وا أسفي … !!! على طاجين آسفي
محمد عبد الله غلالي
في يوليو 1999 ، تجمهرت كل فعاليات مدينة آسفي سلطات ومنتخبين وفاعلين في مجالات السياحة والمجتمع المدني ، واجتمعت أكثر من 200 امرأة مغربية لإعداد وليمة ضخمة أطلق عليها “طاجيني”. كوليمة من أكلة السردين الشعبية المحببة بقلب مدينة آسفي ، حيث تم إدخال الطاجين العملاق في كتاب غينيس للارقام القياسية العالمية. وقد احتاج تحضير الوجبة الضخمة إلى 12 طنا من السردين و 500 كلغ من الدهون الحيوانية.
المكان نفسه الذي أُعد فيه عيد السردين منذ 23 عاما . يبلغ طول الطاجين 4،5 أمتار ، ويبلغ قطره 6.3 أمتار ، مما يجعله رائع المظهر فاقت شهرته الحدود . وفي الواقع ، فإن التقاط صورة الطاجين الضخم اليوم هو من بين الأشياء التي نؤاخد عليها المسؤولين بآسفي بعدما تم إهماله بشكل مقصود من طرف من أسندت لهم أمور المدينة من سلطات ومنتخبين ورجال أعمال وهيآت سياحية .
فالصورة التي أصبح عليها طاجين آسفي بعدما علاه الصدأ واقتلعت واجهته الأمامية مما تبعث عن الحسرة والتدمر ، لما آل إليه الطاجين الذي اكتشفه العالم ، وأعطى صبغة سياحية جميلة للمدينة “عاصمة السردين” ودخل كتاب غينيس للأرقام القياسية العالمية بفضل تضامن الحرفيين المهرة في صناعته من خزف آسفي و نحثه ورسمه بأنامل المهنيين ليبقى شامخا عبر الأجيال. وأصبح نقطة ضوء في إرث سوسيواقتصادي لكل المسفيويين . دون نسيان عبد العزيز لمودن الفاعل الجمعوي الحائز على شهادة “غينيس للأرقام القياسية تقديرا له واعتبارا لصناعته التقليدية الشهيرة (للطاجين) المؤثث لجمالية فضاء ساحة محمد الخامس بآسفي , وكذا صاحب متحف المدينة العتيقة .
ومن المثير للاهتمام أن أكبر طاجين في العالم يشكو حاليا من انعدام الصيانة و لم يعد مصدر اهتمام المارة أو التقاط بعض الصور ، بعدما كنا نجتر ذكريات التدشين ونتخيل الزحام والضجيج في عام 1999 عندما تم إعداد الوجبة ، وهناك الكثير من الأشياء الأخرى التي بدأت تفقد بريقها على ضوء شهرة الطاجين كزيارة ورش عمل الفخار التاريخية ومشاهدة الحرفيين المهرة في العمل. لكن يأسف كل من شاهد الطاجين القابع بساحة محمد الخامس على ما هو عليه اليوم ليقول : وا…أسفي !!!على آسفي اليوم ، بعد ما آمشى الطاجين في حماكم .