تيار أولاد الشعب “ينعي” حزب الاتحاد الاشتراكي ويتحدث بمرارة عن وضعه الحالي
تيار أولاد الشعب “ينعي” حزب الاتحاد الاشتراكي ويتحدث بمرارة عن وضعه الحاليخرج تيار تيار أولاد الشعب بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية برسالة تكشف الواقع داخل حزب المهدي بابن بركة والمستوى الذي بات عليه على عهد إدريس لشكر.
وجاءت الرسالة التي توصل “المغربي اليوم”، بنسخة منها على الشكل التالي:
“قبل ست سنوات قام الشعب المغربي بالمصادقة على التعاقد الدستوري ، و كان هذا العهد بمثابة منارة أمل للملايين من الشباب في بزوغ فجر المنظومة الحزبية الديمقراطية . إلا أنه بعد مرور ست سنوات لازال أولاد الشعب داخل تنظيم الاتحاد الاشتراكي مقيدين بأصفاد و سلاسل الاقصاء و التمييز. بعد مرور ست سنوات يمارس أولاد الشعب السياسة على جزيرة من المنع الممنهج، وسط محيط واسع من التسلط التنظيمي الذي يقوده الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي ادريس لشكر . بعد مرور ست سنوات يستمر أولاد الشعب محاصرين داخل زاوية ضيقة الأفق و محدودة الآمال تمنع الإنتقال الديمقراطي من حزب الفرد إلى حزب المؤسسات.
إن رسالة أولاد الشعب ليست إعادة تشخيص لوضع حزبي مُخْجِل، بل هدف الرسالة تجديد عزم الشباب من أجل بناء أداة حزبية حداثية ديمقراطية.فعندما سَطَّرَت مصطلحات الدستور أحكام الفصل السابع من هذا التعاقد ، فهي بذلك صاغت صك تعهد يضمن حقوق و واجبات كل مغربية و مغربي في المشاركة السياسية. و كان هذا الصك بمثابة عهد لكل الشباب بأن يضمن حقه الثابت في الحياة و الحرية و الكرامة و الديمقراطية التشاركية داخل المنظومة الحزبية.
واليوم يبدو جليا أن القيادات المسؤولة على تسيير حزب الاتحاد الاشتراكي تتخلف عن الوفاء بعهودها الدستورية في ملائمة الممارسة الحزبية و السلوك التنظيمي مع أحكام الدستور و القانون المنظم للأحزاب باعتباره أسمى تعبير عن إرادة الأمة في تفعيل الديمقراطية السليمة داخل المنظومة الحزبية بالمغرب . فعوض أن تحترم القيادة الحالية لحزب الاتحاد الاشتراكي هذا الالتزام الأسمى أعطت لمجموع الاتحاديات و الاتحاديين وعد الانبعاث الفاشل و كان الشيك مسطرا غير أنه دون مؤونة، و نحن نرفض أن نصدق بأن هناك نقصا في رصيد الاختيارات العديدة لهذا الحزب التاريخي.
إن رسالة أولاد الشعب تطالب الكاتب الأول ادريس لشكر بمسؤوليته في احترام القانون و العمل به ، فمفهوم العمل السياسي القانوني يضمن لنضالنا الحداثي ثروات المعرفة، الحرية و الكرامة و الحكامة الحزبية الديمقراطية .لذا نذكر القيادة الحالية بالضرورة الملحة التي تستوجب مواكبة زمن الحداثة و الديمقراطية لأننا لسنا بزمن الإنخراط في التظاهر بتخفيف الحدة أو بتناول العقار المهدئ بالحل التدريجي.
الآن هو الزمن المناسب للنهوض من وادي التسلط التنظيمي المظلم و البائس إلى الطريق النير للديمقراطية الداخلية ، و انتشال الشباب الاتحادي من براثين رمال التسلط التنظيمي المتحركة إلى صخرة الديمقراطية الداخلية القوية ، ف “الآن” هو الزمن المناسب لمعرفة برنامج التجدد الاتحادي الحداثي.
