3 نونبر 2024

ريان حكاية مغرب نزل بكل طاقته لإنقاذ الصغير.. لكن وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين

ريان حكاية مغرب نزل بكل طاقته لإنقاذ الصغير.. لكن وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين


شكلت وفاة الطفل ريان أورام صدمة للجميع، لكن ورغم وقع وألم الفاجعة شاهد المغاربة والعالم كيف تجندت كل السلطات المغربية لتوفير كل ما يلزم لإنقاذه ولم تدخر جهدا في ذلك حتى تبللت الجباه والملابس بالعرق.
منذ أن بلغها الخبر حركت السلطات المغربية مركزيا ومحليا أسطولا من الجرافات والمعدات الثقيلة والوسائل المتطورة، ولعل كل من شاهد تعليقات الخبراء في مثل هكذا تدخلات عبر مختلف القنوات العالمية تأكد بأن المسؤولين المغاربة قاموا بالواجب وزيادة في مثل هكذا مواقف، بل حتى طريقة الحفر والتدخل ومدى صحتها وعلميتها أشاد بها كبار الخبراء من خلال القنوات العربية كما الأجنبية.
صحيح أن إرادة الخالق عز وجل ليس فوقها إرادة، لكن مع ذلك جند المسؤولون على اختلاف مواقعهم ومراكزهم كل الإمكانيات والخبرات اللازمة للحيلولة دون حدوث مكروه لريان وهذا هو ما يعزي النفس قليلا، أي أن الدولة المغربية لم تبخل بأي شيء لإنقاذ إبنها ولم تهمل في نجدته، بل هو وبشهادة العديدين تدخل غير مسبوق في تاريخ البلد الذي لم يسبق أن سجل فيه حادث من هذا القبيل.
إن من يهب الروح ويقبضها هو الله عز وجل وما على الأفراد أو الدول سوى الأخذ بالأسباب ومحاولة إنقاذ الأرواح لكنك تريد والله يريد وإرادة الله أقوى من إرادات الدول وإمكانياتها ولا اعتراض على قضاء الله.
لأكثر من خمسة أيام دون نوم وفي قمة الإجهاد والتعب والسهر حرص الدركي إلى جانب زميله في القوات المساعدة والمهندس وسائق الجرافة وحفار الآبار والعامل والوالي والإدارة المركزية وجنود الواقع والخفاء بل إن ملك البلاد شخصيا أعطى أوامره ببذل الكثير من الجهود وتسريع محاولات الوصول إلى ريان مهما كلف ذلك من ثمن وجهد وإمكانيات لأن قيمة مواطن وطفل مغربي غالية جدا وتساوي الشيء الكثير.
لقد كسب المغرب ملكا وشعبا شرف المحاولة بل شرف المحاولات حبا في ريان الذي زاد من لحمة والتفاف المغاربة حول شخصه والذي هو التحام حول الوطن، ولم يكن هناك أدنى تقصير بشهادة القاصي والداني والعدو قبل الصديق وكل الموضوعيين دون التوقف عند بعض الشواذ من المرضى القلة التي لا يعجبها أي شيء كل المغاربة مقتنعين اليوم رغم ألم امرأة الحادث والابتلاء الإلهي بأن ما يجب أن يفعل في حكاية مثل حادث الطفل ريان فعل لكن العبد في التفكير والرب في التدبير، ليس بالإمكان أكثر مما كان لله ما أعطى ولله ما أخذ وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين الذي اختار إلى جواره هذا الصبي الذي صلى ودعى له كل البشر وتوحدت حوله الديانات والمذاهب وكل البشر في مختلف البقاع.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *