20 سنة بقيادة ملك صنع الفارق وقدم للعالم صورة مغرب جديد
ينتظر المغاربة بشغف كبير اليوم الخطاب الملكي السامي لعيد العرش المجيد لرؤية والاستماع لقائدهم وهو يعدد حصيلة ما تحقق من منجزات وخارطة طريق المستقبل، ويبقى الشوق لهذه المناسبة كبيرا لرمزيتها لدى المغربيات والمغاربة في الماضي والحاضر ولكونها ترفع لديهم منسوب الأمل بالنظر لما تحقق في عهد الملك محمد السادس من منجزات ضخمة وفي سنوات معدودة بل هناك من شبه التغيير الكلي لوجه المغرب بالمعجزة، بلد محدود من حيث الثروات والدخل ولا يملك لا بترولا ولا غازا لكنه استطاع صنع الفارق في المنطقة وتحقيق الاكتفاء الذاتي في أفق تحقيق الرفاه الكامل والعيش الرغيد اعتمادا على إرادة وذكاء وحنكة ملكه وسواعد أبنائه وبناته المؤمنين بالمشروع الإصلاحي الكبير الذي ظهرت معالمه منذ سنة 1999.
لقد قدمت الخرجة الإعلامية الأخيرة للمستشارين الملكيين صورة ونموذجا عن ما تحقق وما ينتظر من تحديات ووعيا للمؤسسة الملكية بتحديات السنوات المقبلة، بل وكانت لغتهما أقرب كثيرا للواقع وتحليلا وتوصيفا دقيقا للراهن أكثر منها اختباء وراء لغة الخشب بل اعتبرها كثير من المحللين موفقة بشكل كبير ورفعت حتى سقف الانتظارات وتجاوزت حاجز ما يقدمه السياسيون المغاربة على اختلاف مشاربهم وخلصت الخرجة الإعلامية على وكالة الأنباء الفرنسية إلى معطى دقيق للغاية هو أن الملكية المغربية استثناء في المنطقة لكونها تستوعب التحولات وتستفيد من التراكم الحاصل لتقديم تجربة مغربية متفردة وليس لها مثيل.
لقد استطاع العاهل المغربي تدبير تركة تركها والده المرحوم الحسن الثاني بما لها وما عليها وفتح ورشة المصالحة ووضع الخطط وأطلق مشاريع النماء من خلال الإنصات لنبض بنات وأبناء شعبه بل والتأشير على مشاريع ستعود بالنفع والخير على المملكة خلال السنين المقبلة فإن كان الإنسان قد يلمس ويجني ثمار كل ما تحقق فهناك مشاريع عملاقة مزالت في طور التشكل لكونها تحتاج لمزيد من الوقت قصد الإنجاز وأكبر مثال على ذلك مشاريع الطاقة الشمسية والتي ستعوض ما يفتقده البلد من غاز وبترول كمصادر رئيسية للطاقة ولعل هذا المشروع لوحده يعكس النبوغ الملكي واستشراف المستقبل فإن كان المرحوم الحسن الثاني أرسى سياسة السدود والتي عادت وما تزال بالنفع العميم على البلد فإن مشاريع الطاقة أساسا ومنجزات أخرى تعد ماركة مسجلة بإسم الملك محمد السادس.
إن الملك محمد السادس يعي جيدا حجم الانتظارات بل إن غضباته تكررت كثيرا خلال هذه العشرين سنة بسبب بطئ إنجاز عدد من المشاريع بل وصلت حد تأديب وعزل وزراء ومسؤولين كبار تأسيسا لثقافة ربط المسؤولية بالمحاسبة وجاءت هذه القرارات الهامة لأن هامش الخطأ لم يعد مسموحا به ولأن المملكة مرت للسرعة القصوى من حيث الإنجاز لكن هناك بعض الأشياء التي مازالت تنتظر وسيسهل تحقيقها لو تحمل باقي الفاعلون مسؤولياتهم واستغلوا الإمكانات الهائلة التي منحها دستور 2011 والقطع مع سياسة “الاختباء” وراء ظهر الملك وعلى من تجاوزه الزمن وأصبح غير قادر على أن يكون في حجم تطلعات المغاربة أن يغادر في صمت وتحديدا قيادات الأحزاب والوزراء… فلا يعقل أن يرفع ملك البلاد السقف عاليا خطاب 9 مارس الشهير نموذجا وغيرها من الخطب السامية بل ويترجم كثيرا من أحلام المغاربة ولا يتعامل باقي الفاعلين بنفس النفس والطموح.
لقد تميزت العشرون سنة من حكم الملك محمد السادس أيضا بجرأة كبيرة على مستوى الخطب الملكية وكثير من الصدق والمكاشفة باعتماد لغة تواصلية قريبة من المواطن المغربي وجعله في قلب المنجزات والتحديات.
لقد استضافت المملكة خلال هذين العقدين عددا من الأنشطة الكبرى ونجح من خلالها في إبراز وجهه المشرق للعالم سواء من حيث جودة التنظيم أو على مستوى تأمين هذه المحطات ومن باب التذكير لا الحصر مؤتمر “كوب 22” ، والمؤتمر العالمي للهجرة وزيارة بابا الفاتيكان وتنظيم عدد من التظاهرات الرياضية والثقافية الأخرى وغيرها ما يوضح بجلاء المكانة التي أصبحت للمغرب في عهد محمد السادس والتي جعلته يكسب ثقة العالم بفضل ضمانات الاستقرار والانفتاح على الآخر وحضور مهم لملكية تطورت وانفتحت على محيطها وتجددت باستحضار الماضي والحاضر ويسود اعتقاد راسخ كبير في المنلكة بالرضى عن حصيلة ما أنجز بل إن أي مغربي ومغربية أصبح لا يجد أي حرج في التسويق لبلده على كل المستويات بفعل قوة وصلابة المشاريع المحققة في ظرف قياسي واعتمادا على سواعد مغربية وخلاصة القول إنه فخر أن يكون المغربي مغربيا في مملكة محمد السادس على امتداد العشرين سنة.