دعوات لجلسة مستعجلة لمجلس الأمن عقب مواجهات جديدة في القدس
(أ ف ب)
قضى فلسطينيان السبت خلال مواجهات مع قوات الأمن الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.
وجاء في بيان لوزارة الصحة أن “الشاب يوسف قشور أصيب بجروح خطرة بصدره، جراء إصابته برصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق من مساء اليوم، في بلدة العيزرية شرق القدس نقل إثرها إلى مستشفى أريحا الحكومي، ومن ثم جرى تحويله لمجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله لخطورة حالته، حيث أعلن الأطباء عن استشهاده”.
وفي قرية أبو ديس المجاورة، قضى شاب فلسطيني آخر (18 عاما) حين انفجرت به زجاجة حارقة كان يعتزم رشق القوات الإسرائيلية بها.
ودعت السويد وفرنسا ومصر السبت إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي بعد مواجهات عنيفة في القدس، على ما أعلن دبلوماسيون.
وصرح منسق الشؤون السياسية السويدي كارل سكاو أن الاجتماع سيهدف “لفتح نقاش عاجل بشأن كيفية دعم الدعوات لخفض التصعيد في القدس”، بعد مواجهات جديدة في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين.
من جانبه شجع الاتحاد الأوروبي في بيان مساء السبت “إسرائيل والأردن على العمل معا بهدف إيجاد حلول تحفظ أمن الجميع” في القدس الشرقية المحتلة.
كذلك، حض الاتحاد البلدين على العمل من أجل “احترام الطابع المقدس للأماكن المقدسة وإبقاء الوضع القائم” في باحة المسجد الأقصى في القدس الشرقية، بحيث يتاح للمسلمين دخول الموقع في أي وقت مع السماح لليهود بدخوله في أوقات محددة من دون أن يتمكنوا من الصلاة فيه.
وأضاف أن “الأحداث الأخيرة في المدينة المقدسة وحولها وفي الضفة الغربية تشكل خطر تصعيد فعليا”.
وإذ دعا إلى تحقيق كامل في مقتل ثلاثة فلسطينيين الجمعة خلال مواجهات عنيفة مع قوات الأمن الإسرائيلية، ندد الاتحاد الأوروبي بـ”الجريمة المشينة” التي ارتكبها شاب فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة نفذ هجوما أسفر عن مقتل ثلاثة إسرائيليين.
وتابع “من الملح الآن أن يتحرك جميع القادة السياسيين والدينيين وممثلي المجموعات في شكل مسؤول ويعيدوا الهدوء ويتجنبوا أي عمل أو تصريح من شأنه تأجيج التوترات”.
واعتبر أن “التعاون المستمر بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية هو أمر حيوي لمنع أي عنف أو وفيات إضافية”.
وكانت مواجهات جديدة قد سجلت السبت في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين غداة يوم دام أعقب قرار سلطات إسرائيل تركيز أجهزة رصد معادن على مداخل المسجد الأقصى.
وانتهى يوم الجمعة بمقتل ثلاثة فلسطينيين خلال مواجهات في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين مع قوى الأمن الإسرائيلية.
كما قتل ثلاثة إسرائيليين طعنا في أحد منازل مستوطنة نيفي تسوف شمال غرب رام الله.
واقتحم الجيش الإسرائيلي ليل الجمعة السبت منزل الشاب الفلسطيني الذي نفذ عملية الطعن في بلدة كوبر بالضفة الغربية المحتلة القريبة من المستوطنة واعتقل شقيقه وقام بقياس مساحة المنزل تمهيدا لهدمه، على ما أعلنت متحدثة عسكرية.
أضافت المتحدثة أن المهاجم الفلسطيني البالغ 19 عاما أصيب أثناء الهجوم ونقل إلى مستشفى إسرائيلي، مضيفة أنه نشر قبيل تنفيذ هجومه وصية على فيس بوك قال فيها خصوصا “أنا كل ما أملك سكين مسنون ها هو يلبي نداء أقصانا” في إشارة إلى المسجد الأقصى، ووقعها باسم “الشهيد بإذن الله عمر العبد أبو زين”.
