الثالوث الأمني المغربي يوجع تجار السموم البيضاء… “مديرية الأمن الوطني والديستي والإف بي أي” يقفون في وجه “مافيا الكوكايين”
لقد وجه جهاز الأمن المغربي اليوم ممثلا في كل من المكتب المركزي للأبحاث القضائية، والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، والمديرية العامة للأمن الوطني، ضربة موجعة لتجار الكوكايين على المستوى الدولي بعد الإطاحة بواحدة من أخطر الشبكات التي تشتغل في مجال الاتجار في السموم البيضاء.
لم تفاجأ هذه العملية النوعية الكثير من المراقبين لسبب بسيط وهو الحنكة التي لا تحتاج لدليل والتي أبان عليها الأمن المغربي في أكثر من محطة وبسبب الإجماع الحاصل والثقة الكبيرة اليوم للمغاربة في أجهزتهم الأمنية إلى جانب الخبرة التي راكمها الجهاز الأمني في مجال محاربة الجريمة على امتداد السنين والتي أصبحت محل إشادة وطنية ودولية.
ويرى المراقبون أيضا أن الجهاز الأمني المغربي الذي جنب البلاد من مخاطر الإرهاب أبان من خلال اعتقال شبكة الكوكايين عن مقاربته الشاملة في مجال محاربة الجريمة بشتى أنواعها بل وجنب الآلاف من الشباب المغربي من أن يكونوا ضحايا لتجار الكوكايين وضرب بيد من حديد على كل شبكة تستهين بالمغرب وتعتبره لقمة سائغة وتفكر في تحويله لسوق للسموم البيضاء.
وذهب المراقبون بعيدا في الحديث عن البعد الاستباقي لهذا الثالوث الأمني المغربي (مديرية الأمن الوطني والديستي والإف بي أي) وهو بعد وفكر خلاق ومتطور ويراعي تطور العصر وتطور الجريمة ويسعى إلى تجفيف منابعها واستئصال الفكر الإجرامي من جذوره وهو مجهود لا يمكن أمامه سوى رفع القبعة لجهاز يضرب بقوة في الزمان والمكان المناسبين.
ووفقا للبلاغ الصادر اليوم على خلفية تفكيك شبكة الكوكايين فقد تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية بتعاون وثيق مع مصالح المديرية العامة للأمن الوطني وبناء على معلومات دقيقة وفرتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، يوم أمس الاثنين، من توقيف 10 أشخاص يشتبه في ارتباطهم بشبكة إجرامية منظمة تنشط في مجال الاتجار الدولي في مخدر الكوكايين.
وذكر بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني اليوم الثلاثاء، أن الأبحاث والتحريات الأمنية المنجزة أسفرت عن حجز كمية قياسية من مخدر الكوكايين الخام ناهزت 2 طن و588 كيلوغراما (2588 كيلوغرام)، تم ضبط جزء منها على متن سيارة مسجلة بالخارج، وجزء آخر بضيعة فلاحية على الطريق الساحلية بين تمارة والصخيرات، والجزء الأكبر بضيعة فلاحية بالقرب من واد الشراط بإقليم بوزنيقة، بالإضافة إلى كمية أخرى بإقليم الناظور.
كما أسفرت عمليات الحجز أيضا عن ضبط 105 كيلوغرامات من مخدر الحشيش بضواحي الناظور، ومبلغ مالي بالعملة الأوروبية ناهز 391.520 أورو و172.620 درهما، بالإضافة إلى ست سيارات يشتبه في استخدامها لنقل وتهريب المخدرات والمؤثرات العقلية.
وأضاف البلاغ أن المعلومات الأولية للبحث تشير إلى أن شحنة الكوكايين المحجوزة هي من الكوكايين الخام الذي تتضاعف كميته الإجمالية ثلاث مرات بعد تصنيعه وعرضه للتداول في السوق، وذلك بقيمة مالية تناهز مئات الملايير من السنتيمات، كما أكدت إجراءات البحث أيضا أن هذه الشبكة الإجرامية لها امتدادات في عدة مدن مغربية، بينما يجري حاليا رصد ارتباطاتها المحتملة بشبكات إجرامية أخرى تنشط في مجال الاتجار في المخدرات على الصعيد الدولي.
وقد تم الاحتفاظ بجميع الأشخاص الموقوفين تحت تدبير الحراسة النظرية، رهن إشارة البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، في حين لازالت الأبحاث وعمليات التفتيش متواصلة، بتنسيق بين جميع المصالح الأمنية، بغرض الكشف عن جميع أفراد هذه الشبكة الإجرامية.
وأكد المصدر ذاته أن تفكيك هذه الشبكة المنظمة يأتي في إطار الجهود المتواصلة التي يبذلها المكتب المركزي للأبحاث القضائية، بتعاون مع مصالح الأمن الوطني، بغرض مكافحة الشبكات الإجرامية التي تنشط في مجال التهريب الدولي للمخدرات.