“داعش” يتبنى عملية مقتل امرأتين بسكين في مارسيليا بفرنسا
(وكالات)
قام شخص يشتبه بأنه إسلامي،الأحد، بالهجوم على عدد من المارة في محطة سان شارل للقطارات بمدينة مرسيليا الفرنسية مستخدما سكينا، وموقعا قتيلتين. وتدخل عسكريون وقتلوا المهاجم، وطلبت الشرطة من سكان المدينة تجنب المنطقة المحيطة بالمحطة.
قتل عسكريون رجلا يشتبه بأنه إسلامي الأحد في محطة القطارات الرئيسية فيمرسيليا بعد أن هاجم عددا من المارة بسكين ما أدى لمقتل امرأتين، جنوب فرنسا، بحسب ما أعلنت الشرطة.
وقال قائد الشرطة أوليفييه دو مازيير لوكالة الأنباء الفرنسية إن “اثنين من الضحايا قتلا بسلاح أبيض”.
ووقع الهجوم قرابة الساعة 13:45 (11:45 ت غ). وأفاد مصدر قريب من التحقيق أن المهاجم هتف “الله أكبر” قبل أن يقدم على ذبح امرأة وطعن أخرى، مرجحا فرضية عمل إرهابي.
كما أعلنت نقابة الشرطة “أونسا-بوليس” أن القتيلتين في ال 17 والـ20 من العمر.
وأوضح مدعي الجمهورية كزافييه تارابو أن المهاجم قتله عسكريون يشاركون في عملية “سانتينيل”.
لاحقا انتشرت الشرطة المسلحة في المنطقة الواقعة في وسط ثاني كبرى مدن فرنسا بعد إخلائه ووقف حركة القطارات على أحد الخطوط الأكثر ازدحاما في البلاد.
وطلبت الشرطة من سكان مرسيليا تجنب منطقة محطة سان شارل، مع بدء عملية كبيرة بعد الظهر.
وأعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب عبر تويتر أنه سيتوجه “فورا” إلى مرسيليا “بعد الهجوم الذي وقع قرب محطة سان شارل”.
وعلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الاعتداء في تغريدة على تويتر معربا عن “سخط عميق جراء هذا العمل الهمجي، وعن مشاطرة ألم عائلات ضحايا مرسيليا وأقاربهم. وأحيي عسكريي (عملية) سانتينيل والشرطيين الذي تحركوا برباطة جأش وفعالية”.
وروت الطالبة ميلاني بتي البالغة 18 عاما “سمعت هتاف “الله أكبر‘ ورأيت رجلا بملابس سوداء، على ما بدا لي”. أضافت “انهار شخص أرضا” و”انقضت لحظات جمود قبل أن يبدأ الناس بالركض”.
وتقع المحطة بمحاذاة وسط المدينة قرب محور سير رئيسي يؤدي إلى الميناء القديم.
وأعلن المدعون العامون المكلفون بقضايا الإرهاب بعد اعتداء مرسيليا الأحد عن فتح تحقيق في “أعمال قتل متصلة بمنظمة إرهابية” و”محاولة قتل موظف دولة”.
“ذعر مضبوط”
داخل المحطة “أمرنا أشخاص لا يرتدون بزات عسكرية، ربما كانوا شرطيين بلباس مدني، بالمغادرة. فالكثيرون ضمن الحشد لزموا مكانهم”، على ما روت جان البالغة 33 عاما لفرانس برس.
كما أفاد غيوم أن عناصر الأمن “أخذوا مراكزهم وأنزلوا الركاب من القطارات. جمعونا في آخر الأرصفة قبل بدء إجلائنا”، متحدثا عن “ذعر مضبوط” لم يؤد إلى فوضى عارمة.
وقع اعتداء مرسيليا قبل يومين على تصويت لنواب الجمعية الوطنية على مسودة أولى لقانون مكافحة الإرهاب الجديد المثير للجدل الذي يجعل الكثير من إجراءات حالة الطوارئ السارية منذ آخر 2015 أحكاما دائمة.
ففي تشرين الثاني/نوفمبر 2015 أعلنت الحكومة الاشتراكية السابقة حالة طوارئ ما زالت سارية، توسع صلاحيات قوى الأمن باستخدام القوة والقيام بمداهمات ضمن أنشطة مكافحة الإرهاب.
كما تنطلق الاثنين محاكمة بتهمة التواطؤ لشقيق محمد مراح الذي قتل في اعتداءات جهادية سبعة أشخاص في آذار/مارس 2012 بينهم ثلاثة أطفال في مدرسة يهودية في تولوز (جنوب غرب) ومحيطها.
ويأتي الهجوم وسط مخاوف شديدة من احتمال حدوث اعتداءات في فرنسا بعد سلسلة هجمات في السنوات الأخيرة نفذها متطرفون على علاقة بتنظيم “الدولة الإسلامية” أو “القاعدة”.
كما يأتي الاعتداء بعد أيام على إصدار تنظيم “الدولة الإسلامية” تسجيلا صوتيا قال إنه لزعيمه أبو بكر البغدادي يحث أتباعه على ضرب أعدائهم في الغرب.
ونشرت فرنسا جنودا وطائرات قتال في الشرق الأوسط، وتعتبر شريكة بارزة في التحالف الدولي بقيادة أمريكية لمكافحة تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق وسوريا حيث يتعرض الجهاديون لهزائم.
وخلفت الاعتداءات التي نفذها متطرفون إسلاميون منذ 2015 في فرنسا 239 قتيلا بحسب تعداد أجرته فرانس برس قبل هجوم الأحد.
وعلقت رئيسة حزب “الجبهة الوطنية” (يمين متطرف) مارين لوبان “أمام أعمال القتل الهمجية هذه نأمل (…) أن يتم التعامل مع الإرهاب على حقيقته كعمل حربي”.
وصرح النائب عن مرسيليا ورئيس حزب “فرنسا الأبية” (أقصى اليسار) جان لوك ميلنشون أن “مرسيليا تبكي مع ضحاياها المساكين. المجرم مقزز على قدر ما هي دوافعه”.