2 نونبر 2024

طيور الظلام وخونة الوطن

طيور الظلام وخونة الوطن

“مُضطر أخاك لا بطل” يا سيد بوشامة. ثِقْ أننا لا نكتب حتى نتأكد، وأنه لا مصلحة لنا في إحراجك أمام أصدقائك في المغرب وإيطاليا وفي قطر. لكن عندما تنشر تكذيب كاذب، فإننا نضطر للإجابة على أكاذيبك بحقائق جديدة.

لقد عبرتُ لك صادقا في إحدى المقالات عن إعجابي بمنشوراتك، بل دعوْتُ لتشجيع تجربتك وموقعك الفتي، حتى لا تسقط في أيدي طيور الظلام. و ذلك قبل قراءتي لإعترافك في إحدى تدويناتك، بأن الموقع هو قطري الهوى، وأنه تم تعيينك و بأن الجريدة لن تصدر من قطر، بل من إيطاليا. وهو ما أثار فضولي، فلاحظت تطابقا شديدا بين موقع “ع.ي.ب” وموقع “ع.ي”. خاصة في الشعار و اللوغو.
و بالمناسبة فقد تم توقيف جريدة وموقع “ع.ي” بقرار من المحاكم الكويتية، بعد ان سُحبت الجنسية الكويتية من صاحبيْ الموقع و الجريدة وهم قطرييّن. فهل يتعلق الأمر بتعاون مع القطريين أصحاب الجريدة الكويتية ؟ ومادام الأمر يتعلق “بتعيين” فيعني أن من يحدد الخط التحريري للموقع هو القطريين أصحاب الموقع الحقيقي. أي من يدفع لك المرتب الشهري، أم أنك تشتغل بدون مقابل، وفي سبيل الله.

و يبدو أنك تعجلت “سي بوشامة” في قراءة الفقرات التي تخصك وتعجلت في الرد ايضا. فأنا لم اسألك عمن دفع لك ثمن التذاكر وغرف فنادق الرباط في مارس سنة 2017، بل كان سؤالي كالتالي اذا كان الهدف من زيارة الفيدرالية العامة هو “الوشاية” بفاعلين دينيين مغاربة بايطاليا ومحاربة الفساد والريع. فمن دفع ثمن تذاكر الطائرة وغرف الفنادق؟ قد تكون الفيدرالية وقد تكون المؤسسات. لكن مول الفز تيقفز.

لم تكن هناك أي مغالطات أو تضليل. بل أنت من نشرت تكذيبا تضليليا بقولك : “لم تكن عضوا بجمعية أو أي كيان كيفما كان نوعه وشأنه و لا تربطني أية علاقة بما ذكرته بالفيدرالية العامة ولست نائبا لرئيسها !
أنا أعرف خُطورة هذه الحقيقة التي قد يضيع فيها حِيَادُك واستقلالية كل منشوراتك “النضالية” السابقة، وأنه سيكشف أن كل ما قمت به منذ سنوات من نشر لمقالات عن الشأن الديني بايطاليا وانتقاد الإطارات الدينية المغربية بايطاليا. لم يكن مبعثه الدفاع عن الرأي أو عن حرية الرأي. كقيمة إنسانية وكرأسمال فكري، بل كان دفاعك هو تضامن مع من يشاركك فكرة الفيدرالية العامة بطورينو.

كما أعرف أن هذه الحقيقة قد تجعلك تفقد صوابك و تلعننا في السر و العلن، و قد تنشر بلاغات تكذيبية جديدة وتحاول تصديق كل أكاذيبك وتُدافع عنها وقد تحلف بأغلظ الإيمان.

لكن ماذا تقول في حقيقة مقال نشرته بنفسك في موقعك يوم 6 يوليوز 2017. هل تستطيع تكذيب هذا الخبر المنشور بقلمك أنت وفي موقعك أنت قبل أن يتم تعيينك من طرف القطريين على موقع “ع.ي.ب” …؟ إحْك لنا عن الإقامة في أعظم فنادق حي الرياض بالرباط. التي دفعت ثمنها المؤسسات المغربية من أموال دافعي الضرائب ؟ صِفْ لنا ما لذ وطاب من مأكولات الضيافة ؟ ماهو شعورك وأنت تُحَلِل الاستفادة من الريع ؟ فهل من تكذيب ؟

و مادمنا في إطار المكاشفة، فإني أقول لك شيء آخر. سهل جدا أن يتعرف على حقيقتك أي كان. و يكفي الاطلالة على “الشبكة” و الصور المرفقة. وكما نلمس اعتزازك بكل ما هو خارجي وخاصة من تونس حيث زملائك في الفدرالية الإسلامية العامة هم من تونس الشقيقة، كما كان يزوركم و يحتفل معكم قنصل تونس بايطاليا. فهل من تكذيب؟

إن معارضتك وانتقادك للشأن الديني بايطاليا، لم يكن من منطلق “الموقف” وحماية المال العام ومحاربة الفساد والريع. بل هو مشروع انخرطت فيه منذ تأسيس الفيدرالية الإسلامية العامة. بمعنى أنك كنت تناضل من أجل تحقيق مشروع شخصي وتفجير الكونفدرالية الإسلامية من الداخل. ومن تم تقوم الفيدرالية بتعويضها. بدليل أنك هرولت إلى الرباط مع أصدقاءك في أول دعوة للريع. فهل من تكذيب ؟

إن رفعك لشعار محاربة الفساد وحماية المال العام. هو مطيتك لأهداف شخصية وامتيازات ريعية فقط. فهل تستطيع تكذيب الحملة التي أقَمْتَها بمساعدة الفيدرالية الإسلامية العامة ضد سيدة تعمل في الترجمة وتقديم الاستشارة في قلعة سراغنة ؟ هل نسيت قولة “قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق” خاصة وأنك تقول “ما خاصك حتى خير”.
هل قدرت حجم الضرر المادي والنفسي الذي خَلفتْهٌ حَمْلتك ضد امرأة تعمل بشرف وتُعيل أسرة كاملة. و اتهامك لها بالنصب و الاحتيال ؟ ولماذا راسلت مؤسسات الهجرة ولم تقدم مذكرة اتهام للنيابة العامة ما دمت متأكدا من جُرْم السيدة ؟ وهل غاب حسك الإنساني، أم أن العائد المالي من احتكار الترجمة والاستشارة في شؤون الهجرة والمهاجرين في قلعة سراغنة قد أعمى لك البصر و البصيرة ؟

هل ترغب أن أنشر وثائق وصور تلك الحملة، وتدوينتك في “الشبكة” بخصوص نيابته للرئيس…و غير ذلك ؟
على كل حال أنصحك بعدم إنكار إنتمائك للعمل الجمعوي من خلال العمل في الفيدرالية بطورينو. لأنه عمل نبيل ولا يُقلل من شأنك ومن قلمك الواعد. لن أعُود حتى ولو عُدْت أنت لنشر تكذيبك الكاذب، فقد عرفت الناس الحقيقة. تذكر أن “الاختلاف رحمة” يا رجل.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *