3 نونبر 2024

الجيش يسيطر على العاصمة الزيمبابوية وموغابي يؤكد أنه تحت الإقامة الجبرية

الجيش يسيطر على العاصمة الزيمبابوية وموغابي يؤكد أنه تحت الإقامة الجبرية

(وكالات)

قال رئيس زيمبابوي الأربعاء أنه رهن الإقامة الجبرية، بعد أن استولى الجيش فجر اليوم على السلطة وانتشرت الآليات العسكرية في شوارع العاصمة هراري. ونفى جنرالات في الجيش القيام بانقلاب عسكري على الحكومة مؤكدين أنهم يستهدفون المجرمين المحيطين بموغابي الذي أدى وضعه الصحي إلى تزايد الصراع حول خلافته.

قال رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما الأربعاء في بيان إن رئيس زيمبابوي روبرت موغابي  يوجد قيد الإقامة الجبرية، وذلك بعد انتشار الجيش في هراري وسيطرته على ما يبدو على زمام الأمور في البلاد.

وجاء في البيان “تحدث الرئيس زوما في وقت سابق اليوم إلى الرئيس روبرت موغابي الذي ألمح إلى أنه قيد الإقامة الجبرية في منزله لكنه قال إنه بخير”. وأكد زوما إرسال موفدين إلى زيمبابوي لاستيضاح الأمر.

 

وانتشرت الأربعاء الآليات العسكرية المدرعة في شوارع هراري، حيث يبدو أن الجيش يحكم سيطرته على البلاد فيما نفى الجنرالات القيام بانقلاب عسكري، لكنهم تعهدوا في بيان على التلفزيون الحكومي باستهداف “المجرمين” المحيطين بالرئيس روبرت موغابي.

 

وتراجعت سلطة موغابي التي استمرت لعقود بعد أن انتشر الجيش في الطرق المؤدية إلى البرلمان في هراري، وتلا ضباط كبار على التلفزيون بيانا إلى الأمة.

وأوضح الجنرال سيبوسيوي مويو من داخل الاستديو وقد جلس بجانبه ضابط آخر أن “هذا ليس انقلابا عسكريا على الحكومة”، مضيفا “نود أن نطمئن الأمة إلى أن فخامة الرئيس (…) وأسرته بخير وأمان وسلامتهم محفوظة”.

وجاء في البيان العسكري أن ما يقوم به الجيش هو مجرد “استهداف للمجرمين المحيطين” بالرئيس الممسك بزمام السلطة منذ 37 عاما، مشيرا إلى أنه “حالما تُنجز مهمتنا نتوقع عودة الوضع إلى طبيعته”.

لكن التحرك الذي قام به الجنرالات يمثل تحديا كبيرا لموغابي (93 عاما) الذي حكم زيمبابوي منذ استقلالها عن بريطانيا في 1980.

وبرز التوتر بين الرئيس والجيش الذي طالما كان حجر الزاوية في نظامه، في الأيام القليلة الماضية.

واتهم حزب “زانو-بي أف” الحاكم الثلاثاء قائد الجيش الجنرال كونستانتينو شيونغا “بالخيانة” بعد أن انتقد موغابي لإقالته نائب الرئيس إيميرسون منانغاغوا.

 

ويبدو أن إزاحة منانغاغوا أفسحت الطريق أمام زوجة موغابي غريس (52 عاما) لتكون الرئيسة المقبلة. وهو ما يعارضه بشدة ضباط كبار في الجيش.

وأمام تدهور الوضع ليلا، سمع إطلاق نار لفترة طويلة قرب المقر الخاص للرئيس.

 

وحذرت السفارة الأمريكية رعاياها في زيمبابوي إلى “الاحتماء حيث هم” بسبب “الغموض” الراهن في الوضعين السياسي والأمني.

وأثار انتشار المدرعات في العاصمة قلق المواطنين فيما حذر شيونغا من تدخل عسكري محتمل. ولم يتسن الاتصال بالمتحدث العسكري للتعليق.

 

 

ويعتبر موغابي أكبر الرؤساء سنا في العالم، لكن تدهور صحته أدى إلى صراع على خلافته وتنازع طامحين محتملين بالمركز. وكثيرا ما تلعثم أو تمتم الكلمات أو توقف برهات طويلة في خطاباته في الفترة الأخيرة.

 

وشهدت فترة حكمه الطويلة إجراءات قمع بحق المعارضين وهجرة جماعية وتزوير انتخابات وانهيار اقتصادي منذ تطبيق إصلاحات الأراضي في 2000.

وأما هذا الوضع، دعا حزب المعارضة الرئيسي “أم دي سي” إلى حماية الحكم المدني.

وقال وزير الدفاع في حكومة الظل غيفت شيمانيكيري لوكالة الأنباء الفرنسية الثلاثاء “لا أحد يرغب في رؤية انقلاب … إذا سيطر الجيش سيكون ذلك غير مرغوب فيه. سيؤدي ذلك إلى توقف الديمقراطية”.

وفي الفترة الأخيرة، تصاعدت التكهنات في هراري بأن موغابي قد يسعى لإزاحة شيونغا الذي يعد حليفا لمنانغاغوا المقال.

ومنانغاغوا (75 عاما) كان يعد على نطاق واسع أكثر الضباط ولاء لموغابي، وقد عمل إلى جانبه لعقود.

وفي وقت سابق هذا العام برز خلاف غريب بين غريس ومنانغاغوا على خلفية تسميم مفترض للمثلجات كشف عن الصراع بين الاثنين.

وغريس موغابي التي تصغر زوجها بـ41 عاما، أصبحت تلعب دورا متزايدا في الحياة العامة، اعتبره كثيرون وسيلة لمساعدتها على تبؤ المعقد الرئاسي.

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *