عقدان من الازدهار… ملك بمشروع إصلاحي كبير عنوانه العيش الكريم والمواطنة
منذ تولي الملك محمد السادس، زمام الأمور في المملكة وتربعه على العرش انطلقت صفحة جديدة تشكل استمرارا لما قدمه الملوك العلويون الأفاضل للمغرب عبر محاولات حثيثة لتغيير ملامحه من “البداوة” لمغرب أكثر تقدما يساير الركب ويلحق بقطار التنمية على المستوى الدولي.
لقد أقدم الملك محمد السادس على عدة خطوات ذكية ومدروسة للغاية زاده في ذلك حكمته وذكاءه وثقافته الواسعة بجانب حبه المنقطع النظير لوطنه وساهمت هذه الرغبة في العديد من المشاريع الكبرى التي كانت حتى وقت قريب مجرد أفكار في قائمة الأحلام.
لقد باشر العاهل المغربي بنفسه عدة مشاريع ذات نفس اجتماعي وتنموي لأنها تعتبر عماد ما يصبو إليه أبناء وبنات شعبه وجاب جلالته كل ربوع الوطن متسلحا بفكر حداثي متنور وبمشاريع عملاقة قابلة للتحقيق من أجل رفاه المواطن والمواطنة وكان جلالته كل ما حل وارتحل يجد في استقباله جحافل من المغاربة فرحين بما ينقله لمدنهم وقراهم ومداشرهم من مشاريع حقيقية وتجيب على سؤال الحاجة.
وضع الملك كذلك قضايا المرأة كما الرجل في صلب اهتماماته وهو ما ترجمته خطبه السامية التي وضعت في كل مرة الأصابع على مكامن الخلل وقدمت الحلول العملية لمواجهتها ولم تستثن مبادرات جلالته السامية المهاجرين والمهاجرات المغاربة بالخارج وأبنائهم باعتبارهم جزءا أساسيا من المكون المغربي المتعدد والمنفتح.
لقد أرسل جلالته في أكثر من محطة وخطاب إشارات قوية بأن المغرب بلد تسامح وبلد انفتاح وإسلام وسطي رأسماله شبابه وثروات محدودة يدبرها بكل ذكاء وحنكة بل وساهمت توجيهات جلالته في فتح أبواب الأمل أمام المستقبل.
تفوق الملك محمد السادس على نفسه بضمان أمن الوطن والمواطن وحافظ على استقلالية قرارات المملكة مهما كلفه ذلك من تحالفات كانت تفضل مصالحها على المملكة وأرسل إشارات حتى للجيران والعالم بخصوص قضية الصحراء المغربية التي كسب المغرب في عهد جلالته عدة نقاط لفائدتها وأفقد خصومه عدة مواقع كانت إلى الأمس القريب في الجيب بفضل أموال البترول.
لقد دخلت المملكة في عهد محمد السادس مسارا لا رجعة فيه وبدأت ملامح التطور والعصرنة تظهر في كل شيء وانعكست بشكل جلي على الوطن والمواطن وتحققت نسب كبيرة من المشروع الإصلاحي الكبير الذي قطف ثماره المواطن ومنذ الوهلة الأولى.
لقد ظهرت حكمة جلالته في المشاريع الخلاقة المنجزة في القطاعات الأربعة الأساسية في أي بلد، وهي العدل والتعليم والصحة والتشغيل والتي شهدت نموا مضطردا سواء على مستوى الخدمات أو على مستوى البنية التحتية والمخططات الرامية لتحسين وضع المواطن والمواطنة وتحقيق العيش الكريم والكرامة.
اهتمام ملكي كبير بشأن ووضع المغربي أيما كان وضعه ومركزه من خلال تركيز كبير على وضع الفنان والمثقف والقاضي ورجل التعليم والطبيب والأمني والإمام والصحافي… ومنح جلالته شعبه الأمل في وطن أفضل وفي غد مشرق.
إنها عشرون سنة من قصة ملك ووطن تستحق أن تكتب بمداد من ذهب وبكل فخر واعتزاز وتروى للأجيال الحالية واللاحقة عنوانها حين يريد ملك وشعبه أن يصنعوا المعجزات فلا تستطيع أية قوة أن تنادي وتدفع نحو العكس.
لقد سوق الملك محمد السادس لمقومات النجاح بل ولخصوصية مغربية منحت المغرب وضع الاستثناء بمعناه الإيجابي ونموذجا يحتدى به في المنطقة العربية ولدى عدد من الدول التي باتت تشير إلى التجربة المغربية بإعجاب وتقدير كبيرين.
إنها إذن قصة عقدين مزدهرين كتب فصولها صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله ورعاه وأبناء وبنات شعبه مقدمين للعالم قصصا بمعاني كبيرة عن الثورات المنتجة للشعوب مع ملوكها وبعبارة موجزة ودالة لا يمكن اعتبار ووصف حصيلة العشرين سنة إلا بالغنية.