أمم إفريقيا.. الكاميرون تواجه تهديد المنع من تنظيم البطولة مجددا
بعد أن حُرمت الكاميرون من استضافة كأس الأمم الإفريقية عام 2019 لعدم جاهزيتها، تواجه مجددا الأمر ذاته في بطولة 2021 المقرر انطلاقها بعد أيام بمشاركة 24 منتخبا.
كأس الأمم الإفريقية الماضية كان مقررا لها أن تقام في الصيف بالكاميرون عام 2019، لكن مخاوف من عدم جاهزية المنشآت والمرافق بالإضافة إلى الطقس السيئ صيفا، أجبرت “كاف” على سحب التنظيم من بلاد الأسود.
قرر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم إسناد التنظيم إلى مصر قبل أشهر من بداية المسابقة، لتنجح مصر في تقديم صورة مبهرة للبطولة القارية الكبرى تضاهي أهم بطولات العالم.
حظيت مصر بشرف تنظيم أول بطولة تضم 24 منتخبا في تاريخ كأس الأمم الإفريقية، وهو الأمر الذي يتطلب عددا أكبر من الملاعب والمرافق والفنادق لاستيعاب 8 منتخبات أكثر من المعتاد في البطولة التي كانت تقام بمشاركة 16 منتخبا فقط.
وقبل بطولة أمم إفريقيا المقرر انطلاقها يوم 9 يناير المقبل وحتى 6 فبراير، ظهر تهديد جديد للكاميرون ينذر بسحب التنظيم مرة أخرى، أو تأجيل البطولة، وربما الإلغاء.
هوغو زوف، الخبير الصحفي بالكرة الإفريقية، يقول في حديث لـ”سكاي نيوز عربية”: “القرار الآن انحصر بين خيارين لا ثالث لهما بخصوص أمم إفريقيا، أولهما ليس في مصلحة الكاميرون”.
ويضيف زوف: “هناك اقتراح بإقامة البطولة في موعدها لكن بنقلها إلى قطر بعد أن نجحت في تنظيم بطولة كأس العرب، ومن أجل المزيد من التجارب لبطولة كأس العالم 2022”.
وعن الخيار الثاني قال زوف: “الاحتمال الآخر هو تأجيل البطولة لتقام بعد انتهاء الموسم الحالي في أوروبا، ربما في مايو أو يونيو على أقصى تقدير”.
وكانت رابطة الأندية الأوروبية قد طالبت بعدم إقامة كأس الأمم الإفريقية في موعدها بمنتصف الموسم نظرا لتأثير ذلك على اللاعبين المحترفين في أوروبا، وخطورة انتشار فيروس كورونا في هذه البلاد أيضا.
لكن الكاميرون ردت بأن حالتها أفضل من إنجلترا فيما يتعلق بانتشار فيروس كورونا، وتمسك الاتحاد الكاميروني برئاسة صامويل إيتو أسطورة كرة القدم في بلاده بإقامة البطولة في موعدها.
الاجتماع الأخير لكاف مع ممثلي “فيفا” لم يسفر عن قرار، بعد أن تم طرح كل الخيارات خلاله، ليتم تأجيل الحسم لعدة أيام، وسط ترقب عالمي شديد حول مصير المسابقة الإفريقية.
الكاميرون واجهت مصير كولومبيا عام 1986 بالفعل عندما سُحب منها تنظيم بطولة أمم إفريقيا 2019، لكنها معرضة للأمر ذاته في البطولة التالية.
كولومبيا كانت البلد المستضيف لكأس العالم 1986 قبل أن تمنعها الظروف الاقتصادية من هذا الحق، ليتم اختيار المكسيك لنيل شرف التنظيم عام 1983.
لكن المختلف هذه المرة بالنسبة للكاميرون هو تمسكها بالتنظيم وإعلان الاستعداد التام لاستضافة كل المنتخبات الإفريقية بجماهيرها في البطولة، بينما كانت كولومبيا هي من تخلت عن التنظيم.
الكاميرون ليست هي الدولة الوحيدة التي سُحب منها تنظيم البطولات الكبرى، كما أن كأس الأمم الإفريقية ليست فقط هي البطولة التي يتم الحديث عن تأجيلها.
بطولة يورو 2020 تم تأجيلها إلى 2021 بسبب انتشار فيروس كورونا في أنحاء العالم العام الماضي، لتقام المسابقة بحضور الجماهير بعد انتصار جزئي للبشرية على الوباء الذي أغلق الكثير من دول العالم وحظر التجوال بها.
كأس كوبا أميركا الأخيرة كان مقررا لها أن تقام في الأرجنتين وكولومبيا بعد أن تم تأجيلها أيضاً من عام 2020 إلى 2021، لكن “كونيمبول” قرر سحب التنظيم من بلاد التانجو.
كولومبيا كانت في ملف التنظيم المشترك قبل أن يتم استبعادها بسبب اضطرابات اجتماعية وسياسية، لتنفرد الأرجنتين بالتنظيم لكن أيضاً تم سحب التنظيم لما وصفه اتحاد أمريكا الجنوبية آنذاك بالظروف التي تعيشها البلاد، وتم نقل البطولة إلى البرازيل، لكن توجت بها البرازيل بقيادة ميسي.