أول انقلاب عسكري في الدنيا يقوم به .. رجال التعليم!
حميد جماهري
سيحتفظ التاريخ لهذا الصيف بحرارته السياسية المفرطة،
ويحتفظ له بحرارة جيواستراتيجية غير مسبوقة..
كما سيحتفظ له أيضا بغرابة حارقة…
فهو أول صيف في تاريخ البشرية
الذي ينظم فيه الأساتذة انقلابا عسكريا في ما كان يسمى الخلافة العثمانية!
وهو أول صيف سيقاد فيه المعلمون والأساتذة إلى المعتقلات المعروفة أو غير المعروفة،
لأنهم نظموا انقلابا عسكريا
يبدو أنهم استعملوا فيه الطباشير
واللوحات الالكترونية
والمقاعد الدراسية..
وهو انقلاب سيكون أوله «با بو بي ..» وآخره درس في الابستمولوجيا ..
وانقلاب المفاهيم..!
وربما سنكتشف أن التحقيقات التي قامت بها المخابرات التركية الوفية للرئيس الشرعي الطيب أردوغان
توصلت ، بعد استنطاق الانقلابيين المسلحين
إلى أن الأساتذة سلَّحوهم
بالعلم
وسلَّحوهم
بالمعرفة
وأن بعضا من الانقلابيين صرح بأنه مدين للمعلمين والأساتذة بما أصبح يتوفر عليه من سلاح العلوم..
إن التهمة الرئيسية أنهم كانوا أساتذة الانقلابيين
ومنهم تعلموا الانقلاب، وعليه فهناك مشاركة واضحة فيه..
والظاهر أن اسبرتاكوس، جد المغامرين
كان معلما
وأن التعليم هو التمرين الضروري للانقلاب
والتعليم إما يثقل كاهل الدولة
ويكلفها الكثير
أو أنه مشتل محتمل للانقلابيين..
والمغامرين
والحاقدين
والحالمين بدولة غير أردوغانية..
سؤال بسيط كلماذا يمحن أردوغان نفسه ويمتحنها، لماذا لا يقرر بأن ترفع الدولة يدها عن التعليم، مثلا، ويريح نفسه من تعب المعلمين والأساتذة والمؤطرين..
فهم إذا لم يقتربوا من الدولة لن يفكروا في الانقلاب عليها، كما قد تفيد الحكمة المغربية الرائجة منذ أيام في ردهات البرلمان
والحكومة
والمجالس العامة!
فلا طريقة لتعميم التعليم سوى .. تحريره من الدولة!
ولا طريقة في ضمان التمدرس .. إلا بتحرير الدولة من التعليم قبل المعلمين
والتدريس قبل المدرسين…