الأستاذة العالية الهاشمي.. القضاء والنبوغ بصيغة المؤنث
الثامن مارس من كل سنة، هي مناسبة لرد الاعتبار للمرأۃ بصفتها نصف المجتمع و منشئة النصف الآخر و ملهمته، و بما أن التاريخ هو اليوم العالمي للمرأۃ من الواجب أن نحمل أقلامنا لنسطر بها كلمات العرفان و الإمتنان لكل إمرأة لعبت دورا فاعلا في هذا الوطن السعيد.
سيدۃ من مقام رفيع سيكون لنا الفخر بإستحضار منجزاتها و إلتزامها في الرقي بالعدالة المغربية و مشاركتها المؤثرۃ في تخليق قطاع له مكانة العصب في الدولة.. إنها الأستاذۃ العالية الهاشمي و كيلة الملك بالمحكمة التجارية بالعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، القلب النابض لإقتصاد المملكة.
المرأة الحديدية التي إطلعت بدور لم تسبقه لها أي إمرأة بالبلاد، الأستاذۃ العالية المنحذرۃ من بادية الغنادرۃ بإقليم سيدي بنور، عينت مباشرۃ بعد تخرجها من المعهد العالي للقضاء بالرباط قاضية بابتدائية المحمدية، ثم البيضاء التي ترأست بها الغرفة التجارية و البحرية قبل إحداث المحاكم المختصة.
عينت بعد ذلك وكيلة للملك، و ترأست غرفة الأصول التجارية، و استمر بزوغ نجم الاستاذۃ العالية و تدرجها في مختلف المهام إلی أن حصلت علی الدرجة الاستثنائية، فارضة نفسها كيقدومة الخبيرات في مجال القضاء المتخصص في القضايا التجارية.
و تعتبر السيدۃ العالية، بصدق و دون مغالاة، رمزا أنثويا براقا في سماء العدالة المغربية و مثالا يحتذی به لكل امراۃ تميل نفسها إلی تحقيق العدالة في وسط ذكوري رغم المساحيق.
و ٱذا كان اليوم العالمي للمرأۃ مرآۃ تتراءی من خلالها إنجازات المرأۃ في المغرب، فالأستاذۃ العالية بسيرتها المهنية و منجزاتها و أخلاقها الرفيعة، تجعل من الثامن مارس رقما صغيرا مقارنة بما تحققه، بدون كلل أو ملل، طيلة أيام السنة.