مراكش “كعكة” يتقاسمها الغرباء ومصلحة المدينة خارج الحسابات
عادل سبادي
بعد شكاية المواطنين المتعددة و المقدمة للسلطة و المجلس الجماعي في شخص النائب المكلف بالانارة العمومية، و التي تتعلق بمشكل انعدام الانارة بمقاطعة المدينة القديمة مراكش، حيث اصبحت تشكل خطرا كبيرا على الساكنة، تم التجاوب مع هذا الطلب و خرجت لجنة مختلطة بناء على طلب المجلس لتقوم بمعاينة هذه المشاكل في جميع الدروب و الازقة و الاحياء و بدون استثناء، حيث تأكد ان المشكل يعود للحاضرة المتجددة ، أي المشروع الذي اطلقته العمران و الذي تتبرأ منه حاضرة الانوار و ترفض تسلمه للتجاوزات المحتملة فيه و لعدم مطابقته لما تفرضه هذه الاخيرة من شروط تقنية في المصابيح و لوازمها ، و من تم ألزم نائب العمدة كمال ماجد ادارة العمران معالجة هذا المشكل في أقرب الآجال حتى لا تعيش الساكنة في الظلام و بشروط تحترم دفتر تحملات حاضرة الانوار، و لكون العدد المطلوب كبير جدا تم الاتفاق على إصدار صفقة من طرف العمران لأصلاح الانارة العمومية بالمدينة القديمة بمعايير جد عالية و شروط اتفق عليها مع المجلس الجماعي و باقي الاطراف.
فعلا تم الاعلان عن فتح الاظرفة من طرف مدير العمران مع احترام الشروط المقررة ، وبعد ذلك و قبل انتهاء الاجل بيومين تم تغيير بعض الشروط في دفتر التحملات لكي تحصل الشركة x على الصفقة و بدون منازع، و لا تقدم باقي الشركات عروضها ، و هذا ما وقع بالضبط، حيث ان الصفقة يفوق ثمنها مليون درهم … ولكن السؤال لماذا لم يتدخل والي جهة مراكش لإنهاء هذه المهزلة؟
ولماذا لم تتدخل العمدة و وزيرة التعمير و الاسكان؟
لقد تم تغيير بنوذ الصفقة لتحصل عليها شركة معينة و تحرم باقي الشركات، و كذلك ثمن الصفقة الذي يظهر انه غير كافي لإنهاء مشكل الانارة بالمدينة القديمة و ستعود حليمة الى عادتها القديمة، هل اصبحت مراكش كعكة يتقاسمها الغرباء بينهم و مصلحة المدينة غير مهمة، من سيقف لمدير العمران الذي اصبح يوجه مشاريع المدينة؟؟؟
هذه الصفقة شابتها عدة خروقات و من اهمها عنوان موضوع الصفقة
” ترميم وإنارة المدينة القديمة” عندما يقوم اصحاب الشركات بالبحث في موقع الصفقات العمومية عن الانارة العمومية او اشغال الصيانة الكهربائية لن يصل الى هذه الصفقة، وهذا سيساعد على نقص عدد المتنافسين.
كما انه عند النظر في هذا العنوان تجد كلمة” ترميم” فتحسب انه يتعلق بأشغال الترميم و بالتالي لن تدخل لتحميله، و بالتصفح في دفتر التحملات السابق قبل التعديل تجده ألزم الشركة ب”la classe” الخاصة بالانارة العمومية و الخاصة بأشغال التبليط و هنا ستنسحب الشركات الغير المتوفرة على هذه الشروط، ثم نجد ان دفتر التحملات يطلب تقديم تصديق حاضرة الانوار على العينات المطابقة لما تفرضه هذه الاخيرة في دفتر تحملاتها قبل فتح الاظرفة، و الذي استغني عنه بعد التعديل ، وهذا الشرط لأجل رفع أثمنة العروض من طرف الشركات المشاركة و التي “تحترم شروط حاضرة الانوار” .
و بعد فتح الاظرفة نجد ان الشركة التي كانت الصفقة مفصلة عليها لا تتوفر على الشروط السابقة قبل التعديل كما ان جدول الاثمنة الخاص بها كان جد منخفض بالمقارنة مع ثمن العروض المقدم من الشركات الاخرى ، و مع ذلك تم قبوله و الإعلان عن فوز صاحبة هذا العرض بالصفقة، دون اعتبار المراسلات التي تقدمت بها حاضرة الانوار التي لا تعترف بهذه الصفقة و تحتج على الطريقة التي مررت بها دون اطلاعها على دفتر التحملات و المصادقة عليه تقنيا و المصادقة على العينات بصفتها المسؤولة على الانارة العمومية طبقا للقرار الولائي الصادر في الموضوع.
و في هذا الصدد تم اجتماع بعد ذلك بولاية مراكش بحضور جميع الاطراف المعنية بالامر من اجل تدارس هذه الصفقة و الاخلالات التي شابت اصدارها، فتقرر إلغاؤها في محضر رسمي ، هذا المحضر الذي وقع عليه ممثل شركة العمران دون اعتبار ما جاء فيه ، فهل هذه قوة منه أم انه فوق القانون أو أنه يتقوى بقربه من وزيرة التعمير الاستاذة فاطمة الزهراء المنصوري ، او أنه فوق القانون، تساؤلات عدة نبحث عن جواب لها، فلازلنا ننتظر إلغاء الصفقة المشبوهة ، و سنطلع الرأي العام على كل جديد في الموضوع.
يتبع....