2 نونبر 2024

“تلاميذ نصبوا عليهم” و وزارة فـ”دار غفلون”..الأمن يدخل على خط “الأزمة”

“تلاميذ نصبوا عليهم” و وزارة فـ”دار غفلون”..الأمن يدخل على خط “الأزمة”

لا حديث في أوساط الرأي العام المحلي بدار بوعزة و اولاد عزوز، إلا حول واقعة “فرار”عدد من الأشخاص صباح أمس الأحد 8 ماي الجاري، بعد استخلاصهم لمبالغ مالية محترمة من التلاميذ وأوليائهم الذين حضروا إلى المكان (فضاء القرية) من أجل الاستفادة من نشاط فني، جرى الترويج له عبر ملصق إعلاني تم توزيعه داخل أسوار عدد من المؤسسات التعليمية التابعة لمديرية إقليم النواصر.

ونقلت مصادر مطلعة لجريدة”المغربي اليوم”، أن عددا كبيرا من التلاميذ حجوا إلى الفضاء الخاص قصد الاستفادة من النشاط المفترض، إذ أن عدد منهم كان يتوفر على تذكرة توصل بها داخل المؤسسة التعليمية التي يدرس بها بعد أدائه لمبلغ مالي قدره 10 دراهم، في حين البعض الآخر أدى ثمن التذكرة بعين المكان، قبل أن يتفاجأ الجميع بفرار الأشخاص المسؤولين عن النشاط إلى وجهة مجهولة ومعهم المبالغ المالية المستخلصة.

وأكد شهود عيان، أن سوء تنظيم النشاط كان بينا للعيان، إذ عمل المسؤولين بداية على إدخال أعداد مهمة من التلاميذ المتوفرين على التذاكر إلى إحدى القاعات المتواجد بداخل الفضاء إلى أن امتلأت عن أخرها، في حين بقيت أعداد أخرى خارج القاعة تنتظر دورها في الولوج إلى القاعة المذكورة ما تسبب في خروج الأمور على السيطرة، واختلاط الحابل بالنابل.

وأشارت بعض المصادر، إلى أن الحفل استمر لمدة لم تتجاوز 5 دقائق فقط، قبل انطفاء الأضواء وحدوث تدافع نتج عنه غثيان إحدى التلميذات، في الوقت الذي بقيت فيه أعداد مهمة خارج القاعة ما نشب عنه فوضى عارمة قبل أن يتفاجأ الجميع بفرار المسؤولين عن التنظيم نحو وجهة مجهولة بعضهم يشتبه أنه ركب دراجة نارية.

وعبر عدد من أولياء الأمور خلال تواصلهم مع الصحيفة عن امتعاضهم الشديد من الطريقة”المشبوهة” التي تم من خلالها استدراج أبنائهم من أجل حضور نشاط فني تبين في أخر المطاف أنه نشاط “وهمي”، وذلك بعد تأديتهم لمساهمة مالية تقدر بـ10 دراهم، اعتقادا منهم أن النشاط سينظم داخل أسوار المؤسسات التعليمة، أو أنه تحت إشراف وزارة التربية الوطنية على أبعد تقديرمادام توزيع الاعلانات الترويجية تم داخل المؤسسات التعليمية.

من جهته نفى المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بالنواصر توفيق العمراني، في تصريح خص به الجريدة، أن تكون للمديرية علاقة لا من قريب أو بعيد بأي نشاط من هذا القبيل، مؤكدا أنه لا وجود لأي شراكة أو اتفاقية أو تنسيق مع الجهة المنظمة لهذا النشاط “المفترض”.

هذا في الوقت الذي دخلت فيه السلطات المختصة بالمنطقة على خط الأزمة التي خلفت استنكارا واسعا، إذ أكدت مصادر أمنية للصحيفة أن التحقيق جاري من أجل البحث والتدقيق في كافة المعطيات المتوفرة، وذلك من أجل كشف ملابسات الواقعة وكذلك كل المتدخلين في العملية.

وبالعودة للإعلان الموزع على التلاميذ الذي اطلعنا على نسخة منه، بحيث أن هذا الاخير لا يتضمن اسم أي جمعية، وإنما اقتصر على وضع اسم “مبهم” ولا يحدد الجهة التي ينتمي إليها، بالإضافة للانشطة التي كان من المرتقب أن يتخللها النشاط، كما يتوسطه صورة “كلون” إلى جانب شخصية كارطونية معروفة، كما يتضمن في جزئه العلوي صورة لوجه طفلة صغير، أما في أسفل الإعلان فنجد الرقم هاتفي والثمن المحدد في 10 دراهم، إلى جانب عبارة جاء فيها “جميع المناسبات والحفلات وأعياد الميلاد والمناسبات”.

كل ما سبق ذكره يجعلنا نرجح فرضية مفادها أننا أمام مجموعة من الأشخاص يمتهنون الأنشطة “الفنية” كما يتبين من خلال العبارة المذكورة سابقا، ولا علاقة لهم بالعمل الجمعوي، بمعنى أنهم لا يتوفرون على أي قانون أساسي أو إطار رسمي يمنحهم الحق في توزيع إعلاناتهم داخل المؤسسة واستدراج التلاميذ، والراجح أيضا أن لا شراكة تربطهم مع الوزارة المختصة، كما جاء على لسان المدير الإقليمي.

وبناءا على كل ما سبق ييبقى التساؤل مطروحا عن الجهة التي من المفترض أن تتحمل مسؤولية ما وقع؟ ومن سمح لممثلي هذا الكيان “المجهول” بولوج المؤسسات التعليمية وتوزيع المنشورات على التلاميذ؟ ومن يحمي حرمة المؤسسات من الأيادي المشبوهة والراغبة في استغلال الأطفال بدافع “مبهم”و غير “واضح”؟

الكثير من الأمور غير واضحة بخصوص هذا الموضوع تنضاف للمشاكل التعليمية الكثيرة التي يعيشها الشأن التعليمي بالنواصر، وفق تعبير جمعوين بالمنطقة، والتي لم تستبعد بناءا على كل المعطيات المتوفرة، أننا أمام عملية “نصب” متكاملة الأطراف، تم الاستعانة فيها بالمؤسسات التعليمية، ووقع ضحيتها أطفال بينهن فتيات تكلفوا عناء التنقل إلى الفضاء المذكور رغم أنه بعيد عن مقرات سكناهم في أجواء حارة وفي غياب أي وسيلة نقل، الأمر الذي يستدعي حسب المتحدثين أنفسهم فتح تحقيق عاجل ومعمق حول الواقعة لكشف حقيقة ما وقع، والضرب بيد من حديد على من سولت لهم أنفسهم النصب على الثلاميذ.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *