بروفايل… الكريمي وفاة آخر صناع البهجة بالمغرب
غيثة برادة… صحافية متدربة
عاش بسيطا ومات بسيطا وزاهدا في الحياة، آخر ما شاهده المغاربة من محمد بلحجام، الملقب بـ”الكريمي”، امتطاءه لدراجته النارية البسيطة بساطة عيشته وأسلوب حياته، عاش عيشة الفقراء ولو أنه أضحك الأغنياء كما الفقراء وخلق الفرح والابتسامة… أحب نكته ودعاباته البدوية الصغير قبل الكبير، آه كم هو قاس القدر، الذي سرق منا صانع الابتسامة الأخير في المملكة.
كان الراحل “الكريمي” ينشر السعادة في جامع الفنا، وغيرها من الأماكن يجتمع حوله الآلاف من المحبين لسخريته، ولضحكاته العفوية، كان يعطي فرحا دون انتظار مقابل، عاش حياته ينتظر تكريما ومكانا ضمن كبار الفكاهيين في الساحة الفنية، مسيرته حافلة بالمسرحيات والمسلسلات.
قبل أيام تلقى محبوه صدمة تعرضه لحادث أدى لإصابة بليغة في رأسه وجروح، لينتقل على الفور إلى مستشفى ابن طفيل بمراكش، يوم 10 يوليوز 2020، ولم يمر الكثير حتى أعلن خبر وفاته، ليبقى مكانه في جامع الفنا يشهد على عطائه وتاريخه الحافل بضحكات الصغار قبل الكبار وتبقى “فيديوهاته”، عبر منصة “يوتيوب” ووسائط أخرى شاهدة على رجل مر من هنا.
يتذكر الكل ابتسامته الدائمة، كان ذكيا في فن النكات، والسخرية، يحمل عباراته المضحكة معه ويذهب ليلاقي محبيه في الأعراس، الأسواق والساحات لتكون الساحة الفسيحة مسرحا مفتوحا للجميع، دون انتظار مقابل سوى سماع ضحكات المستمعين والمتفرجين.
وكان “محمد” رائدا من رواد فن الحلقة ناشرا السعادة داخلها برجال دون اختلاط، مغيرا بذلك معنى الحلقة الشفهية إلى الفن الكوميدي الشعبي.
“ان الموت هو الحب ذاته، ففي الموت يتكشف الحب المطلق، إنه وحدة ما هو لا إلهي مع ما هو إنساني، وأن الله متوحد مع ذاته في الإنسان في المتناهي… عبر الموت صالح الله العالم ويصالح ذاته للأبد مع ذاته”، قالها هيجل، فلترقد روح الكريمي في سلام.