شبكة جمعيات الجالية المغربية بإيطاليا تسرق الأضواء في نسخة كندا للمنتدى الاجتماعي العالمي
شاركت شبكة جمعيات الجالية المغربية بإيطاليا RACMI (راكمي) بحيوية ونشاط في النسخة الثانية عشر للمنتدى الاجتماعي العالمي التي انعقدت بمدينة مونتريال الكندية من 8 إلى 14 غشت 2016، وهي الأولى من نوعها في بلد شمال الكرة الأرضية. والتي شارك فيها – حسب بلاغ رسمي للمنتدى قدمته منسقة المنتدى كارميندا ماك لورين – في مسيرة افتتاحها حوالي “15 ألف شخص جاؤوا من 125 بلد”. وأنه تم “تسجيل 35 ألف مشارك”، و”1300 نشاط” و27 جمع تقاربي/تقاطعي.
المشاركة المغربية في المنتدى الاجتماعي العالمي بكندا
كانت المشاركة المغربية رائعة، سواء من خارج الوطن أو من داخله، بأنشطة جريئة ومتنوعة حول القضايا ذات الاهتمام الوطني والقاري والعالمي، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية والوضعية الفضيعة في مخيمات بتندوف، والسلم والسلام والامن والتنمية والمحبة والتضامن والحريات وحقوق البشر والبيئة في العالم. تلك الانشطة عرفت إشادة من طرف المشاركين من مختلف الجنسيات.
مشاركة شبكة جمعيات الجالية المغربية بإيطاليا (راكمي) RACMI
يمكن الحديث عن مشاركة شبكة جمعيات الجالية المغربية بإيطاليا من حيث بعض أنشطتها ومن حيث مساهمتها القيمة في الجمع التقاربي حول: تقرير المصير والوحدة والديموقراطية ونزع الأسلحة. الهجرة واللجوء. حقوق الإنسان. ومكافحة الحروب والعنف والارهاب والانفصال:
- جرائم ضد الانسانية في مخيمات بتندوف: نموذج المرأة والطفل
بخصوص ندوة حول “جرائم ضد الانسانية في مخيمات بتندوف: نموذج المرأة والطفل” فقد سلط الضوء منسق الشبكة ياسين بلقاسم على انتهاكات جسيمة وممنهجة تتعرض لها المرأة والطفل يوميا في مخيمات الجزائر من حيث العبودية والرق والاحتجاز والتجويع والاغتصاب، والتجنيد والاستغلال السياسي للاطفال في البروباغاندا الانفصالية كما وقع في بلدية بيزا الإيطالية في أوخر الشهر الماضي، ومطالبة الأمم المتحدة التدخل العاجل …… شارك فيها مرصد الصحراء من أجل السلام والديموقراطية وحقوق الانسان والمنتدى الكناري الصحراوي.
- حتى لا ننسى إرهاب البوليساريو
في ندوة تحت عنوان “حتى لا ننسى إرهاب البوليساريو” من تنظيم نفس جمعية وداي الذهب المنضوية تحت لواء الشبكة الجمعوية فقد قدم منسقها الوطني عرضا مستفيضا حول الوضعية الأمنية الخطيرة في مخيمات تندوف بالجزائر والاعتداءات الإرهابية التي تعرض لها مواطنون من مختلف الجنسيات المغربية الموريتانية والاسبانية والايطالية. وسلط الضوء على حالة الاحباط واليأس التي يعيش على وقعها المغاربة المحتجزين في مخيمات تندوف الأمر الذي سهل اختراقها من طرف الجماعات الارهابية ومختلف أنواع العصابات الدولية المختصة في التهريب بجميع أنواعه والاتجار بالبشر.
ومن جهته، قدم رئيس المنتدى الكناري الصحراوي ميغيل أنخيل أورتيز حالة تعرض الصيادين الاسبان لإرهاب البوليساريو، والمعاناة التي ترتبت عن هذا الفعل الارهابي لعائلات الضحايا الى يومنا هذا.
وشهدت الندوة أسئلة متعددة وتدخلات من طرف المشاركين.
