تحليل إخباري… الوطن ينتصر كالعادة… رجال الحموشي والخيام يهزمون “الدواعش”
جنبت الأجهزة الأمنية اليوم ممثلة في المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني ورجال وزارة الداخلية الأشاوس البلاد خطرا إرهابيا حقيقيا كان يتربص بالمغرب بل وتمكنت من إبطال مخطط “داعشي” كان يعد في السر وينتظر لحظة الصفر للفتك بالبلاد والعباد.
جدد إحباط الخلية “الداعشية” اليوم التأكيد على البعد الاستباقي الذي يطبع عمل الأجهزة الأمنية المغربية ومراكمتها لتجربة أصبحت مصدر رضى وتقدير في الداخل والخارج على هذا المستوى كما أن هذه السياسة الأمنية الاستباقية ترتكز على التدخل في الزمان والمكان المناسبين للتصدي لخطر الإرهاب الذي بات يقض مضجع العالم أكثر من أي شيء آخر.
وكشف تدخل اليوم على خطورته معطيات جديدة في تحول “الفعل الإرهابي” وتحول “آليات اشتغال الدواعش” بعد حجز أسلحة نارية والذخيرة الحية وقنابل مسيلة للدموع ومتفجرات بل إن أحد أعضائها يمتلك خبرات عالية في مجال صناعة المتفجرات والتفخيخ.
أثبت تفكيك خلية الإحدى عشر “داعشيا” كانوا ينشطون بحوالي 9 مدن مغربية التهديدات الأمنية التي تتربص بالمغرب والتي تواجه بالحزم اللازم وبفعل يقظة ومجهودات أمنية استثنائية وغير مسبوقة إذ في الوقت الذي كان فيه جل المغاربة وسكان مدينة فاس تحديدا ليلة يوم الجمعة / السبت في بيوتهم الآمنة وممدين على أسرتهم كان رجال الحموشي والخيام ورجال الأمن على اختلاف تلاوينهم ورتبهم يقومون بأفعال في غاية البطولة والرقي وفي نكران منقطع للذات وبشجاعة تستحق رفع القبعة لهم.
وليس من قبيل المصادفة كون قضية المسؤوليات الكبرى والجسيمة المطروحة على عاتق المؤسسة الأمنية بالمغرب اليوم، شغلت حيزا مهما من الخطاب الذي وجهه الملك محمد السادس لشعبه بمناسبة الذكرى الثامنة عشرة لعيد العرش، بل وسار جزء كبير من خطاب عاهل البلاد في الانتصار لدور هذه المؤسسة الحيوية والرد بعبارات مباشرة لا تحتاج للتأويل على كل من يحاول الإساءة للأجهزة الأمنية أو تحجيم دورها بل واستهدافها وإلصاق خطايا باقي الفاعلين على اختلاف مواقعهم ومسؤولياتهم وانتماءاتهم بها.
ولم يفوت الملك عبر خطاب العرش الفرصة لتوجيه التحية لكل رجال الأمن على سهرهم على حماية الوطن والدود عن مصالحه وفي أصعب الظروف بل وتحمل وزر السياسيين وجبنهم وزلاتهم المتتالية “في حين أن رجال الأمن يقدمون تضحيات كبيرة، ويعملون ليلا ونهارا، وفي ظروف صعبة، من أجل القيام بواجبهم في حماية أمن الوطن واستقراره، داخليا وخارجيا، والسهر على راحة وطمأنينة المواطنين وسلامتهم” يقول الملك محمد السادس.
يذكر أن المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، تمكن على ضوء معلومات استخباراتية دقيقة، من إجهاض مخطط إرهابي يروم زعزعة أمن واستقرار المملكة وبث الرعب في صفوف المواطنين، وذلك من خلال تفكيك خلية إرهابية، اليوم السبت، تتكون من إحدى عشر عنصرا موالين لـ “داعش” ينشطون بمدن فاس ومكناس وخريبكة والدار البيضاء وزاوية الشيخ وسيدي بنور ودمنات وسيدي حرازم.
وذكر بلاغ لوزارة الداخلية، أن هذه العملية أسفرت عن اعتقال العقل المدبر لهذه الشبكة الإرهابية وأحد شركائه بأحد “البيوت الآمنة” بمدينة فاس، حيث تم حجز أسلحة نارية عبارة عن 3 مسدسات وبندقيتان للصيد، وكمية وافرة من الذخيرة الحية، وقنينات غاز بوتان صغيرة الحجم وقنابل مسيلة للدموع وكمية كبيرة من السوائل المشبوهة والمواد الكيماوية يحتمل استعمالها في صناعة المتفجرات.
وأضاف البلاغ أنه تم أيضا حجز سترتين لصناعة أحزمة ناسفة، وأسلاك كهربائية ومسامير وأكياس تحتوي على مبيدات سامة، و4 قنينات لإطفاء الحرائق، وعصي كهربائية وتلسكوبية، وأجهزة للاتصالات اللاسلكية، بالإضافة إلى عدة معدات كهربائية، وأسلحة بيضاء مختلفة الأحجام، ومجموعة من الأصفاد البلاستيكية، ومبالغ مالية. هذه المواد المشبوهة سيتم إخضاعها للخبرة بمختبر الشرطة العلمية والتقنية لتحديد طبيعتها.
كما تم خلال هذه العملية، التي تندرج في إطار الجهود المتواصلة للتصدي للخطر الإرهابي، حجز سيارة مشبوهة على مقربة من “البيت الآمن” في ملك أحد عناصر هذه الخلية، وبداخلها مواد مشبوهة سيتم تحديدها من طرف الشرطة العلمية والتقنية. وقد خطط أعضاء هذه الخلية -يضيف البلاغ- لتنفيذ عمليات إرهابية بالغة الخطورة كانت ستستهدف مواقع حساسة وذلك بإيعاز من منسقين بأحد فروع “داعش”. وتتجلى خطورة هذه الخلية، كون أحد أعضائها يمتلك خبرات عالية في مجال صناعة المتفجرات والتفخيخ.
وأبرز أن هذه العملية الأمنية الاستباقية تؤكد مرة أخرى الانعكاسات الخطيرة للآلة الدعائية لما يسمى بتنظيم “الدولة الإسلامية” والذي ما فتئ يحرض أتباعه على تكثيف الهجمات الإرهابية خارج مناطق نفوذه في ظل تشديد الخناق عليه بالساحة السورية العراقية.
وخلص البلاغ إلى أنه سيتم تقديم المشتبه بهم أمام العدالة فور انتهاء البحث الذي يجرى معهم تحت إشراف النيابة العامة.