خبير مغربي يعرض مجانا وصفة لوقف العنف المدرسي ووزارة بلمختار ترفض التجاوب
كشف رشيد المناصفي، دكتور متخصص في الأمن وعلم النفس الإجرامي، مباشرة بعد انتشار فيديو لشجار بين أستاذ وتلميذ داخل مؤسسة تعليمية بتاروادنت، أن وزارة التربية الوطنية وعلى عهد الوزير رشيد بلمختار، اتصلت به للاستعانة بخبرته في مجال التقليص من العنف المدرسي “وبعد أن لبيت ندائهم وتنقلت عدة مرات من مراكش إلى مدينة الرباط لهذا الهدف النبيل وقدمت أفكارا ومقترحات للحد من العنف المدرسي وبرامج تلفزية و كبسولات خاصة بذلك نظير ما تعمل به عدد من الدول الأوروبية التي زرتها”.
وأضاف الخبير المغربي في تصريح لـ”المغربي اليوم”، “وبعد أن أفرغت كل ما في جعبتي من مقترحات لم أجد تجاوبا من طرف المسؤولين بوزارة التربية الوطنية بل كان جوابهم صادما لي بعد أن قدمت لهم مئات المقترحات الغنية والقابلة للتطبيق بأقل تكلفة بكون المشروع الذي تقدمت به يجب أن يمر عبرة مسطرة طلب عروض لكن إذا كان الأمر على هذه الشاكلة لماذا ضيعتم وقتي واستدعيتموني من البداية للاستعانة بخبرتي”.
وزاد المناصفي قائلا، “أثناء تمدرسنا خلال فترة الستينيات أو الثمانينيات كان هناك تقدير خاص للمعلم وكانت للمدرس مثل هيبة الوزير عكس ما يحدث حاليا إذ هناك تراجع سواء على مستوى بروفايل المعلم أو التلميذ أو الوزير الوصي، لذا أقترح أن لا يبقى الوزراء يسيرون الدولة أو كل القطاعات، كل قطاع يجب أن يعين على رأسه مدير عام يسيره تتم محاسبته سنويا في حين أن وزيرا يمضي ولايته دون أن يكترث لحصيلة عمله أو أداء القطاع الذي كلف به وأغلبيتهم غير مؤهلين للمناصب التي يشغلونها وجلهم يدفع بأبنائه نحو المدارس الخاصة أو الخارج ولا أحد منهم يدرس إلى جانب أبناء الشعب ما يعني أن الجودة غائبة”.
واستطرد الخبير المغربي قائلا، “في الحالة المغربية وفي غياب جامعات ومدارس في المستوى نجد أنفسنا أمام مجتمع غير واعي وغير منظم وغير مؤهل للرقي بالبلد وتطويرها، والدليل على صحة كلامي أنه عوض بناء المعامل والمدارس نشيد السجون، أي 14 سجنا من الطراز العالي على حد تعبير ابن كيران وأن نفتخر بذلك، معطى آخر عدد من المدارس تلاشت وأصبحت في خبر كان نحو 200 مدرسة أغلقت وما تبقى منها لا تتوفر فيها الشروط الأساسية لتعليم سليم”.
وختم المناصفي تصريحه بالقول، “إن الأساس الذي تبنى عليه أي دولة قوية أو أي اختيارات حكومية هو جودة التعليم أي أن الشعب يجب أن يكون متعلما وتتوفر له جميع الشروط لذلك، إلى جانب الاهتمام بالجانب الصحي للمواطن أي توفير المستشفيات بجانب العدل والأمن وهي خيارات لا محيد عنها لتقدم البلاد ففي دولة السويد لما تم تعليم كافة أبناء الشعب لم يعد هناك أي سجن داخل البلد ووصل الناس هناك لمستوى متقدم من الثقافة عكس بلدي للأسف”.