ترامب يستأنف حملته الرئاسية من تكساس ويعلن استئناف التجمّعات الانتخابية
سيتناول الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يتوجّه الخميس إلى تكساس، الغضب العارم الذي يلف الولايات المتحدة على خلفية قضية جورج فلويد، لكنه سينصرف سريعا إلى التركيز على مشكلة أكثر خصوصية بالنسبة له: المصاعب التي تواجهها حملته الرئاسية.
ولم يتمكّن خطاب سيّد البيت الأبيض المرشّح لولاية رئاسية ثانية، من تهدئة غضب المحتجين من انتهاكات مزمنة للشرطة ومما يعتبره قادة أميركيون كثر، لا سيما أولئك المتحدرين من أصول إفريقية، عنصرية متأصلة في النظام.
وفاقمت قضية فلويد، الأميركي الأسود الذي قضى خلال توقيفه على يد شرطي أبيض، الأزمة الاقتصادية التي تشهدها الولايات المتحدة على خلفية الإغلاق المفروض لاحتواء جائحة كوفيد-19 التي لا تزال تحصد نحو ألف وفاة يوميا على الأراضي الأميركية.
ومن المقرر أن يتناول الرئيس الأميركي الذي يعتمد نمطا سياسيا يقوم على زرع الشقاق بين خصومه وبث الحماس في صفوف قاعدته الانتخابية اليمينية، هذه الهواجس الوطنية خلال مشاركته في نقاش حول طاولة مستديرة في دالاس.
واختار البيت الأبيض عنوان “الانتقال إلى العظمة: إصلاح، إعادة بناء، وتجديد” شعارا لحلقة النقاش، لما يعكسه من صورة لترامب المتفائل والرئيس المتمكّن في مجال إدارة الأعمال.
لكن الاحتجاجات الغاضبة والعصبيّة المخيّمة على القطاعات الاقتصادية والمخاوف من فيروس كورونا، ستصعّب مهمة ترامب بالارتقاء إلى هذه الصورة.
ويعتبر معارضون كثر أن ترامب غير قادر على تحقيق هذا الهدف، مشيرين إلى التناقض بين التعاطف الذي أظهره الرؤساء السابقون خلال الأزمات، وبين غريزة ترامب لخوض معارك مع خصومه وإهانتهم، وإن في خضم المصائب.
والخميس قال منافسه الديموقراطي في الانتخابات الرئاسية جو بايدن “لقد شاهدنا لأسابيع الرئيس ترامب يتهرّب من إجراء محادثة هادفة حول العنصرية المتأصلة في النظام ووحشية الشرطة. وبدلا من ذلك، أثار مزيدا من الانقسام في بلادنا”.
وتابع نائب الرئيس الأميركي السابق “رحلة اليوم إلى تكساس لن تغيّر شيئا من هذا. الرئيس ترامب أكثر اهتماما بالتقاط صور له من إلقاء خطاب يبلسم جراح أمتنا الثكلى”.
ومع تراجعه في استطلاعات الرأي قبل خمسة أشهر من موعد الاستحقاق الرئاسي، يبدو من غير المرجّح أن يغيّر ترامب أسلوبه.
ولكن على الرغم من الاضطرابات الاستثنائية، لا تزال قاعدته الانتخابية وفية له وقد أظهر بوضوح أن أولويته هي إعادة الزخم لحملة الرئاسية.
ومباشرة بعد كلمته في دالاس، يتوجّه الرئيس إلى أول حملة لجمع التبرّعات منذ الإغلاق الذي فرض لاحتواء كوفيد-19، في حفل تتراوح بطاقة حضوره بين 580 و600 دولار لشخصين.
بعدها يتوجّه ترامب إلى منتجعه الخاص للعبة الغولف في نيوجيرزي للمرة الأولى بعد رفع الأغلاق.
والأربعاء أعلن ترامب أنّه سيستأنف تنظيم التجمعّات الانتخابية التي اضطر لوقفها في آذار/مارس بسبب جائحة كوفيد-19.
وقال الرئيس الأميركي إن البداية ستكون في أوكلاهوما يوم الجمعة من الأسبوع المقبل، قبل أن يتوجّه إلى فلوريدا، ثم أريزونا فكارولاينا الشمالية.
– استئناف الحملة الرئاسية –
واختيار تكساس وجهة أولى لاستئناف الحملة الانتخابية ملفت لأن هذه الولاية التي تعد معقلا للجمهوريين منذ عقود تشهد تغيّرات. وقد فاز فيها ترامب في العام 2016 بهامش ضيّق، كما أظهر استطلاع لآراء ناخبيها تقدّم ترامب بنقطة مئوية واحدة على بايدن.
في العام 2016 لم تُصِب الاستطلاعات وتوقعات المراقبين بشأن ترامب الذي خاض حملة طغت عليها الفوضى في مواجهة منافسته المخضرمة هيلاري كلينتون، وتمكّن من تحقيق فوزه الشهير بحصده غالبية أصوات الهيئة الناخبة.
وقد دفع هذا الفوز مراقبين كثرا إلى التحفّظ في توقّعاتهم، علما أن الاستطلاعات الحالية لا ترجّح فوز ترامب.
ويظهر موقع “فايف ثيرتي إيت” للاستطلاعات أن نسبة التأييد لترامب تبلغ 41 بالمئة، وهي تراجعت بسبب طريقة تعامله مع أزمتي كوفيد-19 والاحتجاجات المناهضة للعنصرية.
أما موقع “ريل كلير بوليتيكس” للاستطلاع فيعطي بايدن تأييدا بنسبة 49,8 بالمئة مقابل 41,7 بالمئة لترامب.
أما النبأ الأسوأ لترامب الذي يأمل بتكرار فوزه بغالبية أصوات الهيئة الناخبة على الرغم من خسارته في التصويت الشعبي، فهو أن بايدن يتقدم عليه في غالبية الولايات غير المحددة الانتماء الحزبي.
أ ف ب