“الكوبل الفيلالي” أو “الراقصة” و”الطبال” حينما تتحول خيانة الوطن إلى هوس وإدمان
“”الراقصة” و”الطبال”، فيلم مصري شهير ومناسبة الحديث عنه ثنائية الراقصة والطبال التي بات يقابلها في الواقع المغربي اليوم بشكل حقيقي حكاية “اليوتوبيين” دنيا وعدنان الفيلالي الانتهازيين اللذين يجهلان الكثير ولا يجيدان أي شيء، سوى انتهاز المواقف للعيش منها، من خلال تلميعها أمام الجمهور الذي تبهره الألوان فالراقصة باحثة عن الشهرة والمال بأي طريقة وبأي معزوفة غنائية وكذلك يجاريها الطبال.
بات إغراء “يوتوبي اليومي”، يسيل لعاب “الكوبل الفيلالي”، دنيا وعدنان يركضان وراء دريهمات “اليوتيوب”، حد الهوس والإدمان المرضي لدرجة فعل أي شيء حد التحول الوهمي ل”معارضين” رغم أن مفهوم المعارض السياسي في العالم بأسره هو ذلك الشخص الذي يجر وراءه تكوينا سياسيا وخلفية رصينة وكون رصيدا وتراكما قد يحترمه حتى خصومه فما هو رصيد “الكوبل الفيلالي”، وما هو مسارهما السياسي و”النضالي”… الذي قد يجعل دولة أو أي نظام بجلالة قدره يستهدفهما فهما لا يعدوان عن كونهما مجرد “كومبارس”، في مسرحية تبث عبر “يوتيوب”، تدغدغ عواطف المراهقين وبعض عشاق “الحلقة”، رغم أن فن “الحلقة”، أشرف مما تقدمه الراقصة والطبال.
الثابث في الأشياء أن من يبيع وطنه لا ثقة فيه أبدا ولن تثق فيه أية دولة مهما “استغلت” وضعيته كلاجئ سياسي”، ففي منطق الرياضيات من يبيع وطنه قد يهون عليه بيع أي شيء آخر وقد يعض حتى يد الدولة التي منحته صفة “لاجئ” ما دام باع وطنه فأي مقابل هذا الذي يجيز بيع الوطن؟؟؟ وكم هو الثمن الذي قد يدفعه شخص لشراء الانتماء للوطن وتملك هوية البلد؟؟؟ بالطبع لاشيء ولا كنوز الدنيا تشتري شبرا داخل الوطن ولا بأس من التذكير بالمقولة الشهيرة “الوطن ليس فُندُقاً نُغادِرُه حين تسوء الخِدمة”، فحتى أشد وأشرس المعارضين المغاربة رغم أنه لا قياس مع وجود الفارق كانوا يعارضون هنا داخل الوطن مهما كلفهم ذلك من ثمن ولعل ما يحضر بقوة في هذا السياق ما رواه القيادي اليساري عبد الهادي خيرات حينما كان يجاور القيادي الاتحادي البارز عبد الرحيم بوعبيد في السجن يقول خيرات: “أذكر أني لما كنت أملي على السي عبد الرحيم التصريح الذي كان سيدلي به أمام المحكمة. فحدث أن قال في معرض حديثه: كما قلت لصاحب الجلالة، فابتسمت وقلت له، هل تبقي على هذه الصفة وحتى وأنت داخل الزنزانة. فاجأني بوعبيد بالقول “هذه الصفة لملك البلاد وفي ذات الوقت رئيس دولتها. وعبد الرحيم عندما يقول ذلك خارج السجن فلأنه مؤمن بما يقول: أما اليوم فداخل السجن فعبد الرحيم هو.. هو، لن يتغير وليشهد التاريخ أن الاخرين هم الذين تغيروا”. من هذه الطينة والعيار الثقيل كان المعارضون الصادقون وليس “السلاكط”، كدنيا وزوجها اللذين لم يطلهما أي سوء داخل الوطن ليتهجما عليه بتلك القذارة والوضاعة وتخول لهما أنفسهم المريضة أنهما سيزعزعان شعرة من رأس دولة عمرها 12 قرن ضاربة في جذور التاريخ ولا تهتم لزيادة عدد الخونة “جهنم وبئس المصير”.
محاولة دنيا وعدنان طلب اللجوء إلى فرنسا بات لعبة مكشوفة تفضح سيناريو الخيانة مكتملة الأركان فكل من يحاول اللجوء لفرنسا اليوم هو شريك في الجريمة وعميل من درجة عالية يقدم خدمات لفرنسا الإستعمارية التي يشدها الحنين ولم تستسغ بعد أن مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس وتحاول في أي فرصة سانحة باستعمال الخونة ابتزاز المغرب بشتى الطرق رغم أنه زمن ولى، ففي سنة 2022 بات شعار المرحلة هو الوضوح ولم تعد المملكة المغربية الشريفة تقبل أن يتم ابتزازها من أي كان ولم يعد مسموحا لفرنسا أن تقدم الدروس في وقت باتت هي بحاجة لتلقي الدروس.
سيبقى المغرب مكانه شامخا وسترمى دنيا وعدنان الفيلالي إلى مزبلة التاريخ فمن يخون مرة قد يخون ألف مرة ونهاية كل خائن معروفة والتاريخ حافل بهكذا قصص ولعل السؤال المحير الذي لن تجيب عنه الراقصة والطبال لماذا لم تنتقد نظام البلد الآسيوي الذي كانت تقيم لديه وهل لديها الجرأة لانتقاد البلد الذي تخطب اليوم وده وترتمي في أحضانه طبعا لا وألف لا.