سيكون المُصاب خللاً خطيرا إن تجاهلت القيادة الحالية مطالب الشباب، فغضب أولاد الشعب المشروع شديد القر و لن ينقضي حتى يأتي ربيع الحداثة و الدمقراطية المزهر، لأن سنة 2017 ليست النهاية بل هي بداية سقوط كل الذين ظنوا أن أولاد الشعب كانوا بحاجة فقط لشبابيك مسيجة و أنهم الآن يشعرون باليأس و الاحباط . لن يعرف حزب الاتحاد الاشتراكي حكامة داخلية سليمة دون أن يتمتع الشباب بحقوقهم في المشاركة السياسية وفق شروط الحداثة و الديمقراطية.
هذه رسالة أولاد الشعب الواقفة بثبات أمام عتبة النضال الحداثي المتضامن المؤسس على مفاهيم المعرفة، الحرية و الكرامة .
ولأننا في طريق اكتسابنا لمكانتنا الشرعية و المشروعة فيجب أن لا نذنب بإقتراف أعمال خاطئة ، لن نروي تعطشنا للحرية و الكرامة و الديمقراطية بالشرب من كأس الحقد و الكراهية. يجب أن نصنع نضالنا دائما بمستوى عال من الوعي و التبصر، يجب أن لا نسمح بتقهقر غضبنا الخلاق إلى درك العنف و سلوك الانتقام السياسي ، بل يجب السمو نحو مقام التقاء القوة مع النبل الانساني. كما لا يجب التفريط بتراكمات نضال أولاد الشعب الحداثي الرائع الذي ينشد مجتمع المواطنة فالكثير من أخواتنا و إخواننا، كما نشهد من قناعاتهم اليوم قد أدركوا أن مصيرهم مرتبط بمصيرنا، و أن حريتهم مرتبطة و لا تنفصل عن حريتنا. و مطلب الحداثة و الديمقراطية الذي نشترك فيه اليوم سيتنامى ليطفئ نيران التسلط الحزبي بِبَرَد اتحاد حداثي ديمقراطي يصنعه شباب متعدد المعرفة و الثقافة.
هناك من يستمر في طرح السؤال المعلوم على أولاد الشعب : متى ستشعرون بالرضا ؟
و الجواب أن القُنُوع غائب ومُغَيَّبَ مادام أولاد الشعب هم ضحية التأويل الأبوي التسلطي لمفهوم الحكامة الحزبية. لا نستطيع أن نركن للقُنُوع ما دامت أجسادنا المثقلة بأحمال التمييز و البؤس الاجتماعي لا تستطيع أن تأوي إلى باحات الحداثة و الديمقراطية. و لن نتمكن من الشعور بالقُنُوع ما دام نصيب أولاد الشعب من المشاركة السياسية مجرد تَحَوُّلٍ من مستنقع عميق إلى آخر أعمق.
كما لا يجب أن نشعر بالقُنُوع أبدا و نحن نرى أولاد الشعب يُجَرَّدُون من إنتمائهم الحزبي و تُهَان كرامتهم بقرارات التشطيب غير القانوني التي تستهدف التيارات المعارضة للتحالف الحكومي مع حزب العدالة و التنمية . و لا سبيل نحو حوارعقلاني بناء مع عقليات التسلط الحزبي إن لم تراجع انبعاثها الفاشل الذي انتهى بالقيادة الحالية نحو ذل اللهث خلف المكاسب الوزارية و تسول المناصب و خيانة المرجعية الحداثية .
لذلك نجدد نضالنا بوعي و مسؤولية و نسترسل في تجديد الثقة بقدرة أولاد الشعب على تحريك مستنقع الوضع الحزبي الراكد دون التخبط في أوحال التردد و العدمية. و على الرغم من صعوبات اليوم و الغد إلا أننا نستطيع جميعنا النهوض بهذا الحزب الوطني التقدمي ليعيش المعنى الحقيقي لفكرة تأسيسه و مسار نضاله من أجل الديمقراطية و لكي يكسب شبابه رهان التجدد الحداثي من داخل المؤسسات.
بهذا الهدف الوطني الاستراتيجي سنتمكن من العمل بأمل و جدية و مصداقية ، سنتمكن من العمل بثقة في أن مستقبل الاتحاد مرهون بعزم شبابه على تقديم الجواب على سؤال الإستمرارية لفكر الحركة الاتحادية ، و ذاك هو اليوم الذي يستطيع فيه حزب الاتحاد الاشتراكي تجديد أسس المصالحة مع حاضنته الشعبية”.
عبد المجيد مومر الزيراوي
رئيس تيار أولاد الشعب بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية