترتب عادة من أعطاب في تدبير هذا الملف، وفي جزء منه أكدته الوقائع قبل اليوم ، والنتيجة أننا نحول لحظة انسانية حبلى بالنبل الذي يضفي عليه عطف ملك البلاد تجاه فئة توهجا ، وفي تنفيذه يكون معيار إدراك المستفيدين لخطئهم مجسدا في سلوك يجعل تعاطف الناس مضمونا، لكن ، للأسف ، غالبا ما كان النقد يرافق هذا الإجراء
هذا كل ما فعل الزميل مروان القباج، لتخرج كل عفاريت الحرب بالوكالة وهواتف “تقراص الأذنين”، ويتطوع مكتروا الأوداج لكسر عطالتهم التي فرضها خروج الشجعان للميادين لمواجهة هذه الجائحة، وللأسف الشديد ، يتطوع أقرب الناس للزمالة ويتكفل بممارسة وظيفة العراق بلا صفة ولا حق، ويقدم دروسا في مهنة لا تربطه بها حرقة الحرفة وأخلاقيات الزمالة ، ليتحول إلى جلاد ضد زميله المفترض
في قوانين الصحافة بالبلاد وفي أخلاقيات المهنة، الصحفي عادة ما يكتب عن حسن نية، وحين يكون تركيزه تبليغ الخبر الذي يهم العموم، من المحتمل أن تكون هناك هفوات، ولذلك شرع لتداركها آليات منها “حق الرد المكفول”، ومنها ،”الاعتذار الشجاع”، وفي حال الشعور بضرر أكبر هناك المجلس الوطني للصحافة والمحاكم
إن ترك كل هذه القنوات القانونية، والجنوح للبلطجة والاستقواء على زميل، بل وممارسة أشد أشكال الترهيب والتشويه، لا علاقة له بمهنة الصحافة
لكل ذلك ستكون مناسبة هذه الجائحة، فرصة لتوسيع تطهير المهنة، ليس فقط من أشخاص لا تتوافر فيهم الأهلية الأكاديمية والقانونية لممارسة هذه المهنة، بل تطهيرها من غرباء يحتلون شاشات التلفزيون واركان الجرائد، ولا يحترمون وضعهم ووظيفتهم المحددة في التعاون الصحفي، فيدخلون إلى قلب المهنة ليضيفها لمهن كثيرة يراكمون منها الامتيازات، ويربطون بها العلاقات، ويتبادلون من خلالها المنافع والمكاسب، وفي سبيل الحفاظ عليها فهم مستعدون لأرذل المهام، وهي كراء اوداجهم وأقلامهم وكل شيء لتدمير زميل، لم يرتكب جرما، بل كتب عن حسن نية لإخبار الجمهور
الزميل مروان القباج رجل يعرفه الجسم الصحفي بنبله وعفته ونظافة يده، فهو من الصحفيين الذين لا زالوا يكابدون بعد سنوات طويلة في العمل مع ازدحام الحافلات والترامواي، شاكرا عفيفا، فرجاءا أن تظهروا قدرا يسيرا من المروءة وسط هذه الجائحة التي لا تمنح لأي واحد حصانة، رجاءا أظهروا شهامة اللحظة أو انسحبوا قبل أن يطالكم التطهير وترحلوا خاسئين