وأغلق جيش إسرائيل السبت مداخل القرية مستثنيا من إجرائه الحالات الإنسانية، بحسب المتحدثة.
وأضافت أن خمسين من سكان القرية رشقوا بالحجارة الجنود الإسرائيليين.
واستمر السبت الانتشار الكثيف للجنود الإسرائيليين في القدس الشرقية المحتلة وخصوصا في محيط المسجد الأقصى.
وألقى عشرات الفلسطينيين الملثمين الحجارة والإطارات المطاطية المشتعلة باتجاه القوات الإسرائيلية عصر السبت في عدة أحياء من القدس الشرقية المحتلة والقرى المحاذية لها، بحسب متحدثة باسم الشرطة أضافت أن القوات الإسرائيلية استخدمت وسائل مكافحة الشغب لتفريقهم.
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني أن فلسطينيا أصيب بجروح خطيرة بالرصاص في العيزرية بالضفة الغربية المحتلة شمال القدس.
وفي معبر قلندية بين رام الله والقدس وقعت مواجهات بين قوات إسرائيل ومئات الفلسطينيين، بحسب مصادر أمنية فلسطينية.
وأصيب ثمانية فلسطينيين على الأقل، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
والصدامات التي بلغت أوجها الجمعة كانت قد اندلعت قبل أسبوع بعد هجوم أدى إلى مقتل شرطيين إسرائيليين في القدس القديمة في 14 يوليوز. وأغلقت سلطات إسرائيل إثر الهجوم باحة المسجد الأقصى حتى 16 يوليوز.
وندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السبت في بيان بـ”استخدام القوات الإسرائيلية المفرط للقوة ضد إخواننا الذين تجمعوا لأداء صلاة الجمعة”.
وقالت القوات الإسرائيلية إن المهاجمين في 14 يوليوز خبؤوا أسلحتهم في ساحة المسجد الأقصى، وبناء على ذلك قررت تركيب أجهزة لكشف المعادن على مداخل هذا الموقع الحساس بالقدس الشرقية المحتلة.
وأثار هذا الإجراء غضب الفلسطينيين، وأعلن الرئيس محمود عباس مساء الجمعة تجميد الاتصالات مع إسرائيل إلى حين إلغاء إجراءاتها في المسجد الأقصى.
وأثارت الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة مخاوف بين الفلسطينيين من أن تسيطر إسرائيل بالكامل على باحة الأقصى الذي تسيطر أصلا على مداخله، لكن إدارته تعود للمملكة الأردنية.
وتقول سلطات إسرائيل إنها لا تنوي تغيير الأمر الواقع الذي ينص على تمكين اليهود من دخول الحرم القدسي لكن بدون الصلاة فيه.
أثارت التطورات الأخيرة مخاوف من تأجيج موجة العنف التي تهز إسرائيل والأراضي الفلسطينية منذ أكتوبر 2015 وأسفرت عن مقتل 287 فلسطينيا و47 إسرائيليا وأمريكيين اثنين وأردنيين اثنين وأريتري وسوداني وبريطانية، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس.
وفيما تراجعت وتيرة هذه الأحداث في الأشهر الفائتة، يخشى أن يؤدي العنصر الديني في الصدامات الأخيرة إلى اندلاع العنف مجددا، على ما يؤكد محللون.
وكتب المراسل العسكري في هآرتس عاموس هرئيل “في العام الفائت نجحت قوات الأمن (الإسرائيلية) بعد جهد كبير في إعادة العفريت إلى القمقم (…) لكن ما بني بمشقة خلال عام يمكن تدميره بسهولة في أسبوع، خصوصا عندما تضاف عوامل دينية إلى الوضع”.
واعتبر أوفر زالزبرغ المحلل في “مجموعة الأزمات الدولية” أن “خطأ (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتانياهو كان في تركيب أجهزة رصد المعادن بدون التحاور مع فريق مسلم”.
أضاف أن “الطابع الإكراهي (لهذا الإجراء)، أكثر من الإجراء نفسه، هو ما جعله غير مقبول لدى الفلسطينيين”.