الملك والرئيس الإيفواري يترأسان حفل تقديم سير الأشغال في مشروع خليج كوكودي
(و.م.ع)
ترأس الملك محمد السادس، مرفوقا بالأمير مولاي إسماعيل، ورئيس جمهورية كوت ديفوار، الحسن درامان واتارا، اليوم الاثنين، بأبيدجان، حفل تقديم سير الأشغال في مشروع حماية وتثمين خليج كوكودي.
وخلال هذا الحفل، ألقى رئيس مجلس إدارة “مارتشيكا ميد”، الشركة المكلفة بقيادة هذا المشروع، سعيد زارو، كلمة أمام قائدي البلدين، أكد فيها أن مشروع “حماية وتثمين خليج كوكودي قطع أشواطا هامة”، وبلغ مرحلة من النضج، وخاصة في ما يتعلق بالبنيات التحتية.
وكشف زارو أن الشطر الأول من هذا المشروع، الذي يعرف نسبة إنجاز متقدمة جدا، يهم ” إزالة التلوث من الموقع وتهيئة المناظر الطبيعية به، والحماية من الفيضانات، وبناء المنشآت المائية، وإنجاز التهيئات الطرقية، وبناء أنبوب معلق، يمثل رمزا لكوت ديفوار صاعدة”.
وتابع زارو “إننا نباشر اليوم مرحلة ثانية، تكتسي أهمية كبيرة في انجاز المشروع. و تهم تطوير الخليج، وتثمينه”، مؤكدا أن هذه المرحلة الجديدة تهدف إلى تحسين إطار عيش المواطنين، و أيضا تقوية أبيدجان، جوهرة البحيرات، كوجهة سياحية مرجعية.
ولم يفت زارو، بهذه المناسبة، التأكيد على أن “مجموع البنيات التحتية للمشروع توجد في طور الدراسة أو البناء”، بمبلغ إجمالي قدره 450 مليون دولار.
وبفضل مساعدة “مارتشيكا ميد” وبتنسيق تام مع السلطات الإيفوارية، تم استكمال سلسلة تمويل هذا الاستثمار. وقد مكنت الهندسة المالية من ترشيد قدرات التمويل من خلال إشراك العديد من المانحين الدوليين. وستتم تعبئة هذا المبلغ، في حدود 20 في المائة، من خلال قرض تحصل عليه الحكومة الإيفوارية من الأسواق المالية عبر بنوك تجارية. أما المبلغ المتبقي للتمويل فتضمنه في إطار قرض بشروط ميسرة، الصناديق العربية الرئيسية، وخاصة، البنك الإسلامي للتنمية والبنك العربي للتنمية الاقتصادية في افريقيا.
وبهذه المناسبة، ترأس الملك والرئيس الإيفواري حفل توقيع مذكرة تفاهم تتعلق بالمرحلة الجديدة لتطوير الخليج واستثماره.
وتحدد هذه المذكرة، التي وقعها وزير البنيات التحتية الاقتصادية الايفواري أمادي كواكو كوفي ورئيس مجلس إدارة “مارتشيكا ميد”، سعيد زارو، صيغ تنفيذ برنامج للتثمين والاستغلال يهم تثمين ضفة السهل، والمجال الحضرية لكوكودي والمجرى الأخضر لبانكو.
فعلى ضفة السهل، سيتم إنشاء “دار الإيفوار” ، التي ستضم فنادق ومركزا تجاريا ومركز للمؤتمرات، وكذا تجهيزات للنهوض بالثقافة الايفوارية. كما سيتم إنجاز بنيات تحتية للألعاب، والمطعمة والترفيه تحيط بمارينا أبيدجان.
أما ضفة كوكودي، فستشهد بناء مجال حضري، يتضمن ثلاث مكونات رئيسية تتمثل في تهيئة فضاء منبسط للرياضة، وفضاء للتنشيط المائي وموقع للمغامرات والاكتشافات.
وبخصوص المجرى الأخضر لبانكو، فسيتعلق الأمر بإزالة التلوث و بالتشجير و التهيئة الحضرية لمسلك يمتد على مساحة 3000 هكتار ما بين غابة بانكو وخليج كوكودي. كما سيتم إحداث بنيات تحتية للقرب موجهة لساكنة الأحياء القريبة، وكذا تشييد دور موضوعاتية هي: “دار الكاكاو” و”دار البن” و”دار الحياكة” و”دار المجوهرات” و”دار الزهور” و”دار الخشب”.
وتنص مذكرة التفاهم على توسيع نطاق الشراكة لتشمل تهيئة حضرية ومينائية لمنطقة بسام الكبرى. وباعتباره رمزا ل “إفريقيا تضع ثقتها في إفريقيا”، يشكل مشروع حماية وتثمين خليج كوكودي، مظهرا جديدا للاهتمام الذي يوليه جلالة الملك للتنمية المستدامة للقارة، ونموذجا مرجعيا للتعاون جنوب-جنوب ومحطة هامة في تاريخ كوت ديفوار والمغرب.
وقد تم تعزيز نموذج التعاون جنوب -جنوب خلال الزيارة الرسمية الاخيرة للملك محمد السادس لمدغشقر في نونبر 2016، بالتوقيع على مذكرة تفاهم تهم تثمين قناة بانغلان. ويهم هذا المشروع استعادة إمكانية الابحار في القناة بشكل مستديم وتحديد امكانات التنمية في مختلف المواقع التي تعبرها القناة وخلق الانسجام بينها من خلال بلورة رؤية مندمجة.
وتتيح مشاريع حماية وتثمين خليج كوكودي وقناة بانغلان فرصا للتنمية على الصعيد القاري للمقاولات المغربية العاملة في قطاعات البناء والاشغال العمومية، والفلاحة والمعادن والطاقات والخدمات وذلك في اطار شراكات رابح-رابح مع الفاعلين المحليين.
تجدر الإشارة إلى أنه على إثر الزيارة الرسمية للملك محمد السادس إلى أبيدجان في يونيو 2015، وقعت “مارتشيكا ميد” اتفاقية إطار لمواكبة صاحب المشروع مع الحكومة الايفوارية. وبمقتضى هذه الاتفاقية يتم إشراك “مارشيكا ميد” في قيادة مشروع حماية وتثمين خليج كوكودي. ومن أجل الوفاء بالاتفاق في أحسن الظروف قامت “مارشيكا ميد” بإحداث فرع في أبيدجان في مارس 2016. وجرى حفل تقديم سير تقدم مشروع حماية وتثمين خليج كوكودي بحضور نائب الرئيس الافواري السيد دانييل كابلان دونكان، والوزير الاول السيد امادو غون كوليبالي وأعضاء الوفد الرسمي الذي يرافق صاجب الجلالة في زيارة الصداقة والعمل التي يقوم بها الى كوت ديفوار وعدد من اعضاء الحكمة الايفوارية.