3 نونبر 2024

تحليل… عاهل البلاد يبعث إشارات إيجابية حول المستقبل ويفرد أمام شعبه خارطة الطريق

تحليل… عاهل البلاد يبعث إشارات إيجابية حول المستقبل ويفرد أمام شعبه خارطة الطريق

فتح الملك محمد السادس خلال خطاب عيد العرش السبت الماضي، باب الأمل على مصراعيه أمام شعبه ورغم الصراحة / الصرامة التي أبداها عاهل البلاد في مواجهة خونة الأمانة من سياسيين وإداريين… وكل من له يد في تعطيل مصالح المواطنين إلا أن العاهل المغربي بعث بإشارات إيجابية بخصوص المستقبل وهي الإشارات التي ومما لا شك فيه ستزيد من جرعة الأمل لدى المغاربة.
وأفرد الملك محمد السادس في خطابه المليء بالرسائل القوية مساحة هامة للحديث عن الأفاق المستقبلية وعن خارطة الطريق التي لا تحتاج سوى لتظافر الجهود لمواكبة الخطوات التي يسلكها الملك ومواكبة مبادرات الجالس على العرش من أجل مغرب أفضل ومغرب متقدم ومتطور.
وقال الملك محمد السادس في خطاب العرش “إني أعتز بخدمتك حتى آخر رمق، لأنني تربيت على حب الوطن، وعلى خدمة أبنائه وأعاهدك الله ، على مواصلة العمل الصادق ، وعلى التجاوب مع مطالبك ، ولتحقيق تطلعاتك. واسمح لي أن أعبر لك عن صادق شعوري ، وكل ما يخالج صدري، بعد ثمانية عشرة سنة، من تحمل أمانة قيادتك. لأنه لا يمكن لي أن اخفي عنك بعض المسائل ، التي تعرفها حق المعرفة . و من واجبي أن أقول لك الحقيقة، وإلا سأكون مخطئا في حقك”.
وأضاف الملك “ستلاحظ شعبي العزيز، أنني لم أتحدث عن قضية وحدتنا الترابية ، ولا عن إفريقيا ، أو غيرها من مواضيع السياسة الخارجية. وبطبيعة الحال، فقضية الصحراء المغربية لا نقاش فيها، وتظل في صدارة الأسبقيات. إلا أن ما نعمل على تحقيقه اليوم، في جميع جهات المغرب، هو مسيرتك الجديدة. مسيرة التنمية البشرية والاجتماعية والمساواة والعدالة الاجتماعية، التي تهم جميع المغاربة، إذ لا يمكن أن نقوم بمسيرة في منطقة من المناطق دون أخرى. إننا نستطيع أن نضع أنجع نموذج تنموي، وأحسن المخططات والاستراتيجيات. إلا أنه :
– بدون تغيير العقليات،
– وبدون توفر الإدارة على أفضل الأطر،
– وبدون اختيار الأحزاب السياسية لأحسن النخب المؤهلة لتدبير الشان العام،
– وفي غياب روح المسؤولية ، والالتزام الوطني ، فإننا لن نحقق ما ننشده لجميع المغاربة ، من عيش حر كريم”.
واستطرد عاهل البلاد “أنا لا أريد، شعبي العزيز، أن تظن بعد الاستماع إلى هذا الخطاب بأنني متشائم، أبدا… فأنت تعرف أنني واقعي، وأقول الحقيقة، ولو كانت قاسية. والتشاؤم هو انعدام الإرادة، وغياب الآفاق والنظرة الحقيقية للواقع. ولكننا، والحمد لله، نتوفر على إرادة قوية وصادقة، وعلى رؤية واضحة وبعيدة المدى. إننا نعرف من نحن ، وإلى أين نسير .والمغرب والحمد لله استطاع عبر تاريخه العريق تجاوز مختلف الصعاب بفضل التلاحم القوي بين العرش والشعب.”
وقال الملك “ها نحن اليوم، نقطع معا، خطوات متقدمة في مختلف المجالات ، ونتطلع بثقة وعزم، إلى تحقيق المزيد من المكاسب والإنجازات”.
وأحاط خطاب الجالس على العرش بجل الإشكالات المطروحة في مغرب اليوم وتحدث بلسان الملايين من المغاربة معرجا على حاجياتهم وآمالهم وآلامهم ومعاناتهم… بل وتوعد بمحاسبة كل خائن للأمانة وعزل كل مخل بواجبه واستعمل عبارات غاية في القسوة والصرامة في محاولة لتحريك نفوس بعض السياسيين والإداريين ممن لم يتقوا الله في الوطن والمواطنين.
وانتصر الملك محمد السادس للمواطن المغربي البسيط المغلوب على أمره وأعاد إليه جزءا كبيرا من كرامته بتقريع كل من خان الوطن وسعى وراء مصالحه الشخصية وتكالب على المملكة الشريفة بل وقالها الملك بصوت عال كفى من الاستهتار وكفى من اللامسؤولية وكفى من تمييع المشهد السياسي.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *