“مراسلون بلا حدود” تتجاوز الحدود وتقع في المحظور بسبب مدون متابع في قضايا الإرهاب
وكعادتها في تحين الفرص ومحاولة إدراج المغرب في صفة “المنتهك” لحقوق الصحافيين، بل وخلط جميع الأوراق حتى يتيه قارئ بياناتها المعدة تحت الطلب على اعتبار أنها صادرة عن “جهة اختصاص”، لكن الخطورة تكمن هنا تحديدا، خصوصا حينما تتحول المنظمة التي تقدم الدروس في أخلاقيات مهنة الصحافة وتصور نفسها كمدافع عنها لهيئة تمارس التضليل والكذب والافتراء لمجرد حسابات ضيقة مع المملكة.
إن بيان “منظمة مراسلون بلا حدود”، حول محاكمة مدون مغربي يدعى عبد الكبير الحر، فضيحة بكل المقاييس، فالهيئة اختلط عليها الحابل بالنابل لدرجة لم تعد تفرق بين المدون والصحافي… بل وتمنح المدون صحافة صحافي وكأنها بديل عن وزارة الاتصال المغربية المنوط بها هذا الدور، وأصبحت “البلا حدود” تناقش وضعا خاصا بتربة ووضع مغربي محض لا تعرف حتى حدوده وطبيعته، وتفتي في مهنة لم يوكلها أحد للحديث باسمها خصوصا أن مهنة الصحافة بالمغرب منظمة بقانون… كما أن هناك نقابة للصحافيين وهيئات لا تفوت أي تجاوز في حق المهنة والمهنيين ولا تنتظر الدروس من الخارج والأوامر كي تتحرك.
قالت المنظمة في بيان بئيس لمديرتها إن المدون عبد الكبير الحر، مؤسس رصد المغربية والصفحة الفيسبوكية التي تحمل الاسم نفسه، تم اعتقاله نتيجة تغطيته لحراك الريف، مضيفة أنه تم اعتقال صحافيين لمجرد تغطيتهم للتظاهرات المذكورة دون أن تكلف نفسها تقديم دليل واحد حول هذه الادعاءات بل وتفادت ذكر أن المدون المذكور حوكم بتهمة “الإشادة بأعمال إرهابية، والتحريض على ارتكاب أعمال إرهابية، والتحريض على ارتكاب أعمال إجرامية، والتحريض على العصيان، وإهانة هيئات وموظفين عموميين” وهي تهم لا علاقة لها بقانون الصحافة أو الصحافيين ولا تندرج في إطاره حتى وإن قبلنا تجاوزا أن هذا الحر “صحافي”.
إن الغريب في الأمر في علاقة هاته المنظمات المشبوهة والموالين لها أنها تتحرى الموضوعية في كل شيء ومع كل الدول إلا فيما يتعلق بالمغرب وكأنه ذلك الحائط القصير الذي يسهل القفز من فوقه فـ”بلا حدود” لم تذكر في بيانها المهترء والمتهافت أن عشرات الصحافيين مغاربة وأجانب قاموا بزيارات متعددة للمنطقة في خضم أحداث الريف ونشروا وبثوا روبورتاجات عن الاحتجاجات بحرية تامة دون أن يمسهم أي شيء واشتغلوا في ظروف أكثر مهنية.
إن البيان المهزلة دق أخر مسمار في نعش “منظمة مراسلون بلا حدود”، وصدم حتى من كانوا يتبجحون ببياناتها الابتزازية الاسترازقية بل ووضعها إلى جانب هيئات أخرى غير ذات قيمة ولا يعتد بها انطلاقا من منطق إذ ظهر السبب بطل العجب، خصوصا وأن المنظمة اليوم تعاني أزمة حقيقة وهي تراجع أسهمها و”شعبيتها” في العالم وباتت تقاريرها دون إضافة.