إبراهيم ولد الرشيد: قرار 2797 يؤكد الشرعية التاريخية والسياسية للمغرب في صحرائه المغربية
بين الذاكرة الوطنية والتحولات الجيوسياسية، جيل صحراوي جديد يقدّم رؤيته للمستقبل.
اعتماداً على الحوار الذي أنجزته جريدة El Periódico Marroquí مع إبراهيم ولد الرشيد، الشاب الصحراوي المنحدر من الأقاليم الجنوبية وعضو لجنة الشؤون الخارجية بحزب الاستقلال، تقدّم جريدة المغربي اليوم قراءة صحفية موسّعة لأبرز مواقفه وتحليلاته حول قضية الصحراء المغربية.
نشأ ولد الرشيد داخل أسرة معروفة بالتزامها الوطني، حيث شكّلت نقاشات الهوية والتاريخ ومستقبل الصحراء جزءاً من الحياة اليومية. هذا المناخ صقل شخصيته وجعل منه صوتاً هادئاً وقوياً في الدفاع عن القضية الوطنية، مستنداً إلى معرفة تاريخية دقيقة ورؤية جيوسياسية واضحة.
المسيرة الخضراء… ذاكرة حية في وجدان المغاربة
يرى ولد الرشيد أن إحياء ذكرى المسيرة الخضراء ليس مجرد احتفال، بل هو لقاء مع ذاكرة وطنية تجمع المغاربة حول قيم الوحدة والولاء للوطن. ويعتبر أن تزامن هذه المناسبة مع صدور القرار الأممي الأخير يعطيها بعداً إضافياً، حيث أكد مجلس الأمن مجدداً شرعية الموقف المغربي وانسجامه مع منطق التاريخ والواقع.
وفي مدن العيون والداخلة والسمارة، يلاحظ أبناء الجنوب تأثير المسيرة الخضراء في كل تفاصيل التنمية: الموانئ الجديدة، الطرق، المطارات، المناطق اللوجستية والمشاريع التي تغير وجه المنطقة يوماً بعد يوم.
قرار 2797… اعتراف دولي واضح
يصف ولد الرشيد القرار 2797 بأنه محطة فاصلة في مسار النزاع، إذ جاء ليؤكد أن المغرب يحمل مفاتيح الحل وأن مبادرة الحكم الذاتي هي الخيار الواقعي الوحيد. ويضيف: «سقطت كل الأوهام التي حاول البعض الترويج لها لعقود، وأصبح المغرب اليوم شريكاً محترماً وقادراً على فرض رؤيته المتوازنة».
الحكم الذاتي… مشروع متكامل برؤية سيادية
يعرض ولد الرشيد الملامح الكبرى للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي وُصفت دولياً بأنها جدية وذات مصداقية. فهي تمنح سكان الأقاليم الجنوبية إدارة شؤونهم عبر مؤسسات محلية تنفيذية وتشريعية وقضائية، مع الحفاظ على الثوابت السيادية للدولة: الراية، النشيد، العملة، وصلاحيات جلالة الملك بصفته رئيس الدولة وأمير المؤمنين، خصوصاً في مجالات الأمن والدفاع والعلاقات الخارجية.
ويؤكد أن تنزيل هذا المشروع مرتبط بتطور المسار السياسي وبمدى انخراط الأطراف الأخرى بجدية ومسؤولية.
التعاون الدولي والإفريقي… رافعة للتنمية
يشدد ولد الرشيد على أن الشراكات الدولية، خاصة الإفريقية، تشكل محركاً أساسياً لتطوير الأقاليم الجنوبية وجعلها منصة اقتصادية تربط شمال إفريقيا بعمقها الصحراوي والإفريقي. ويبرز أهمية مشاريع كبرى مثل ميناء الداخلة والطرق والمناطق الاقتصادية.
رؤية ملكية للتنمية والإنسان
يشيد الشاب الصحراوي بالمشاريع التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس، والتي أثمرت تحسناً ملموساً في حياة السكان، ووفّرت بنية تحتية حديثة وفرصاً اقتصادية جديدة، ضمن رؤية تجعل الإنسان محور التنمية.
رسالة إلى شباب المغرب
يوجّه ولد الرشيد رسالة واضحة للأجيال الجديدة: «أنتم أبناء وطن لا يساوم في أرضه ولا يتراجع أمام التحديات. قد تختلف أدوات الدفاع اليوم، لكن المبدأ ثابت: الوحدة الترابية ليست موضوع نقاش ولا تنازل».
جيل جديد يحمل المشعل
تعكس تصريحات إبراهيم ولد الرشيد صورة جيل واعٍ يواصل الدفاع عن السيادة الوطنية بقناعة ومسؤولية. وهو نموذج لشباب يرى في الصحراء قضية وطنية راسخة في التاريخ ومفتاحاً لمستقبل تنموي واعد للمملكة.