وحملت توصيات اللقاء الجزائر مسؤولية جميع الجرائم التي تقام فوق ترابها من أنشطة إرهابية واجرامية ضد الأجانب، وبناءا على مشروعية التدخل الدولي الانساني لحماية المحتجزين، فقد طالب المشاركون في الندوة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وكذا المحكمة الجنائية بالإضافة الى جميع الضمائر الحية التدخل العاجل لفرض احترام القانون الدولي الإنساني وتفكيك مخيمات تندوف.
- الجمع التقاربي: لا للحرب، لا للعنف، لا للإرهاب ولا للإنفصال
في الجمع التقاربي تحت عنوان “ لا للحرب، لا للعنف، لا للإرهاب ولا للإنفصال” من اقتراح راكمي صادق ووقع العديد من الشبكات والاتحادات والكونفدراليات الجمعوية والنقابية على مشروع الوثيقة. (أنظر النص). وهذا انجاز تاريخي.
- الجمع التقاربي حول الهجرة واللجوء
شاركت راكمي بقوة في “الجمع التقاربي حول الهجرة واللجوء” باقتراحات ادراج ضمن اهتمامات المنتدى قضية الحقوق المهضومة للعمال المغاربة بإيطاليا وأسرهم من طرف البرلمان الإيطالي، وإحصاء ساكنة المخيمات ومنحهم حقوق اللاجئين، ومطالبة دول الشمال المصادقة على اتفاقية الأمم المتحدة للعمال المهاجرين وأسرهم، وضمان حرية الهجرة والحركة عبر حذف الفيزا الأوروبية والامريكية في وجه الافارقة والأسيويين، وفتح ممر إنساني في أوروبا من أجل استقبال المهاجرين الفارين من الحروب.
وعرف هذا الجمع نقاشا حادا وملاسنات بين ناشط فرنسي موالي للجزائر ومساند للتوجهات الرسمية الأوروبية حول الهجرة ومنسق راكمي ياسين بلقاسم، تدخل على إثرها نشطاء من اسبانيا والمغرب فرنسا وإيطاليا لسحب البساط من تحت توجه هذا الفرنسي الذي تبين فيما بعد أنه جاء خصيصا لمناوئة مطالب الافارقة وراكمي وجمعية المغاربة ضحايا الطرد التعسفي من الجزائر.
- مشاركة راكمي في تأسيس اللجنة الدولية لضحايا تنظيم البوليساريو
شاركت راكمي في لقاء تأسيس “اللجنة الدولية لضحايا تنظيم البوليساريو” التي أسسها مرصد الصحراء من أجل السلام والديموقراطية وحقوق الانسان والمنتدى الكناري الصحراوي والجمعية الايطالية ميطي أونلوس، التي تهدف إلى اسماع صوت ضحايا الانتهاكات والفضائع المرتكبة منذ 40 سنة دون عقاب من طرف الجبهة الانفصالية بمخيمات تندوف.
الجزائر مستمرة في التشويش واستفزاز أنشطة المنتدى
خلافا للمساهمات المغربية المتميزة فإن الجزائر قد شاركت بصفر أنشطة، واستمرت في استفزاز المغاربة عامة والمواطنين المغاربة من الأقاليم الجنوبية وأصدقائهم خاصة، وإن كانت أقل خطورة مقارنة بالاعتداء على أروقتهم في تونس في النسخة الأخيرة للمنتدى. وتم بالفعل رصد تحرشات واعتداءات لعناصر جزائرية ضد صحافيين ومناضلين مغاربة كهشام المدراوي رئيس جمعية طلبة الصحراء المغربية، وياسين بلقاسم المنسق الوطني لشبكة جمعيات الجالية المغربية بإيطاليا وحسن البوهروتي المخرج السينيمائي ورئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان والديبلوماسية المواطنة واللائحة طويلة، وتم وضع شكاية في الموضوع لدى المصالح الأمنية المحلية.
بالمناسبة، يجدر التنويه برجال الأمن الكندي بالزي المدني والرسمي الذين كانوا حاضرين في المنتدى بقوة احتياطية للردع ولفرض الأمن، الأمر الذي أفشل محاولات أخرى للإعتداء المباغث لعناصر جزائرية ضد المغاربة.
