العدالة المجالية في صلب التوجيهات الملكية: نحو إشراك فعلي للمجالات الهشّة

العدالة المجالية في صلب التوجيهات الملكية: نحو إشراك فعلي للمجالات الهشّة

لقد شكل الخطاب الملكي السامي بمناسبة افتتاح البرلمان خارطة طريق واضحة المعالم لطريقة اشتغال البرلمان والحكومة خلال ما تبَقّى من هذه الولاية التشريعية، حيث أكّد جلالة الملك على مجموعة من النقاط المهمة من قبيل الجدية والمسؤولية واليقظة والإلتزام ، إنّ هذا الخطاب الملكي السامي باعتباره يرسم السياسات العامة الإستراتيجية حث عبره جلالة الملك كافة القوى الحية إلى بذل المزيد من المجهودات والمسؤولية والجدية ،والإبتعاد عن جميع الممارسات التي تضيع الوقت والجهد ، إن خطاب جلالة الملك بمناسبة افتتاح البرلمان هو امتداد لخطاب العرش المجيد من حيث السياسة العامة التي يجب التركيز عليها خلال ما تبقى من الولاية الحكومية ،يتمثل في التأهيل الترابي المندمج للمجالات الترابية وترسيخ العدالة المجالية ، لذلك فالبرلمان معني بضرورة الإجتهاد التشريعي لإيلاء عناية خاصة مركزية بالمناطق القروية والجبلية التي تمثل ثلاثين في المئة من التراب الوطني ، وهنا أقترح مثلا إخراج قانون الجبل الذي ظل في الرّفوف لسنوات ،لماذا لم يخرج لحدود الساعة ؟, كما أن العدالة المجالية لكي تتطور بشكل ملموس نأمل وضعها كقانون إطار لا يتغير بتغير الحكومات والبرلمانات ، دون نسيان دور مجلس المستشارين بالخصوص باعتباره يتضمن تمثيليات واسعة من ممثلي الجهات والنقابات والجماعات الترابية ، كما وجب إعادة هيكلة صندوقي التأهيل الإحتماعي والتضامن بين الجهات ، هذه بعض من الإقتراحات التي أعتقد بأنها مهمة جدا في مسارات بلوغ عدالة مجالية بمقاربات جديدة تأخذ بعين الإعتبار خصوصيات المناطق والجهات التي تعرف هشاشة مُرتفعة ، كما تحدث جلالة الملك عن ثلاث مقاربات جوهرية لتأهيل البرامج المندمجة للتأهيل الترابي على غرار مَأسسة مشاريع هيكلية تُعنى بهذه المناطق مع توسيع نطاق المراكز القروية وتأهيلها بمختلف مراكز القرب التي تقدم الخدمات الإجتماعية ، لقد أكد جلالة الملك حفظه الله على أن هذه السنة ستكون مفعمة بالمشاريع لتجاوز مختلف التحديات ،لذلك أعتقد بأن هذه السنة ستشهد أوراشا ملكية إستراتيجية بالمناطق القروية والجبلية ،فالمغرب الصاعد الذي نعتز به يجب أن يُوازيه عناية إستراتيجية بالمناطق القروية والجبلية التي تحتاج مجهودا تنمويا كبيرا جدا ،لكي على الأقل يقترب المسار التنموي بتلك المناطق مع ما تعرفه الحواضر الكبرى من إقلاع تنموي هيكلي نفتخر به ، وأنا كشاب بالجنوب الشرقي أشعر بتفاؤل كبير بالعناية المولوية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله بالمناطق القروية والجبلية التي أنتمي إلى جزء منها ،لخلق فضاءات ترابية قروية وجبلية بالخصوص تساهم في التنمية المستدامة عبر هيكلة مراكز قروية تُشجع الشباب على البقاء فيها عوض الهجرة المُستفحلة بها .
ختاما خطاب جلالة الملك محمد السادس حفظه الله وضع السياسة العامة التي يجب على الحكومة والبرلمان ومختلف القوى الحية التفاعل معها من خلال سياسات عمومية مجالية ناجعة ،وكذا من خلال مقاربات تواصلية جديدة لتكوين وتأطير المواطنين .

بقلم المحلل السياسي رضوان جخا

مقالات ذات صلة