أسبوع الانتخابات المهنية بالمغرب… انتخابات عادية بطعم استثنائي
عادل الساخي
الانتخابات المهنية لاختبار مناديب العمال بالقطاع الخاص تجري على قدم وساق ببلادنا، وخلال هذا الشهر يمارس الأجراء امتحانا ديمقراطيا تنص عليه قوانين الشغل ببلادنا لتأطير علاقات تعاقدية لبيئة مهنية نظيفة ومتوازنة.
ومؤسسة مندوبي الأجراء آلية ديمقراطية حداثية لتأطير مناخ الشغل، وتسمح بمشاركة الأجراء في الحياة اليومية للمقاولة ببعد تشاركي لحماية حقوق الأجراء من جهة، ومن جهة أخرى للمساهمة في تنشيط محيط العمل بقوة اقتراحية تروم حماية المقاولة من شطط التدبير.
وتساهم مؤسسة مندوبي الأجراء في تيسير وتنشيط كل حوار داخل المقاولة أو المؤسسة بما يضمن حقوق العمال ويضمن حلولا لما يمكن ان تعترض المقاولة من صعوبات.
كما لمندوبي الأجراء الحق في التدخل لحل المشاكل الفردية اليومية للعاملات والعمال، وبذلك تعد آلية قرب لخدمة الشغيلة، وشريك قانوني داخل المقاولة بما يضمن تدبيرا تشاركيا غايته حماية المقاولة والمؤسسة من خلال حماية القانون داخلها، وخدمة مطالب الأجراء المشروعة والقانونية.
ويمر التمرين الديمقراطي العمالي في ظروف استثنائية فرضتها الجائحة التي ضربت العالم، وأظهرت بالملموس نفاذ الرؤية التي تشجع على رعاية البعد الاجتماعي، وتوطيد الخدمة الاجتماعية.
وعانت المقاولة كما عانى الأجراء من آثار هذه الجائحة، لكنها أظهرت معدنا أصيلا في الصبر والتكافل خلال هذه الفترة العصيبة، وبالرغم من وجود استثناءات شاذة لا يقاس عليها، فإن تكاثف الجهود بين الأجراء والمقاولات أظهر ضرورة التمسك بآليات الحوار ، ومنها مؤسسة مناديب الشغل، وتشجيع انتظام الأجراء داخلها، باعتبارها فضاء الحوار المؤسساتي الذي يساهم في إرساء السلم الاجتماعي على قاعدة حفظ حقوق العاملات والعمال.