المجلس العالمي للمنتدى الاجتماعي العالمي لا يدين رفض كندا للفيزا
يسجل أن المجلس العالمي للمنتدى الاجتماعي العالمي قد تغاضى الطرف عن رفض كندا لـ 60 في المائة من طلبات تأشيرة الدخول للمشاركين، حيث اكتفى على لسان المسؤول الإعلامي للمنتدى رافييل كاني، بـ “التعبير عن أسفه” لهذا الرفض. وقد دار حول هذا “الموقف الخجول” للمنتدى نقاشا وسجالا دام أكثر من عشرة ساعات على مدار يومين في اجتماع المجلس العالمي للمنتدى – شاركت فيه راكمي كملاحظ دولي – بدون الخروج بموقف موحد وحازم حول إدانة الحكومة الكندية لانتهاكها للحق الطبيعي للإنسان في الهجرة والحركة الذي طالما يطالب به المنتدى والذي يعتبر من أهم بنود ميثاق بورطو أليغري المؤسس لعالم بديل/عالم أفضل. وأثار هذا استغراب المشاركين والملاحظين.
ويرجع موقف المجلس من قضية رفض التأشيرة – حسب العديد من الملاحظين – إلى كون “المجلس لا يدين” من جهة، ومن جهة أخرى كانت حاضرة “إكراهات الضغوط الكندية واللوبيات في الدعم المالي” للدورة الحالية المنتدى.
أفق المنتدى الاجتماعي العالمي
عرف اجتماع المجلس الدولي للمنتدى على هامش هذه الدورة نقاشا هاما حول أفق وتوجه المنتدى نحو الاجتماعي أو السياسي أو الإيكولوجي، وما بين هاته العقائد هناك من طرح ضرورة منع الأصوليات الدينية والظلامية والحركات التي تنهج العنف من أنشطة المنتدى. لكن غاب عن المجلس – حسب العديد من الملاحظين الحاضرين في الاجتماع – أنه بعيد كل البعد عن تطلعات القواعد المشاركة، وأن تواصله أصبح افتراضيا بدل من أن يكون واقعيا ومباشرا، وأن عناصره قد هرمت ولم تعد تقوى على الانتاج الفكري والتنظيمي، وأن المنتديات الإجتماعية في أروربا أصبحت في خبر كان، وأن “البديل” غير وارد عند البعض الآخر وأن تمثيليتهم أصبحت مدى الحياة كما هو سائد في العديد من الأنظمة والمنظمات اللاديموقراطية في العالم، وفوق كل هذا وذاك فإن الشفافية المالية تعتبر من المستحيلات في منتدى يتطلع إلى البديل.
وتجدر الإشارة أنه تم حصر عدد الاشخاص المشاركين والأنشطة المسجلة بناءا على التسجيل الافتراضي في موقع المنتدى وليس بناءا على المشاركة الفعلية أو الذين أدووا واجبات التسجيل.
أين ستنظم النسخة القادمة للمنتدى؟
سيحدد تنظيمها خلال شهر يناير المقبل حسب سكريتارية المجلس العالمي.
بصمات تاريخية لفعاليات مغربية مهاجرة:
شاركت كفاءات مغربية مقيمة بأوروبا متميزة بحركيتها وبرصيدها النضالي في الميدان، تركت بصماتها التاريخية في هذا المنتدى. لذا ووجب التنويه بخصالها وبنضالها، عددها قليل لكن فعلها كثير. من هم؟ واحد من إيطاليا، أربعة من بلجيكا، إثنين من اسبانيا وواحد من فرنسا معززين بثلاث طلبة من أكادير. طبعا تنويه خاص للفعاليات الصحراوية المغربية المتميزة التي أتت من العيون والداخلة. علق ناشط من البرازيل على حركيتهم بـ “أنتم أبطال نسخة كندا للمنتدى بدون منازع، هنيئا لكم وللمنتدى الاجتماعي العالمي بأنشطتكم الراقية”.