7 دجنبر 2025

فيلم “سماء بلا أرض” للمخرجة أريج السحيري يفوز بالنجمة الذهبية للدورة ال22 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش

فيلم “سماء بلا أرض” للمخرجة أريج السحيري يفوز بالنجمة الذهبية للدورة ال22 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش

 

فاز فيلم “سماء بلا أرض” للمخرجة التونسية الفرنسية، أريج السحيري، بالنجمة الذهبية (الجائزة الكبرى) للدورة الثانية والعشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، التي نظمت تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، واختتمت فعالياتها مساء اليوم السبت بالمدينة الحمراء.

وخلال حفل اختتام هذه الدورة الذي احتضنه قصر المؤتمرات بالمدينة الحمراء وعرف حضور نجوم الفن السابع وشخصيات من عالم الفن والثقافة والإعلام، أعلنت لجنة تحكيم المهرجان برئاسة المخرج الكوري بونغ جون هو عن تتويج “سماء بلا أرض”، الذي استفاد من دعم برنامج ورشات الأطلس، وتنافس مع 12 فيلما أخرى من مختلف البلدان حول العالم.

ويحكي فيلم “سماء بلا أرض” قصة ماري، قسيسة إيفوارية وصحفية سابقة تعيش في تونس، تستضيف في منزلها ناني، أم شابة تطمح إلى مستقبلٍ أفضل، وجولي، الطالبة الطموحة التي تحمل على عاتقها آمال أسرتها في الوطن. وحين تنضم إليهن كنزة، طفلة في الرابعة من عمرها وناجية من حادث غرق، يتحول ملاذهن الصغير إلى عائلة مختلطة دافئة رغم هشاشتها، وسط مناخ اجتماعي يزداد قلقا واضطرابا.

وبتتويج فيلم “سماء بلا أرض”، أشادت لجنة التحكيم ب”عمل سينمائي يجرؤ على مقاربة العالم من منظور مختلف، مستندا إلى قوة شاعرية نادرة ورؤية فنية منخرطة بعمق في الواقع”، محتفية من خلال هذه الجائزة، ب”تجربة سينمائية جريئة تدعو إلى إعادة التفكير في علاقتنا بالآخرين وبأنفسنا”.

وإضافة إلى “النجمة الذهبية”، حاز فيلم “سماء بلا أرض” على جائزة أفضل دور نسائي في شخص الممثلة الإيفوارية ديبورا لوبي ناني.

ومنحت لجنة التحكيم جائزتها مناصفة لفيلمي “بابا والقذافي” لجيهان ك و”ذاكرة” لفلادينا ساندو.

أما جائزة أفضل إخراج، فعادت للبريطاني أوسكار هدسون عن فيلمه “دائرة مستقيمة”.

وعادت جائزة أفضل دور رجالي إلى الممثل النيجيري سوبي ديريسو عن دوره في فيلم “ظل أبي” لأكينولا ديفيز جونيور.

كما أشادت لجنة التحكيم بالأداء المتميز لكل من إليوت ولوك تيتنسور في فيلم “دائرة مستقيمة” لأوسكار هدسون، والذين منحا تنويها خاصا.

وفي كلمة بالمناسبة، أعرب رئيس لجنة تحكيم الدورة عن سعادته بالمشاركة في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش إلى جانب باقي أعضاء اللجنة، متوجها بالشكر إلى المهرجان وإلى كل المغاربة.

وقال جون هو إن الأفلام المتنافسة في المسابقة الرسمية للمهرجان “كانت كلها عظيمة، وإذا كان البعض من أصحابها فقط من فازوا بإحدى الجوائز، فإنهم جميعا رابحون ويستحقون التصفيق الحار”.

وإضافة إلى بونغ جون هو، ضمت لجنة تحكيم الدورة كلا من المخرج البرازيلي-الجزائري كريم عينوز، والمخرج المغربي حكيم بلعباس، والمخرجة الفرنسية جوليا دوكورنو، والممثل والمخرج الإيراني بيمان معادي، إلى جانب الممثلة الأمريكية جينا أورتيغا، والمخرجة الكندية سيلين سونغر، والممثلة البريطانية-الأرجنتينية أنيا تايلور-جوي.

ووفاء لعادته، كرم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في هذه الدورة أربع شخصيات مغربية وعربية وعالمية بارزة تعكس مساراتها الفنية اللامعة غنى وتنوع الفن السابع. ويتعلق الأمر بكل من الممثل المصري حسين فهمي، والممثلة والمخرجة الأمريكية جودي فوستر، والمخرج المكسيكي غييرمو ديل تورو، والممثلة المغربية راوية.

واستضاف المهرجان في فقرة “حوارات” لهذه الدورة مبدعين من آفاق مختلفة تقاسموا تجاربهم ورؤاهم الفنية والفكرية مع جمهور من عشاق الفن السابع.

واقترح البرنامج الرسمي للدورة قائمة واسعة من 81 فيلما تمثل 31 بلدا موزعة على عدة أقسام، ثمانية منها في عرض عالمي أول، إلى جانب تسعة أفلام استفادت من دعم برنامج ورشات الأطلس، برنامج الصناعة السينمائية للمهرجان، وأربعة عشر فيلما تمثل بلدانها في سباق جوائز الأوسكار.

وحسب المنظمين، فقد استجاب الجمهور بحماس كبير لفعاليات المهرجان، حيث حضر عروضه أزيد من 47 ألف متفرجا، من بينهم 7 آلاف طفلا ومراهقا تابعوا برمجة قسم الجمهور الناشئ والأسرة، مما يؤكد أهمية نقل الإبداع والمعارف، والذي يعد جزءا لا يتجزأ من هوية المهرجان.

وكرست دورة هذه السنة من برنامج “ورشات الأطلس” التي كان عرابها المخرج الروماني كريستيان مونجيو، دورها الأساسي في دعم السينما من جميع أنحاء القارة والمنطقة، بحضور 350 مهنيا اجتمعوا حول 28 مشروعا، حيث واكب هذا الفضاء الخاص بالتوجيه والاحتضان والتأطير الفني أعمالا واعدة ستأخذ مسارها للعرض على الشاشات العالمية في المستقبل القريب.

وهكذا، تميزت فعاليات الدورة الثانية والعشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، بالاكتشاف والمشاركة والجرأة، وتكشفت في المدينة الحمراء مسارات فريدة، وتجلت حوارات جديدة، ولاقت إبداعات سينمائية صدى واسعا لدى جمهور متفاعل.

ومن خلال الكشف عن مواهب جديدة وتكريم مخرجين متمرسين، يواصل المهرجان الدولي للفيلم بمراكش تجسيد هويته باعتباره فضاء تتنقل فيه السينما بحرية، وتواصل التقريب بين من يصنعونها ومن يستمتعون بمشاهدتها.