المحطة الأولى من قافلة المواطنة 2022 تسلط الضوء على موضوع ” تعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية “
نظم المركز المغربي للتطوع والمواطنة أمس السبت، بقصر الثقافة عين السبع بمدينة الدارالبيضاء، وبشراكة مع وزارة الداخلية، وبتنسيق مع عمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي، ومجلس مقاطعة عين السبع، المحطة الأولى من قافلة المواطنة 2022 تحت شعار ” تعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية “، وذلك تنفيذا للشراكة الموقعة بين صندوق الدعم المخصص لتشجيع تمثيلية النساء، الذي تم إحداثه سنة 2009 تنفيذا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، التي أصدرها بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية لسنة 2009 إلى الحكومة والبرلمان قصد التعاون المثمر والبناء من أجل إيجاد آليات ناجعة تتوخى تشجيع حضور ملائم وأوسع للمرأة المغربية في المجالس الجماعية، ترشيحا وانتخابا لضمان تمثيلية أفضل للنساء في مجالس الجماعات الترابية.
وتميزت الفترة الصباحية بكلمة محمد عصفور، رئيس المركز المغربي للتطوع والمواطنة، عبر فيها عن سعادته بحضور ومشاركة عدد كبير من النساء اللواتي يمثلن مختلف هيئات المجتمع المدني بمقاطعة عين السبع، مشددا على أهمية الدور الكبير الذي باتت تلعبه المرأة في الحياة السياسية، ومشاركتها الفعالة في التنمية المحلية، مضيفا أن مكانة المرأة في المجتمع برزت بشكل جلي في خطابات صاحب الجلالة في أكثر من مناسبة، مشيرا إلى أن محطات قافلة المواطنة 2022، ستتواصل بتنظيم المحطة الثانية بمقاطعة الصخور السوداء، والثالثة بالحي المحمدي على أن تختتم فعاليات هذه القافلة بتنظيم المحطة الرابعة والأخيرة بمجلس جماعة الدار البيضاء.
أما فاطمة الزهراء أفيلال، عضو مجلس جماعة الدار البيضاء، والمشرفة على أشغال المحطة الأولى، فقد أكدت على أن المرأة المغربية لها دور بارز في الحياة العامة والسياسية، متحدثة عن مسارها الجمعوي والنقابي والسياسي، وما تخلل هذا المسار من تجارب ايجابية وأحيانا سلبية، مذكرة بأنها ترعرت في أسرة نقابية وسياسية، ما جعلها تختار نفس الدرب، داعية جميع نساء المجتمع المدني إلى بدل المزيد من الجهود لإسماع صوتهن حفاظا على المكتسبات التي تحققت حتى الآن، وأيضا من أجل تحقيق تطلعاتهن سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، بينما تطرقت الإعلامية نجية جلال، رئيسة جمعية بيت الحكمة، إلى مجموعة من الاكراهات التي لازالت تحول دون تمكين المرأة من لعب دورها كاملا، وتعزيز مشاركتها في الحياة السياسية، قبل أن تشدد على أن الأمر يحتاج جرعة من الصراحة حول حضور المرأة سياسيا واجتماعيا رغم الأشواط الكبيرة التي قطعتها بلادنا بخصوص دور المرأة انطلاقا من مدونة الأسرة 2004، والمادة 9 من دستور 2011، مؤكدة على المرأة ان تقف إلى جانب الرجل في المواقف الصعبة.
أما مولاي أحمد أفيلال، نائب عمدة مدينة الدار البيضاء، فقد أوضح أن المرأة المغربية أصبحت شريكا أساسيا للرجل في الحياة السياسية، وأن الأحزاب مطالبة بمنح فضاءات أوسع أمام النساء وتكوينهن سياسيا من أجل أن يقمن بدورهن السياسي، قبل أن يذكر بأن نساء المجتمع المدني يلعبن دورا كبيرا في الحياة العامة طيلة السنة، وبالتالي يجب تشجيعهن لمواصلة هذه الأدوار، في الوقت الذي تناولت فيه الأستاذة الجامعية حكيمة فصلي، تجربتها مع العمل البرلماني، وما كابدته من معاناة جراء العمل المتواصل داخل إحدى اللجان القطاعية بمجلس النواب التي كانت تستمر أشغالها إلى غاية الرابعة صبحا، مشددة على أن المرأة المغربية أثبتت كفاءتها في مجالات متعددة، وتحتاج اليوم إلى آليات عصرية وتوفير الإمكانيات اللازمة لتقوم بدورها كاملا سواء سياسيا أو داخل العمل الجمعوي.
من جهته، قدم أحمد بريجة، النائب البرلماني، عضو مجلس جماعة الدار البيضاء، والرئيس السابق لمقاطعة سيدي مومن، عرضا حول “مهام رئيس مقاطعة”، وذلك بالحديث عن وضعية الدار البيضاء التي خضعت منذ 2003 لمجموعة من التجارب على غرار وحدة المدينة ونظام المقاطعات، مضيفا أن مكانة المرأة في الحياة السياسية تتعزز بالتدرج، حيث أصبحت تمثل جميع جهات المملكة بغرفتي البرلمان والمستشارين بفضل نمط اللائحة الجهوية بدلا من نظام “الكوطا”، قبل أن يؤكد على أن تخليق الحياة السياسية يتطلب إشراك المرأة بقوة ومنحها المسؤولية، لأنها تتوفر على الكفاءة والعمل الصادق، بدليل إسناد حقيبة وزارة الاقتصاد المالية إلى مرأة في عهد الحكومة الحالية لأول مرة في تاريخ المغرب.
أما مصطفى عكيدي، مستشار بمجلس مدينة الدار البيضاء، فقد أبرز في عرض حول “أدوار المنتخب”، أن التكوين السياسي للمرأة أصبح مهما جدا بهدف تمكينها من فهم دورها في الحياة السياسية، ومنحها فرص كبيرة من أجل مساهمتها في التنمية محليا وجهويا ووطنيا، مضيفا أن الأحزاب السياسية مطالبة بالانفتاح على المرأة، وتدليل جميع الصعاب التي لازالت تقف حجر عثرة في وجه النساء الراغبات في ولوج العمل الحزبي والسياسي.
أما الفترة المسائية فقد عرفت مداخلات الأستاذ الخاميس الفاضلي محام بهيئة الدارالبيضاء/ كاتب عام سابق لجمعية المحامين الشباب بالدارالبيضاء، الدكتورة الباحثة فتيحة معوش رئيسة اللجنة المكلفة بشؤون المرأة والطفل والرياضة والأشخاص في وضعية إعاقة بجهة الدالرالبيضاء سطات، وسهام مطهر الدكتورة الباحثة في العلوم السياسية والتواصل السياسي بثلاثة عروض أساسية تمحورت حول إضاءات أولية حول القوانين التنظيمية وأهم الفرص المتاحة للمشاركة السياسية للنساء في تدبير الشأن المحلي، وتقوية قدرات النساء في مجال الديمقراطية التشاركية والتمثيلية، وتمكينهن من آليات الحكامة الجيدة في تدبير الشأن العام, آليات تقييم السياسات العمومية الموجه للنساء، بالإضافة إلى آليات للمشاركة والمساءلة كآلية من آليات المواطنة التمثيلية السياسة للنساء الواقع والرهانات، والتصورات الخاطئة التي تحول دون وصول المرأة لمراكز القرار أو ولوجها لتدبير الشأن المحلي. واختتمت القافلة بحفل فني ماتع ادهته مجموعة من المواهب الشابة التابعة لكورال المعهد البلدي عين السبع.