2 نونبر 2024

القاعات السينمائية تستقبل فيلم “أناطو” بنكهة إفريقية للمخرجة فاطمة بوبكدي

القاعات السينمائية تستقبل فيلم “أناطو” بنكهة إفريقية للمخرجة فاطمة بوبكدي

محمد عبد الله غلالي

في القاعات السينمائية ابتداء من 16 فبراير المقبل تعرض المخرجة وكاتبة السيناريو المغربية فاطمة علي بوبكدي لعرض فيلمها الروائي الطويل «أناطو» ،

 الفيلم سبق عرضه في أول عرض عالمي ضمن فعاليات الدورة الـ37 لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر الأبيض المتوسط، حيث نال جائزتين مهمتين ويتعلق الأمر بـ (جائزة أحسن تصوير في المسابقة العربية، وأفضل تصميم للأزياء في المسابقة الدولية)، كما حظي الفيلم بتقدير وإعجاب النقاد، وجمهور المهرجان، إذ تم اعتباره تجربة فريدة ومميزة في السينما المغربية والإفريقية. وواصل الفيلم نجاحه بالمهرجانات الدولية بحصده جائزة الشاشة الذهبية (الجائزة الكبرى) للدورة الـ25 لمهرجان شاشات سوداء، في العاصمة الكاميرونية ياوندي.

تدور أحداث القصة في أواخر الثلاثينات وبداية الأربعينات من القرن الماضي وتتحدث عن تاجر مغربي

ينحدر من مدينة فاس، ذهب في رحلة تجارية إلى بلد السينغال، وحتى لا يقع في الزلل والخطيئة أثناء

إقامته الطويلة بجزيرة سان لويس تزوج من أناطو وهي فتاة ذات عرق مزدوج من أب فرنسي وأم

سنغالية؛ وكان زواجهما مجرد “زواج متعة” أي زواج بعقد مؤقت ينتهي بانتهاء مدة إقامته هناك .

الا أن عدنان، الشاب المسلم، سيكتشف مع أناطو المعنى الحقيقي للحب، فيخالف القاعدة ويحضر زوجته

معه إلى المغرب رغم انتهاء عقد الزواج المؤقت بينهما، وهنا تبدأ فصول المأساة. فخلال تواجدها بالمغرب

سوف تواجه أناطو كل أنواع المآسي عند اصطدامها بزوجة عدنان الأولى وبعائلته، وستجد نفسها بين

بلدين وثقافتين مختلفتين .

فبالرغم من وضعها كزوجة ثانية غير معترف بها علنا، وبالرغم من الصراعات والمخططات التي تحاك

من حولها، وبالرغم من وضعها المعذب، تحاول أناطو من خلال ثقافتها الموروثة عن أب أوروبي وأم

أفريقية، وتثابر بكل الوسائل لجعل الحب ومُثل التعايش والقيم الإنسانية العظيمة تسود وتنتصر، كما تحاول

زرعها فيمن حولها على الرغم من العوائق الثقافية والاجتماعية والهوياتية.

الفيلم نال عدة جوائز دولية منها الجائزة الكبرى الشاشة الذهبية2021

وفي المهرجان الدولي للسينما الإفريقية الدورة 25  جائزة الشاشات السوداء

وفي مهرجان الإسكندرية لسينما دول البحر الابيض المتوسط جائزة مرزوق رمسيس لأحسن إنجاز فني

الملابس

وفي الدورة 37 شتنبر 2021 لمهرجان الإسكندرية لسينما دول البحر الابيض المتوسط  جائزة نور الشريف لأحسن إنجاز فني إدارة التصوير

المخرجة فاطمة علي بوبكدي بدأت  حياتها المهنية كمساعدة مخرج وكسكريبت. وفي

عام 2000 وقعت أول فيلم تلفزيوني لها “بوابة الأمل”.و بدأت حياتها المهنية فعليا في عام 2001 عندما أخرجت السلسلة التاريخية ” تيغالين” ثم قررت بعد ذلك التخصص في الفنطازيا التاريخية والأعمال التراثية. واليوم يرتبط اسمها بهذا الأسلوب الروائي.

س: هل يمكننا تصنيف فلم أناطو على أنه قصة حب؟

ج: يمكن القول بأن فلم أناطو هو قصة حب وهوية وتصالح إنساني.

س: توج فلم أناطو بمهرجان الإسكندرية في دورته 37 في شتنبر 2021 ثم نال الجائزة الكبرى بمهرجان الشاشات السوداء في

دورته 25 في شهر نونبر 2021 بمدينة ياوندي بالكاميرون، ما هو شعورك خاصة وأن “أناطو” تجربتك الأولى سينمائيا؟

ج: كان أول عرض لفلم أناطو بمهرجان الإسكندرية، وقد كنت أشعر بالإرتباك إلا أن مع انتهاء العرض شعرت بارتياح

كبير لردة فعل الجمهور وخاصة أن جل الحاضرين كانوا نقادا مصريين من عيار ثقيل، كعماد النويري وخيرية البشلاوي

وناهد صالح والذين أشادوا بالعمل خلال المناقشة وحللوه تحليلا دقيقا ونفذوا إلى عمقه وقد حصل الفيلم في هذا المهرجان

المتوسطي على جائزتين. أما عن المهرجان الدولي الإفريقي “الشاشات السوداء بالكاميرون، فقد كان فرصة للعرض

الثاني لفيلم أناطو في محفل دولي مباشرة بعد مهرجان الإسكندرية. وشكل لي فوز فيلمي “أناطو” بالشاشة الذهبية كجائزة

كبرى في هذا المهرجان ذو التاريخ العريق والصدى الطيب في كل القارة الإفريقية اعترافا حقيقيا بأني وفقت في تمرير

الرسالة التي تضمنها فيلم أناطو وهي الدعوة إلى التصالح ولم شتات قارة طالها نهب واستغلال وظلم وتقسيم. ولقد أثلج

صدري التجاوب الجميل للجمهور الإفريقي مع فيلم أناطو في قاعات العرض بياوندي بالكاميرون وجعلني أحس بأنه من

الممكن خلق سينما توحد الشعوب الإفريقية، وجعلني هذا الإحساس أتحمس أكثر للسير على هذا المنوال ومواصلة الاشتغال

على قضايا إنسانية ومواضيع في السينما تهم القارة برمتها .

حوار مع فاطمة علي بوبكدي مخرجة الفيلم

س: معظم الممثلين في فيلم أناطو غير معروفين وليست لهم تجربة في التمثيل؟ ألا ترين أن في هذا الاختيار نوع من المجازفة؟

ج: هو نفس الاسلوب الذي عمدته في أعمالي التلفزيونية السابقة، أي إسناد الدور الرئيسي إلى شخص غير معروف، وأجد

في هذه المغامرة والمجازفة إذا صح التعبير نوع من التحدي الممزوج بالمتعة، فأنا أراهن على طاقات مغمورة لتتحمل ثقل

البطولة وتثبت ذاتها. فدور أناطو أسندته إلى شابة أجنبية ذات عرق ممتزج سينغالية مغاربية بجنسية فرنسية اسمها ” نيسيا

بنغازي” وفي الدور المنافس لها أي شخصية ”جواهر” في الفيلم “شيماء بالعسري” وهما شابتان تقفان أول مرة أمام

الكاميرا، والطفلة ”غيثة فرجية” ذات الأداء المتميز هي كذلك في أول تجربة سينمائية لها. كما استعنت بممثلين من الر واد

كدعائم قوية للفيلم كالفنان الكبير صلاح الدين بن موسى وسعاد خويي وكنزة فريدو والممثلة العالمية ذات الاصول

البوركينية ميمونة نداي. وهذا الانتقاء في الكاستينغ أعتبره رهانا آخر أتمنى أن أربحه وينضاف إلى لائحة الرهانات

السابقة .

س: عرف عنك استقاء مو اضيع أعمالك من التراث الشعبي المغربي، لكن في أول أعمالك السينمائية كسرت القاعدة، ما تعليقك؟

ج -الاشتغال على التراث هو عموما له علاقة ب بترميم جزء من هويتنا كمغاربة، وحتى في تجربتي السينمائية الأولى

هاته أحسست بنفس الشيء بالرغم من أنني لم اشتغل على حكاية شعبية والا على سيناريو منسوج على منوال تراثي بل

تناولت قصة من وحي الخيال لكن لها أبعاد إنسانية، ولها علاقة بالهوية على نطاق أوسع، أي الهوية على المستوى القاري،

لان الهوية الإفريقية تكسوها ضبابية في عدة بلدان تنتمي إلى هاته القارة، ونحن في حاجة إلى أعمال تجلي هاته الضبابية

على الهوية الإفريقية .

س: ما هو الموضوع الذي تطرحينه في فيلمك؟ وهل هناك رسالة ترغبين في إيصالها للجمهور من خلال أناطو؟

ج -بالرغم من أن فلم “أناطو” يصور ظاهريا مأساة فتاة إفريقية ضحية زواج متعة لكن القصة تتجاوز هذا الصراع

التقليدي بين الرجل والمرأة وتتجاوز كذلك موضوع زواج المتعة، ومسألة تعدد الزوجات والغيرة والصراع بين زوجتين

على رجل واحد، بل يتعدى ذلك ليتحدث عن مأساة قارة برمتها وعن التصالح الإنساني وتصحيح أخطاء ارتكبت في

الماضي نتيجة فكر عنصري بث بين شعوب القارة الإفريقية ليضعف كيانها.__

أنجزت فاطمة العديد من المشاريع للتلفزيون المغربي، و من بينها:

الدويبة

– حديدان

– رمانة و برطال

– سوق النسا

– زهر و مرشة

– بنت باب الله

– شمس القنديل

– بوكيوض

– أمود

– خماسية الكمين

– تيغالين

– دموعك يا فريحة

– حمو أو نمير

– الكابران حماد

– ملاك

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *