وقاحة جزائرية… حكام قصر المرادية يلعبون ورقة “حراك الحسيمة” في محاولات بئيسة للتنفيس على مشاكلهم الداخلية وإلهاء الشعب الجزائري المطحون
منذ اندلاع موجة الاحتجاجات في مدينة الحسيمة، أبت الجارة الجزائر إلا أن تحشر أنفها في شأن مغربي / مغربي محض من خلال إطلاق العنان لمجموعة من منابرها الإعلامية المرتبطة أساسا بأجهزة الاستخبارات وإصرارها على مناصبة العداء للمغرب مستغلة هذه الأحداث الاحتجاجية العادية والتي تحمل مطالب اجتماعية في طريقها للحل.
وبغض النظر عن العداء التاريخي للجارة الشرقية للمغرب والمغاربة، يهدف هذا التكتيك أو المخطط لتشتيت انتباه الرأي العام الجزائري والدولي عن المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية الحقيقية التي تعرفها الجزائر ما بين الرئيس الميت / الحي ومشاكل أخرى جمة بينها ما هو هوياتي في منطقة القبائل التي تعرف غليانا غير مسبوق، كما أن هذه الهجمة على المغرب يأتي في سياق محاولة جزائرية بئيسة للتنفيس على مشاكلها الداخلية الخطيرة وأيضا للتغطية على أزمة الاقتصاد الجزائري وتجويع سكان هذا البلد الشقيق منذ سقوط أسعار البترول على المستوى العالمي ما انعكس أساسا وساهم في خفض الإنفاق العمومي.
في الرابع عشر من سنة 2017، قامت مظاهرة سلمية تخليدا لذكرى الربيع الأسود سنة 2001، والذي سالت فيه دماء الجزائريين في مدينة دازازكا، غير بعيد عن مدينة تيزي وزو، كما تم إطلاق النار وقمع احتجاجات عدد من النشطاء والفاعلين المدنيين المدافعين عن ملف منطقة القبائل.
وجوبه بالقمع نفسه وبالشراسة ذاتها مظاهرة نظمت ليلة 14 و 15 يونيو 2017، بمنطقة غير بعيدة عن تيزي وزو، والتي عرفت قمعا دمويا ودون رحمة في مواجهة المطالبين باستقلال منطقة القبائل في الوقت الذي ما يزال فيه ولحدود اليوم عدد الضحايا والقتلى مجهولا بفعل التعتيم الإعلامي وتكتم الأمن الجزائري على المعلومة.
قام الأشقاء الجزائريون بتاريخ 13 يونيو 2017، بخطوة غير مفهومة من خلال إقدامهم ظلما وبهتانا على ما أسموه حركة تضامنية مع “حراك الحسيمة” المغربية تحت شعار رئيسي وهو “التضامن مع الشعب الشقيق في مدينة الحسيمة بالمغرب!!!”، وتم خلال هذه الخطوة رفع الأعلام الجزائرية لكن المضحك المبكي على حد تعبير الشاعر أبي الطيب المتنبي هو أنه كان على السلطات الجزائرية الإنصات لمطالب أمازيغ منطقة القبائل المطالبين بالاستقلال ومحاولة الوصول إلى حلول توافقية معهم بدل حشر نفسها في شأن مغربي خالص وبشكل وقح.
وبلغ حجم الندالة الجزائرية حد توجيه ما سمي بلجنة دعم “حراك الحسيمة”، رسالة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في الموضوع ليلة زيارته للمغرب في محاولة يائسة للتأثير على العلاقات المغربية / الفرنسية القوية جدا والممتدة عبر الزمن وعلى مختلف الأصعدة.
ولم يتوقف الاستفزاز الجزائري للمغرب عند هذا الحد إذ نشرت الصحافة الجزائرية في سياق عدائها الدائم للمملكة سلسلة من المقالات – شلت أيدي كاتبيها – تتضمن معطيات غاية في الغرابة والكذب والبهتان والافتراء وتفيد هذه المقالات التي دبجتها أقلام مأجورة ومخبولة ومسعورة ولها عقد مع المغرب بأن الاحتجاجات العادية التي تشهدها مدينة الحسيمة هي من أجل “إسقاط نظام الملك محمد السادس”، وبأن المئات من المغاربة خرجوا للشوارع ضد الفساد والرشوة في إحالة لمسيرة الرباط بتاريخ 11 يونيو 2017، في حين أن تلك المسيرة وكما شاهد الجميع وأدرك ذلك خرجت أساسا بشعار رئيسي ومركزي هو إطلاق سراح معتقلي “أحداث الحسيمة”، وإن كان من نظام يجب أن يسقط حقيقة وواقعا فهو النظام الجزائري المخبول والمعتوه والذي أضحى فرجة أمام العالم وهو الذي يقوده رئيس ميت / حي.