المحاكمة الشعبية لمغاربة العالم لأعداء الوطن
ندير العبدي
وأنت تقرأ منشورات “السخافي” فرحان، لا يمكنك تمالك نفسك من الضحك لحد القهقهة. و أنت تقرؤها تعيد إكتشاف كل مرة شيء جديد حول شخصيتة المريضة. فرضتْ نفسها على الجسم الصحافي والجسم الجمعوي. لكن ما يُطمئن النفس هي “المحاكمة الشعبية” العادلة التي يُقيمها له أفراد الجالية سواء جمعويين أو إعلاميين أو غيرهم. و يبدو أنها ستستمر الى حد الإعلان عن علاج فعال الكوفيد 19.
الدليل الجديد على تعمق فرحان في “السخافة الإلكترونية” هو مقالة وقعها باسمه الشبح “لمزابي” في يوليو 2020 حول الشأن الديني بفرنسا وانتخابات المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية و طبعا المسؤولين المغاربة عن القطاع الذين منعوا عنه العطايا وتذاكر السفر و غرف فنادق الرباط.
فمنشوره “الكيدي” و “التكسبي” إياه، حمل العديد من المغالطات والمعلومات الخاطئة والتي كان بإمكانه تفاديها و رفع الحرج عليه لو سأل أهل الإختصاص في مجال شؤون مغاربة العالم. وليس صديقه ومصدر معلوماته المتواضع جدا.
كما يتضمن المقال العديد من دلالات الجهل والفقر المعرفي بخبايا و أسرار ملفات مغاربة العالم من طرف السيد فرحان.
فكل منشوات فرحان التكسبية تفتقر الى عناصر الدقة والتحري. بدليل هذا المقال الذي كتبه لمزابي/فرحان في يوليوز 2020 حيث يتحدث عن انتخابات السيد محمد الموساوي لرئاسة المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية، فصياغة المقال جاءت غير دقيقة، مما قد تدفع بالقارىء الاعتقاد بأن مضمون المنشور يتعلق بانتخابات الولاية الثانية للسيد الموساوي. في حين أن الوقائع لها علاقة بسنة 2008 وانتخابات الولاية الأولى للسيد الموساوي لرئاسة المجلس الفرنسي، مما يعني ان “السخافي” فرحان متأخرا بمدة 13 سنة عن تاريخ انتخابات الولاية الأولى للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية…!
أولا، لم نعد نتفاجؤ من هُزَالة المضمون وتضخيم العناوين. مادمنا نعلم أن فرحان ليس بالمتابع الجيد أو بالحريص على الدقة.
ثانيا، ظهر أن فرحان “غِيرْ سَامَعْ صَافِي”. بحيث أن مصدر معلوماته المتواضع جدا (فرنسا) لم يزوده بإسم تلك الجمعية وبالمعلومات الصحيحة. لكننا نغتنمها مناسبة لنعطيهما معا دروس تقوية في ملفات مغاربة العالم. و قبل ذلك ننبه انه لا توجد أي هيئة خاصة بالشأن الديني يُمكنها الإدعاء بإمتلاك مراكز إسلامية، بل يمكن الحديث عن انضمام وتحالف وإتحاد وهكذا. لكن امتلاك لا و ألف لا.
فالجمعية التي كان يجب على فرحان الحديث عنها هي جمعية إسلامية تركية كبيرة. وبالفعل فقد تم الدخول معها في مفاوضات تحالف، يعني تبادل مصالح وليس أموال. لانه لا يمكن حتى من الناحية العملية الحديث عن عروض مالية. لان المسؤول عن الجمعية التركية هو موظف حكومي لدى دولة تركيا. و بالتالي فلم تكن هناك تعهدات مالية و لهم يحزنون. بل صارت الامور على إيقاع ما تم الإتفاق عليه بعد فوز المغربي الموساوي بالمجلس الفرنسي وفشل المرشح الجزائري.
كما نعتقد أن تضمن المقال لمسألة إمتلاك تلك الجمعية التركية لحوالي 250 مركزا إسلاميا تركيا بفرنسا هو رقم مبالغ فيه، لانه يعني أن تلك الجمعية التركية تملك وحدها حوالي 250 مقر لمراكز إسلامية بفرنسا. وضبط معانا ارقامك اسي فرحان.
وكالعادة فإن معلومات فرحان خاطئة وغير مضبوطة، لكنه لا يهتم بهذه التفاصيل الغير مهمة بالنسبة له. لأن نيته هي ابتزاز المؤسسات السيادية المختصة بالشأن الديني بأوروبا. فهدفه هو إحداث الضجيج فقط.
فلا أعتقد أن السيد فرحان، كان سيحزن لو فاز ممثل الجالية الجزائرية مثلا برئاسة المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية. كما حزن لفوز المغربي الموساوي بولايتيْن على رأس أهم مؤسسة دينية إسلامية بفرنسا.
ففي الوقت الذي تضخ فيه أنظمة خليجية وعربية أموال ضخمة تقدر بالملايير من أجل نشر طريقة تدينها والسيطرة على المساجد والمراكز الإسلامية باوروبا (انظر كتاب اوراق قطر..مثلا)، نجد أن فرحان و شركاءه يُضخمون أرقام أموال مغربية تخصص لتدبير الشأن الديني لمغاربة المهجر. وهو تضخيم لا علاقة له بالنقد أو ممارسة رقابة “مواطنة” على أموال دافعي الضرائب. بل اننا نشم في أقلامهم وفي خُطَبِهم سوء النية والبحث عن ابتزاز مؤسسات سيادية خاصة بالشأن الديني باوروبا، وكذا السطو على امتيازات غير مستحقة من طرف شرذمة من “مرتزقة” العمل الجمعوي النبيل ومن فضاءات التواصل الاجتماعي، و اتخدت من التشهير والابتزاز والنصب حرفتها. حتى ولو كان الثمن هو مصلحة الوطن و الجالية و نموذج التدين المغربي.
في حين، فإن ما جَنَاهُ فرحان من دعم سنوي من أموالنا جميعا، هو الذي يستحق المساءلة والمطالبة بتقارير وكشوفات صرف كل مبالغ الدعم التي توصل بها خلال سنوات عديدة من أجل الدفاع حقوق ومصالح مغاربة ايطاليا ومن أجل الصحراء المغربية. وهي أهداف لم تتحقق. فالجالية تقاطع اجتماعاته فكيف سيدافع عنها؟كما انه يمجد إنجازات العدو وينطق الصحراء المغربية بالغربية. فكيف سيترافع لصالح القضية الوطنية…؟
كما أن المحاسبة يجب أن تشمل المؤسسات المانحة أيضا. فالمحاسبة تعني إلزام كل المستفيدين من مغاربة العالم سواء جمعيات أو مراكز أو غيرها من الدعم بتقديم كشف حساب و بشرح طرق صرفها مع الفواتير وإخضاع الامر الى مكتب خبرة محاسباتية.
و بما انك ذكرت في نفس المقال، الأخبار الرائجة بتصوير كل نشطاء مغاربة فرنسا من رواد فندق بالرباط، من أجل ابتزازهم و التحكم فيهم. فهل تعني انه يتم توريطهم في قضايا أخلاقية و جنسية مثلا.. ؟
و بمعنى آخر، فإنك تعني أن كل أولئك النشطاء من مغاربة فرنسا كان لديهم استعداد قبلي للانحراف وجاهزية للتورط الأخلاقي. وهذا يُدِينك مرتيْن من قبل كل نشطاء مغاربة فرنسا أولًا، و من طرف مسؤولي فندق بالرباط ثانيا. لتشويه سمعة كل من النشطاء والفندق…!!
و بما أنك كُنت نزيلا أكثر من مرة في ذات الفندق الرباطي و على حساب تلك المؤسسة السيادية، فهل تعني أنك تشك في أنه تم تصويرك في أوضاع جنسية فاضحة غير أخلاقية دون علمك..؟ و هل انت خائف الى هذه الدرجة من نشر تلك الفيديوهات..؟
ونختم بنكتة سوداء أخرى في مسار “السخافي” فرحان المثير للشفقة. حيث إنه يصف كل منتقديه بالصحافة “الصفراء”. فكيف نصنف منشوارتك القذرة وبأي لون نصفها..؟ طبعا تستحق منشوارتك سلة المهملات والتوصيف المناسب هو “المزبلة الالكترونية”، أما اللون…فلا لون لها…!