أحمد “أوسكار”.. كريم لا يخشى الفقر
إنه الحاج أحمد بلعابد الملقب ب”أوسكار”، نسبة إلى محله التجاري المعروف والخاص ببيع السيارات الفارهة بحي المعاريف بالدار البيضاء، اشتهر به منذ سنوات السبعينيات من القرن الماضي، قبل أن يتحول لاحقا إلى مقهى “موزار”.
عُرف الحاج “أوسكار” كما يلقبه البيضاويون، بكرمه، بسخائه وبطيبته وابتسامته الصادقة، وبعلاقاته الاجتماعية الواسعة والمهمة التي كان يحضى بها.
ولد الحاج أحمد بلعابد سنة 1947 بحي الفرح بالبيضاء، حيث نشأ وترعرع وسط أسرة محافظة..
تتلمذ على يد أساتذة مصريين بمدرسة الأزهر، حيث تعلم على يدهم فن الكتابة الأدبية، إلى أن لُقب بالقلم الذهبي، لأسلوبه السلسل وبلاغته التي انحنى لها احتراما مسؤولين داخل مؤسسات كبرى.
براعته في الإقناع، بوأته مكانة حتى داخل مواقع التواصل الاجتماعي، حين خرج بتصريح صحفي ينتقد فيه قانون وزارة النقل الذي كان قد فرض قبل سنتين، قانون الأداء الضريبي على المواطنين الراغبين في شراء السيارات المستعملة، والتي كان على كل مواطن أداء “كريدي” الضرائب عن بائع السيارة في حالة رغبته في اقتنائها منه.
لقيت انتقاداته لهذا القرار، صدى واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي عجل وزارة النقل والتجهيز واللوجيستيك بالتراجع عنه، بعدما استدعاه شخصيا الوزير السابق عبد القادر اعمارة لمناقشة تداعياته على المواطنين، بصفته بائع السيارات المستعملة.
لُقب الحاج بلعابد بقيدوم هذا المجال الذي ذاع صيته فيه منذ سنوات السبعينيات من القرن الماضي، حيث عُرف بنزاهته، وذكائه الحاد، ولباقته في التعامل مع زبناء هذا القطاع.. أنعش سوق البيضاء بسيارات فاخرة والتي كان يروجها على نحو مهم، حاملا بصمته الخاصة التي ترك لها أثرا طيبا لدى أغلب المواطنين.
لم يكن الحاج أحمد بلعابد يحضى بالشهرة وطنيا، لكن مكانته بين البيضاويين وحب الناس له، جعلته يحتل مكانة مميزة لدى كل من يعرفه أو سمع عنه، فعنوان هذا الرجل الطيب المعروف بحبه الشديد لأعمال الخير، يمكن اختزالها في عبارة “كريم لا يخشى الفقر”، وهي حقيقة نقلا عن معارفه والمحيطين به.
شاء القدر أن يخطفه الموت بشكل مفاجئ، ليترك حزنا دفينا في نفوس كل من عرفه أو سمع عنه..
غادر الحاج بلعابد عالمنا يوم السبت الماضي 10 شتنبر، بعد مرض عضال لم ينفع معه علاج، ليوري جثمانه الثرى بمقبرة الشهداء بالبيضاء، تاركا حزنا كبيرا لم ولن يندمل…