مهرجان خريبكة للسينما الإفريقية يكرم روح الراحل نور الدين الصايل والمندوب السابق لمهرجان (فيسباكو)
كرمت الدورة ال22 للمهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة، التي انطلقت فعالياتها مساء اليوم السبت، روح الرئيس السابق لمؤسسة المهرجان، نور الدين الصايل، والمندوب العام السابق للمهرجان الإفريقي للسينما والتلفزيون بوغادوغو (فيسباكو) ببوركينا فاسو، السيد سوما أرديوما الذي تحل سينما بلاده ضيف شرف للدورة.
وقال رئيس مؤسسة مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة، السيد الحبيب المالكي، في كلمة خلال افتتاح هذه الدورة، التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إن الراحل الصايل كان أحد رواد هذه التظاهرة وساهموا في استدامتها وانتظامها وإثرائها، حيث “كان له إسهام نوعي، حاسم وعملي في رسوخ المهرجان واستمراريته”.
وأضاف السيد المالكي أن من أحسن أوجه التكريم الذي يمكن أن تحاط به “هذه الشخصية الفكرية والثقافية الوطنية”، هو الحفاظ على هذا المهرجان وتطويره وكفالة استدامته كإطار للحوار وكصرح ثقافي إفريقي يسمع صوت إفريقيا الحضاري إلى العالم من خلال الإبداع والفن.
وحسب السيد المالكي، فقد كان الراحل الصايل، المثقف الموسوعي الاستثنائي، مسكونا بالسينما الجيدة، الهادفة، مشيرا إلى أنه أشاع فكرة السينما في مختلف مناطق المغرب، خاصة من خلال نوادي السينما، التجربة الرائدة التي أوصلت هذا الفن إلى المغرب العميق.
وذكر السيد المالكي بأن مؤسسة مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة، التي كان الراحل الصايل يرأسها، قررت، تقديرا لذلك، أن تطلق جائزة خاصة بالنقد السينمائي تحمل اسم “نور الدين الصايل”.
من جهته، قال المخرج والناقد السينمائي، عبد الإله الجوهري، إن الراحل الصايل كان “هرما من أهرامات السينما المغربية”، مضيفا أن الجميع يقر للرجل ببصمته الوازنة في مسار الثقافة السينمائية بالمملكة، سيما وأنه كان مؤسس الجامعة الوطنية للأندية السينمائية.
وأضاف الجوهري أن الصايل كان أيضا صاحب مهرجانات عديدة، تأسيسا وتنظيرا، مثلما كان عرابا للعديد من الأسماء في مجال الإخراج والإنتاج السينمائيين. وقال إنه إذا جاز أن نلخص السينما المغربية في شخص وازن يمثلها فسيكون هو نور الدين الصايل.
وتم بالمناسبة عرض شريط فيديو يحتفي بالمسار الحافل والغني للراحل السينمائي، وأبرز مواقفه من قضايا السينما الإفريقية والفن بشكل عام.
وفي سياق التكريم دائما، احتفت هذه الدورة بالمندوب العام السابق للمهرجان الإفريقي للسينما والتلفزيون بوغادوغو (فيسباكو) ببوركينا فاسو، السيد سوما أرديوما، وبالسينما البوركينابية بشكل عام.
وفي هذا الصدد قال السيد المالكي، إن السينما البوركينابية “تعتبر واحدة من العلامات البارزة والأكثر خصوبة في خريطة السينما الإفريقية”. وأشاد في هذا الصدد بالعلاقات المتميزة القائمة بين المملكة المغربية وجمهورية بوركينا فاسو، والتي كان آخر تجلياتها البيان المشترك الذي صدر أمس الجمعة عقب المباحثات التي أجراها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، مع نظيرته البوركينابية، أوليفيا راجناجنيوندي رومابا، والذي أكدت فيه الوزيرة أن مخطط الحكم الذاتي الذي تقدمت به المملكة “يمثل الحل الوحيد الواقعي والعملي لتسوية النزاع” المفتعل حول الصحراء.
كما ثمن السيد المالكي الجسور البشرية والثقافية بين البلدين اللذين يتقاسمان، إلى جانب المصالح، قيم الدفاع عن إفريقيا، وعن السلم والتسامح والاعتدال والديموقراطية، معربا في الوقت ذاته عن التضامن مع هذا البلد في مواجهة خطابات الكراهية والحقد والإرهاب.
من جهته، أعرب أرديوما عن سعادته بتكريمه وبحلول سينما بلاده ضيفا على هذه الدورة من المهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة، مشيدا في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بما راكمته هذه التظاهرة من خدمات للفن السابع بالقارة الإفريقية، وبدورها في النهوض بالسينما وإشاعة قيم السلم والحوار والتفاهم والعيش المشترك عبرها.
وبهذه المناسبة، تسلم السيد الحبيب المالكي درع تكريم الراحل نور الدين الصايل من طرف والي جهة بني ملال-خنيفرة السيد الخطيب لهبيل، فيما تسلم السيد سوما أرديوما، درع التكريم الخاص بالمهرجان من عامل إقليم خريبكة، السيد عبد الحميد الشنوري.
يشار إلى فقرة التكريمات في إطار الدورة ال22 للمهرجان الدولي للسينما الإفريقية التي تنظم تحت شعار “السينما حلم قارة بأكملها”، ستختتم بتكريم للممثل المغربي محمد الشوبي في اليوم الأخير من المهرجان (4 يونيو).